أوامر بالقبض القهري وتجارة خمور وكمين أمني!.. بيان فاضح لمليشيات الحوثي بشأن محاولة اغتيال نقيب الصحفيين بصنعاء    إنطلاق بطولة مأرب لكرة القدم بمشاركة 14 ناديا    اختيار المحامية اليمنية معين العبيدي ضمن موسوعة الشخصيات النسائية العربية الرائدة مميز    لحظة اغتيال رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. جماعة تسمى"مجموعة محمد صلاح" تنشر الفيديو    مطالبات بمحاكمة قتلة مواطن في نقطة أمنية شمالي لحج    كاتب صحفي: هذه الدولة الخليجية هي الراعي والداعم العسكري لمليشيات الحوثي في اليمن!    انفجار مخزن أسلحة في #مأرب يودي بحياة رجل وفتاة..    حقيقة ما يجري في المنطقة الحرة عدن اليوم    دورتموند الألماني يتأهل لنهائي أبطال أوروبا على حساب باريس سان جرمان الفرنسي    تراجع احتياطيات النقد الأجنبي بالصين في أبريل الماضي    اكتشاف مقبرة جماعية ثالثة في مستشفى الشفاء بغزة وانتشال جثامين 49 شهيدا    "هدية أمريكية" تُسعف اليمنيين في ظل فشل اجتماع المانحين    فريق شبام (أ) يتوج ببطولة الفقيد أحمد السقاف 3×3 لكرة السلة لأندية وادي حضرموت    جماهير البايرن تحمل راية الدعم في شوارع مدريد    هجوم حوثي جديد في خليج عدن بعد إطلاق "الجولة الرابعة" وإعلان أمريكي بشأنه    الولايات المتحدة تخصص 220 مليون دولار للتمويل الإنساني في اليمن مميز    الوزير البكري: قرار مجلس الوزراء بشأن المدينة الرياضية تأكيد على الاهتمام الحكومي بالرياضة    مدير عام تنمية الشباب يلتقي مؤسسة مظلة    تستوردها المليشيات.. مبيدات إسرائيلية تفتك بأرواح اليمنيين    الاشتراكي اليمني يدين محاولة اغتيال أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين ويدعو لإجراء تحقيق شفاف مميز    قمة حاسمة بين ريال مدريد وبايرن ميونخ فى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    مورينيو: لقد أخطات برفض البرتغال مقابل البقاء في روما    لماذا تقمع الحكومة الأمريكية مظاهرات الطلبة ضد إسرائيل؟    أسياد الشتايم.. المؤدلجون من صغار (صغار) الإصلاحيين والسروريين    عصابة معين لجان قهر الموظفين    مقتل مواطن برصاص عصابة حوثية في إب    الحكومة الشرعية توجه ضربة موجعة لقطاع الاتصالات الخاضع للحوثيين.. وأنباء عن انقطاع كابل الإنترنت في البحر الأحمر    استشهاد وإصابة 160 فلسطينيا جراء قصف مكثف على رفح خلال 24 ساعة    تحديث جديد لأسعار صرف العملات الأجنبية في اليمن    سيتم اقتلاعكم عما قريب.. مسؤول محلي يكشف عن الرد القادم على انتهاكات الحوثيين في تهامة    رغم إصابته بالزهايمر.. الزعيم ''عادل إمام'' يعود إلى الواجهة بقوة ويظهر في السعودية    إغلاق مركز تجاري بالعاصمة صنعاء بعد انتحار أحد موظفيه بظروف غامضة    محاولة اغتيال لشيخ حضرمي داعم للقضية الجنوبية والمجلس الانتقالي    الحزب الاشتراكي اليمني سيجر الجنوبيين للعداء مرة أخرى مع المحور العربي    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    ذمار: أهالي المدينة يعانون من طفح المجاري وتكدس القمامة وانتشار الأوبئة    نيمار يساهم في اغاثة المتضررين من الفيضانات في البرازيل    قصة غريبة وعجيبة...باع محله الذي يساوي الملايين ب15 الف ريال لشراء سيارة للقيام بهذا الامر بقلب صنعاء    زنجبار أبين تُودّع أربعة مجرمين... درس قاسٍ لمن تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع    وداعاً صديقي المناضل محسن بن فريد    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين وتسقط طائرة مسيرة في خليج عدن مميز    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكاتب والباحث الإسلامي التونسي حبيب مقدم ل «26 سبتمبر»:ما رأيناه من صمود وثبات وشجاعة وإقدام لدى الشعب اليمني في مواجهة العدوان يعتبر تجلياً لإرادة الله في نصرة عباده المستضعفين
