شتان بين أن ترتقي للسماء الزرقاء وبين أن تضع رأسك في التراب وفقا لقاعدة لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم.. باختصار هذا حال الواقع الرياضي لأندية الأمانة باستثناء القلعة الزرقاء التي أدفئت ملاعبها ليالي الشتاء القارص البرودة في معظم أندية العاصمة. عادت بي الذاكرة لأيام أحن إليها وأنا أقبع تحت أشعة الشمس وهي تتجه رويدا رويدا لمخدعها ونحن لا نشعر بحرارتها لأن هنالك ما هو أسخن على المستطيل الترابي لملعب الظرافي كيف لا؟! والوحدة طرفا يشعل التحرير بأكمله. تذكرت الكابتن الرائع محفوظ السياغي وهو يدرب أجيالا متعاقبة في الكراتية.. والبطل الدولي خصروف يصنع ربيع جودو الوحدة وصالة التايكواندو وغرفة بناء الأجسام وملعب الطائرة وتنافس المحبين لها. سنوات طوال مضت منذ منتصف الثمانينات للقرن الفائت ومدرسة الوحدة رغم تواضع مقر النادي في قلب صنعاء النابض بالحياة تقدم أجيالا متعاقبة في مختلف الألعاب الرياضية دون استثناء. إنها بحق مدرسة رياضية لم تغب عن سماء المنافسة والتوهج بألوان الذهب والفضة والبرونز لعقود متعاقبة لتشهد اليوم في أقسى الظروف الرياضية وعورة وصعوبة صفحة من صفحات التألق والنشاط الذي لا ينضب. حتى باتت قلعة الوحدة بمقره الجديد في حدة قبلة التنافس ومهبط الفرق الرياضية في مختلف رياضاتها بقيادة ربان دفتها الأمين الذي فرض على الجميع رفع قبعات التقدير والاحترام لمدرسة الوحدة الصنعاني. لاحظت الحضور الجماهيري والرسمي والرياضي أدركت أن القاعدة العامة في الإدارة لم تسقط أي من أقطابها الثلاثة فن وعلم وأخلاق وهذا ما جمعه رئيس مجلس إدارة النادي الأستاذ أمين جمعان وهو يقدم درسا للجميع مضمونة نسمو فوق الصغائر لكننا لن نرمي المنديل ولن نتجه بأعيننا نحو التراب. تمنياتي للوحدة قلعة الرياضيين ومدرسة العطاء والتي يشار إليها اليوم بالبنان أن تظل قبلة الزائرين ومهجع الباحثين عن المتعة ولإدارتها التألق دوما ولأبناء النادي وجماهيره العريضة كل المحبة والاحترام ولكوكبة الزملاء من إعلاميي الوحدة مزيدا من الإبهار في نقل تفاصيل الحدث الرياضي لملتقانا الشتوي.. دمتم جميعا بالخير والمحبة.