خلال العقدين القادمين تحاول الصين أن تصعد إلى عرش السيادة الاقتصادية في السوق العالمية، كقوة اقتصادية استثنائية في منافسة الشركات العالمية في منتجاتها ذات الجودة العالية التي ترافقها تركز مالي تصاعدي قادر على إحداث تحولات كبيرة في ميدان المنافسة .معارك لا تنتهي بين الصينوأمريكا، كلا يحاول فرض شروطه وهيمنته على الآخر، ليبقى السجال مرشح للتصاعد، فقد بدأت الأخيرة تشعر بأن عليها أن تفعل المستحيل لكسب المعارك ومواجهة التطورات المتسارعة، وإلا فقدت دورها القيادي في العالم. في أبريل الماضي 2018م نشرت وكالة «الأنباء الفرنسية» تقريراً يظهر بوضوح - بعد دراسة أجريت في عشر دول- أن الصين تحرز تقدماً بارزاً في تطوير الجيل الخامس للاتصالات تليها كوريا، ولا تأتي أميركا إلا في المرتبة الثالثة، بينما تصنف دول أوروبا متأخرة عنها. وتشعر أوروبا ودول غربية أخرى بالحيرة بين الاستفادة من التقنية الصينية ومخاوف التجسس، الأمر الذي جعل الأمريكان يوصدون الأبواب أمام الشركتين الصينيتين (هواوي)و ( زي. تي . إي)، وسعت بكل ما تملك من سطوة لمنع الصين من الاستحواذ على شركات رائدة تسهل لها مهمتها، وفرضت ضغوطات على شركات عالمية أوروبية من التعامل مع هواوي .ومع كل ما يحدث من حرب شعواء بين الصينوالأمريكان لاتخلو من تبادل الاتهامات، ورفع الضرائب بين الطرفين، وقد لجأت بعض الدول الغربية إلى اتخاذ اجراءات تحد من نشاط الشركات الصينية، ومع ذلك استطاعت شركة «هواوي « من الوصول إلى 170 دولة، وهذا ما أجبر بعض الشركات الأوروبية إلى التعامل مع شركة «هواوي» . طريق الحرير : التطورات المتسارعة تجعل الصين تمسك بمفاتيح الصعود العالمي في قلب معادلات التحولات الجديدة كقوة اقتصادية استثنائية، في رسم مشاريع المستقبل، وفي اتصالها بالعالم عبر مشروع الحزام والطريق القائم على شبكة مواصلات ومناطق حرة صناعية عابرة للقارات، للمنتجات والسلع متعدّدة الكلفة. مشروع الحزام والطريق أو ما يسمى قديما (طريق الحرير) ليس مغامرة، إنما هو خطوة في التجارة الحرة ، وقد بدأت الصين تجربتها خلال السنوات الماضية بتدشين أول خطوطها في السكك الحديدية التي تمتد من الصين، وتمر عبر دول جنوب آسيا ( كازاخستان ) وتخترق روسيا الاتحادية، مرورا ببولندا لتصل إلى ألمانيا. .كانت تلك التجربة هي الخطوة العملية الأولى في التبادل التجاري. المشروع الصيني مقدّر له أن يبدأ ثماره الواسعة في العام 2025م، وأن يبلغ نهايته في سياق نمو متسارع ومستديم في العام 2050م. بريكس: «بريكس» هى مجموعة الدول (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا ) التي اتفقت فيما بينها على إنشاء كيان اقتصادي «مضاد» للكيانات الاقتصادية الغربية المتمثلة فى «صندوق النقد الدولي» و»البنك الدولي» وتضم نظاماً ائتمانياً بنكياً عالمياً جديداً يقضي على سياسة «القطب الواحد» التي تقوده أمريكا للسيطرة على مقدرات العالم واستغلاله اقتصادياً، عبر توجيه السياسات الاقتصادية، وفرض قيود تتحكم في الدول النامية من خلال صندوق النقد والبنك الدوليين، خاصة على الدول النامية وبلدان العالم الثالث.