نشر في 26 سبتمبر يوم 24 - 02 - 2019

السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الشخصية العربية المؤهلة القادرة ليس فقط قيادة اليمن بل قيادة الأمة
لازالت الشعوب العربية تنبض بالولاء والمحبة في ما بينها، بالرغم من تواجد الايادي الآثمة التي تحاول أن تمزّق تلك اللحمة العربية وتعين الطامعين في التغول وتمزيق الأمة، وكانت أداة لتلك الاطماع الخارجية، ولكن الأحرار لهم بالمرصاد يقاومون الظلم بكل شجاعة وما تعيشه اليمن انموذج حي لتلك الصور.. والأحرار والشرفاء من العرب لا يتوانون عن قول الحقّ في وجه الطواغيت، «26سبتمبر» التقت واحدا من أصحاب الأقلام الحرّة التي تقطر عنفوانا ومصداقية، ولا تسكت عن الجور الحاصل، وهو من تونس الشقيقة،الكاتب والباحث الإسلامي الصحفي ابو جواد التونسي، حبيب مقدم، والذي ساهم بصوته الحر بدفع الظلم عن الشعب اليمني، وانبعثت كلماته مثل براكين وقَّادة تصيب العدو في مقتل والذي تحدث عن جملة من القضايا الهامة..
حوار: عفاف الشريف
بداية نرحب بكم اخي الكريم ضيفا عزيزا في أول حوار معكم مع «26سبتمبر»؟
{ { أهلا وسهلا بكم أخية عفاف، وبكل القائمين على هذه الصحيفة، من أبناء وزارة الدفاع اليمنية الذين أثبتوا مع إخوانهم من المجاهدين في أرض اليمن، أنّهم رجالات العزّة والنخوة والشهامة والكرامة والإباء، وبفضل عطائهم نُسقى نحن البعيدون عنكم كؤوس العزّة والكرامة، ونرتشف كذلك رشفات مؤنسة من النخوة والإباء.وكذلك أهلا وسهلا بكل الشعب اليمني الحر الأبي، وأخص بذلك المجاهدين الكرام من أبناء القوات المسلحة والامن واللجان الشعبية الذين نراهم على امتداد الجبهات، يسقون أرض اليمن بعبق دمائهم الطاهرة الزكية، وكذلك نخصّ عوائلهم وأهاليهم من النساء والرجال والشباب والأطفال الصابرين الصامدين في وجه أقذر مكنة عسكرية عدوانية في عصرنا الحاضر.
ونُحيّيِ ونسلّم كذلك على قائد وسيد المجاهدين في اليمن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وندعو له الله بأن يديم عليه طول العمر والسَّداد والتوفيق في حركته الجهادية الحكيمة، التي نستبشر بها نحن أبناء الأمّة العربية والإسلامية الخير الكثير على اليمن وعلى الأمّة وخط المقاومة.
قامت الثورات في الشعوب من أجل النهوض بالوطن، وإزالة الظلم، للوصول للاستقلال والحرية.. وكانت الثورة التونسية ضوءًا أخضر نموذجا للشعوب العربية، ما هي الأبعاد التي حملتها ثورتكم في تونس وتأثيرها على الشعوب الأخرى، وهل حققت اهدافها؟
{ { بداية دعينا نتفق على أنّه ليس كل حراك شعبي غاضب هو ثورة، ولا يصح أن ينطبق عليه مفهوم الثورة، وإن وقع ذلك فهو من باب المسامحة في الاصطلاح.. فالثورة في نظرنا تتحقّق عندما تتوفّر ثلاث ركائز أساسية في الحراك الشعبي:
الركيزة الأولى: القائد، الذي هو صاحب الأطروحة، والملاذ الذي تجتمع حوله القاعدة الشعبية حين التباس الأمور على أفرادها.
