للوقوف مع أحداث الواقع الذي يعيشه وطننا وشعبنا اليمني الحبيب سنحاول من خلال هذه الأحرف أن نقف مع أنفسنا والنظر إلى واقعنا وإلى أي مدى أصبح البعض يفسر مفهوم الوطنية وحب الوطن والتضحية في سبيلة كما يشاء وكما تقتضي مصلحته وأطماعه وهذا ما يؤكد على إنفصام مفهوم الوطنية عندهم وما أكثرهم اليوم فنجد تفسيرهم لأعمالهم اللا عقلانية وكأن الحياة مقلوبة رأس على عقب فأصبح لديهم مصطلح الخيانة للوطن والشعب هي الوطنية في أروع صورها.. وتدمير كل مقومات الحياة هو البناء والاستثمار.. وتشريد أبناء شعبهم هو الوفاء بعينه.. والقتل لهم هو من وجهة نظرهم الحياة الأبدية لهم .. وبيع الوطن للأعداء ونهب خيراته هي الرفاهية .. والخنوع والاستسلام والانبطاح هي الكرامة .. والاستعباد هي الحرية.. إنه الجنون الذي إعترى البعض وقد تجاوزوا حد الجنون لأنهم وصلوا إلى مرحلة لا يعون ما يفعلون أو أنهم يعون لكنهم أصبحوا مجرد أصنام لا تشعر أو دمى في يد العدو يحركها متى شاء وكيفما يشاء، فتجردوا من شيء إسمه اليمن وشعبه، وصاروا عبيداً للمال ولأسيادهم من قوى الهيمنة والتسلط. إنها الطامة الكبرى عندما يكون من يدعي الوطنية هو في الواقع الحياتي وأمام الجميع يرتمي في أحضان العدو ويعمل وفق أجندة العدو ويبيع سيادة وقرار وطنه وكرامة شعبه للعدو .. إنها لمفارقة عجيبة والأدهى والأمر من ذلك أنه يريد أن يجد سماع لصوته وتصديقاً لكذبه ونفاقه. ومن خلال هذه الأحرف البسيطة والمتواضعة نقول لكل من يدعون الوطنية ويتشدقون بها وهم في واقع الحياة اليومي يقتلون شعبهم ويدمرون وطنهم .. الم تشعروا بعد بويلات الحرب التي دعيتم إليها كل أعداء الحياة وجعلتم من وطنكم وشعبكم محرقة لها، الم تسمعوا بعد كل ما أحدثتموه من وجع أنين الجرحى وشعرتم ببؤس اليتامى وصرخات الجائعين وخوف المشردين. أيها البائعون لتراب وطنكم عليكم أن تعلموا جيداً أن أجيال اليمن من أقصاه إلى أقصاه تلعن تاريخكم الإجرامي الذي شوه الماضي وقتل الحاضر ويوشك على هدم المستقبل .. وتأكدوا بأنكم ستظلون في مزبلة التاريخ وفي أسوى صفحاته مهما حاولتم أن تلمعوا أنفسكم أو يلمعها لكم من جلبكم أو ساقكم إلى قاموس الخيانة والارتزاق لأن وجوهكم ونواياكم الحقيقية قد انكشفت ووطنيتكم المزيفة قد تعمدت بدماء الأبرياء من أبناء وطني الحبيب، وستأتي اللحظة وليست ببعيد لتنالوا جزائكم العادل إن لم تتداركوا أنفسكم وثقوا بأن الحساب سيكون عسيرا أكثر مما تتصورون لأن شعبنا رغم أنه كما وصفه سيد البشرية عليه وعلى اله أفضل الصلاة والتسليم بأنه أرق قلوباً إلا أنه لا ينسى حقه لأنكم في الواقع طعنتموه في الظهر ولم تقدموا له شيء غير الألم لأبنائه والدمار لكل مقوماته. أيها المتباهون بالوطنية المزيفة إرجعوا إلى رشدكم وراجعوا يمنيتكم وتأكدوا من جوازات سفركم وبطائقكم الشخصية فإن كنتم تعون ما فيها فإن ضميركم سيصحو وسيرشدكم أن الطريق الصحيح هو العمل من أجل اليمن الكبير الواحد الموحد وأن ترك العدو والتكفير عما مضى أصبح فرض واجب على كل من أخطأ في حق اليمن الأرض والإنسان.