الركيزة الثانية: الأطروحة التي سيقدمها القائد للقاعدة الشعبية المتحركة.
الركيزة الثالثة: القاعد الشعبية المؤمنة بأطروحة القائد.
وباكتمال هذه الركائز الثلاث على أرض الواقع، وبمجرد أن يقع حراك جماعي نحو تغيير واقع الفساد والظلم، عندها يمكن لنا أن نسمي ذاك الحراك بالثورة ونحن مطمئنون، أمّا مع نقص أو تخلف أحد الركائز الثلاث في الحراك الشعبي الجاري في الواقع، فلا يمكن عند ذلك تسمية الحراك بالثورة، بل الأصح أن نسميه انتفاضة ضد الظلم.
وبالعودة لما حصل في بلدي تونس في مطلع سنة 2011م، نلحظ غياب القائد والأطروحة القادرة على تغيير الواقع تغييرًا جذريًا، فلا يصح إلاّ أن نسميها «انتفاضة» ضد الظلم والاستبداد وانسداد الآفاق، والانتفاضات في العادة لا تُحقّق كل مطالبها أو أماني أصحابها، وهذا ما نراه يحصل اليوم في تونس، فنحن مازلنا لم نحقّق إلا عددا قليلا من الأهداف التي تراءت لنا ولغيرنا حين بدأت.
نعم، البُعد الأبرز لما حصل في تونس، هو ارتداد صدى صرخة المنتفضين في تونس، على جملة كبيرة من الشعوب العربية، فأضحى الحراك الشعبي التونسي الشرارة التي اتقدت بها أكوام القهر والظلم والانكسار عند الشعوب العربية.
هذا باختصار قراءتنا لما حصل في تونس.
باسم الدين أفسد الحكام والجماعات وابتدعوا فيه ما لم يكن.. برأيكم هل وصلت تلك الأقنعة اليوم لمرحلة التعري وانكشاف المستور،أم لا زال الوعي قاصراً عند بعض الشعوب؟!...
{ { نعم، الدين يمكن أن يتم استغلاله من قِبل بعض الطواغيت والمستكبرين،بحيث تصير أهدافه عكس الأهداف التي وضعها صاحب الدين وهو المولى تعالى، بل ويمكن أن يصير الدين أداة لاستحمار وتنويم الشعوب، والحقّ أنّ هذا مانراه يحصل في أغلب البلاد العربية والإسلامية للأسف، بل خلال العقود الأخيرة، صار هذا الأمر جليًّا وواضحًا.
ونحن نحمد الله، أن مجريات الأحداث داخل الشعوب العربية بالخصوص، تكشف لنا وجود صحوة كبيرة نسبيًّا، تجاه مسألة استغلال الدين في المصالح السياسية والحزبية والفئوية، ولعلّ من أبرز المجريات التي تساعد على كشف هذا الاستغلال من قِبل بعض حكام العرب، هو ما نراه يحدث اليوم في اليمن، فما يجري اليوم في اليمن كشف بشكل كبير وأزال أيضا القناعة على جملة من أنظمة العرب الفاسدة، بعد أن كان الأمر ملتبسا على الكثير في سوريا وقبلها العراق والبحرين.. نعم، للأسف هناك شرائح كبيرة من الشعوب العربية مازالت نائمة وغارقة في سباتها، ولكن في المقابل هناك شرائح أخرى وعت وتمكنت من كشف زيف غالبية الأنظمة العربية المتعفنة بالخيانة والطغيان، ويكفينا حقيقة أن محور المقاومة بات له قاعدة شعبية كبيرة في داخل البلدان العربية، أكثر بكثير ممّا كانت عليه قبل سنوات خلت.
والفضل لله أولا, فهم يمكرون والله خير الماكرين، ولدماء المقاومين وثباتهم ثانيا, وصبر وصمود عوائلهم ثالثا, فهم بذلك أزاحوا على الكثير من أبناء أمتهم تلك الغشاوة التي صنعتها الأنظمة باستغلال الدين تارة، وباستغلال حب الشعوب لأوطانها. الصهيونية الخبيثة لطالما حذرنا منها اليوم تجلت علاقات مكشوفة مع الكيان الصهيوني وبعض الحكام العرب.. برأيكم هل هذا التمادي في هذه العلاقات سيولد صحوة في الشعوب أم أنها سترضخ لهذا التطبيع؟!
حسب قراءتنا لواقع الشعوب العربية، فلن يرضخ لحالة التطبيع إلاّ تلك الشرائح التي استقرّ في داخلها الجبن والخيانة، وهي التي تعتاش من وجود هذه الأنظمة العربية، وهي فئة قليلة داخل الشعوب.. نعم هذا الأمر سيساعد، بل نراه الآن يساعد على صحوة قسم كبير من أبناء أمتنا، غير أنّ هناك شريحة أخرى أتصور أنّها أصيبت بحالة من اللامبالاة بواقع الأمة، نتيجة كل تلك السياسات التي مُورست عليهم طيلة العقود الأخيرة، وهي سياسة التجهيل والاستحمار والتفريغ من عناصر النهوض لبناء الإنسان الحر..
لطالما كتبت عن فتية اليمن وعن بطولاتهم ومقاومتهم للظلم.. ما الذي تراه مختلفاً في المجاهد اليمني؟!
{ { بصراحة وبعيداً عن المجاملات والمبالغات، فالجواب التام على هذا السؤال، سيتطلب منا صفحات كثيرة وطويلة، وقد نويت عدّة مرات الكتابة حوله، ولكنني وجدت أنّ طوله لا يتناسب مع الوسائل التي تنشر فيها كتابتنا حول اليمن، ولكن نختصر فنقول ونحن واثقون وكذلك مدركون لحقيقة ما نتکلم: ففتية الله في اليمن، الذين لهم في قلوبنا وقلوب أحرار أمّتنا معزّة كبيرة، تختزلهم عبارة: «أنّهم في نظرنا هم تجل واضح لعظمة إرادة مولانا وخالقنا»، فما قد ترونه أنتم على كونهم بشرا مجاهدين، نراهم نحن على أنّهم مصداق بارز لتجلي إرادة خالقنا العظيمة والحكيمة، فكيف لا يكونون كذلك، وهم قد برزوا للعدو، ورأيناهم يخرجون من عمق رحم الاستضعاف، وانعدام الوسيلة والسند، بل ونراهم يقفون بكل ثبات لمواجهة العدو المقتدر في الدنيا، وهم يعلمون أنّهم لا يملكون إلا كرم وجود ربّهم الذي خلقنا وخلقهم، وفوق كل هذا وعند متابعة مجريات الحوادث نراهم يحققون نتائج في ملاحمهم.. العقول تحار في فهمها، وخاصة تلك العقول التي لم تصل لمعرفة سنن الله في الأرض.. فهنا، وبعد أن تتجلى أمامي هذه النتائج، لا أجد إلاّ أن أقول: أنّ فتية الله في اليمن، هم عبارة عن تجل واضح لإرادة خالقنا الذي أخبرنا ووعدنا بأنّه هو المدبّر والمسير العادل لوجود البشر وواقعهم، وأنّه تعالى سيكون فقط وفقط مع المستضعفين الذين ينصرون الحقّ، ومن كان معه الله فلن تقدر عليه أي قوة بشرية أو غيرها مهما كانت قوتها واقتدارها، فبعد أن أقارن بين ما عليه فتية الله في اليمن من إمكانيات، وماعليه العدو من امكانيات، لا أجد إلاّ أن أقول أنّ الله قد صيّرهم أداة لإرادته، التي إذا ما تعلقت بشيء تحقّق، وتترسخ في داخلي هذه القناعة، حينما أدرك أن حجم الصمود والثبات وكذلك مقدار الصبر والإقدام الذي عليه فتية الله في اليمن، لا أجده إلاّ عندما أعود لكتاب الله الكريم، باحثًا عن القوانين الإلهية الحاكمة على حركة الإنسان الجماعية، فالتثبيت وإعطاء الصبر وغيرها من القيم، تكون هبة من المولى تعالى لعباده الذين نادوا خالق السماء لنصرتهم وهم صادقون.
الشعب اليمني اثبت قدرته على التعايش مع اشد الظروف قساوة واجتياز الصعاب، فهل ترجّح ذلك كونه مجتمعاً متمسكاً بأصول الشريعة الإسلامية أم كونه اعتاد التضاريس الوعرة؟!.
{ { الحقيقة الواضحة لنا هي أنّ ما يواجهه فتية الله في اليمن اليوم، ليس فقط الحرب العدوانية التي بطبعها تقتضي امتلاك القدرة على التعايش مع الظروف الصعبة، نعم هو بجانب الظروف التي هي فوق الصعوبة بأشواط، هناك حرب حقيقية تأخذ من حاجيات النّاس الأساسية وسيلة لجرهم لمربع الذّل والهوان، وهي التي يمكن أن نسميها حرب التطميع، فمكنة العدو نراها تعمل بكل قوة للإيقاع بفتية الله في اليمن، وهذه الحرب التي لا تقل عن الحرب العسكرية، لا تحتاج بالدرجة الأولى إلاّ لترسخ الإيمان.
نعم، فتية الله في اليمن يمتلكون عنصرًا نراه مفقودًا عند الشعوب العربية الأخرى، وهو الجلد وقدرة التحمل، نتيجة معايشته لسنين عجاف من الاستضعاف والتجاهل، ولكن نحن نرى في هذا الأمر أيضًا تجليا لحكمة الخالق الخبير، فهو تعالى بحكمته العادلة حوّل أهداف الظالمين لعنصر قوة بيد فتية الله، فالظالمون الذين حاولوا لسنين ايصال الشعب اليمني لهذا المستوى المعيشي المتردي، وهم واهمون أنّهم بذلك يسهل عليهم السيطرة عليه، وبالتالي استنزاف ثرواتهم.. فهذا العدو الذي عمل على تحقيق هدف تردي الواقع المعيشي لليمنيين خلال العقود الماضية، نراه اليوم يحترق ويتجرّع نيران ومرارة هذا الهدف الذي سعى لتحقيقه لأكثر من أربعين سنة، فالعدو نراه اليوم يواجه جلدًا وقدرة تحمّل في المعارك لم تخطر على باله، ولا شاهدناها عند شعب آخر، والتي تشكّلت من تلك السياسات الظالمة للعدو نفسه، عندما كان جاثما على مقدرات وإرادة الأعزّة اليمنيين من خلال النظام السابق.
العدوان على اليمن لا زال البعض يزعم على أنّه حماية وتحالف ضد ما يسمونه انقلابا.. هل ترون أن الحقيقة غابت بسبب ترسانة العدو الإعلامية؟!.
{ { نعم، نعترف أنّ الآلة الإعلامية للعدو قوية، ولها تأثير على الواقع العربي في مواقع وقضايا عديدة، ولكن في خصوص قضية اليمن، لم تتمكن هذه المكنة من الدوام في وظيفتها، بل ما نراه هو أنّ أكثر الشعوب العربية وغيرها باتت مقتنعة بمظلومية الشعب اليمني، وطغيان العدو المقابل.
ولكن سبب غياب دور الشعوب العربية وغيرها، راجع لحالة التخاذل التي يعيشونها، نتيجة غرقهم وضياعهم في مستنقع وشباك الدنيا، وكذلك نتيجة غياب القيم الإنسانية القادرة على تحريك الفرد نحو التضحية في سبيل الحق والمستضعفين في الأرض. وهنا أوجه – بعد إذنكم- خطابي ما دمنا في هذا السياق، لفتية الله في اليمن لأقول لهم حقيقة قد تكون مرّة، ولكن ثقوا أنّ فيها الفوز والخير الكثير لنا ولكم.
الظلم الذي يلاقيه الشعب اليمني من قتل، ودمار، وانتهاك لكل معاني الإنسانية..هل يجوز ان يبرره البعض على انه في صالح « الشرعية»؟!
{ { نحن حسب معرفتنا بالعدو، وبحال كل من يضع نفسه في مربع الخيانة والارتزاق، من خلال معرفتنا هذه، يمكننا أن نقول: أنّهم يقدرون على تبرير كل ذلك، لأن فاقد الحياء يفعل كل شيء، وهم قد هجرهم الحياء من سنين، بل ماعليه محتواهم الداخلي من تشوّه واعوجاج، لا يقبل أصلا قبول قيمة الحياء لتستقرّ في داخلهم، فالحياء هو قيمة إنسانية سامية، تحتاج في ترسخها للصدّق في القول، والعدل والإنصاف في العمل وغيرها من القيم الإنساسية السامية، وهم فاقدون لمثل هذا، وإلاّ كيف يقبل أن تُشن حرب لسنوات، ويذهب ضحيتها آلاف مؤلفة من ابناء الشعب اليمني، والذريعة هي أنّهم يريدون نصرة إرادة الشعب اليمني المتمثلة في ما يسمونه الشرعية، أضف لذلك الشرعية لو سلمنا بها فقد انتهت مدّتها من سنين، بل وسقطت عندما جبن هادي، وتنازل على الحكم، فالقائد هو الرجل الذي لا يهاب تهديدا ولا موتا مادام يرى أنّه على حقّ، وأنّه أمام تحمّل مسؤوليات جسام، ولكن للأسف اليوم صرنا في زمن الحكام الأقزام الجبناء، فيبررون الجبن بالتكتيك، والخيانة بالسياسة، والضعف بالحكمة...
كان للقوة الصاروخية والطيران المسير صدى وأثر غير متوقع، فوصل العدو اليوم لقناعة أنّها صناعة يمنية جديرة بالاهتمام بعد إنكار يمنيتها، ومؤخرا أكد ذلك مصدر إسرائيلي.. برأيكم على ما يدل عجز كل التقنيات لمعرفة أين ومتى وكيف يتم التصنيع؟!
{ { هناك جملة من الدلالات المهمة، ولكن نقتصر على اثنتين منها:
الأولى: إمكانات العدو، التي نراه يضخمها عبر مختلف الوسائل الإعلامية، بحيث نجد في جملة كبيرة من القواعد الشعبية داخل الأمّة، أساطير وحكايات حول امكانيات العدو، لا واقعية لها، بل المثال الذي ذكرتي، يكشف لنا بوضوح على قدرة التغلب على العدو رغم ما امتلكه من امكانيات وقدرات.
الثانية: له دلالة واضحة على أنّ شعوب أمّتنا، ومهما كانت درجة ضعفها في اكتساب الإمكانيات، فهي تمتلك أهم قدرة تمكنها من مفاجئة العدو، لا فقط التغلب عليه، وهي قدرة العقل على التفكير ورسم الخطط التنفيذية، فالعدو الاستعماري ولعقود كان يعمل على ترسيخ فكرة أنّنا شعوبٌ عاجزة عن تحقيق تقدم بدون العودة له، والسماع لتوجيهاته.
فما ذكرتي هو أمر في غاية الأهمية، لكونه مسقطًا ومهدّمًا لكل تلك التصورات التي عمل المستعمر على ترسيخها في وعي أبناء أمّتنا، وذلك من خلال حكّام الأنظمة العربية المتوطن فيهم الجبن والخنوع، وأيضا من خلال تلك الشخصيات المشبعة بالنقيصة، والمحسوبة على الحقول المعرفية، ممّن انساقوا وراء انبهارهم بامكانيات الشعوب الغربية، حتى وصلوا لدرجة الانسلاخ من هويتهم وذاتهم، ففشلوا وأفشلوا الأمّة.
المشاورات اليوم والمحادثات.. والخروقات وملف الأسرى كلها مستجدات تكتظ بها الساحة.. ما تقديركم للمسارات المحددة، وهل ترون انها تنتهج العدالة من قبل المجتمع الدولي، أم أنه كالعادة يغض الطرف عن جوهر المشكلة ؟!.
{ { أنّه ليس المهم في مجريات الأحداث والنتائج، أن نحاول استشراف نتائج المسارات، بل المهم والأهم في نظرنا، أنّ نضع أهدافنا العادلة والمحقّة بين يدي الله، ثمّ نتوكل عليه واثقين، وبعد ذلك نراهن على دماء الشهداء، لنصلّ لمعايشة الثبات على الأهداف مهما طالت بنا السنين، واشتدّت وحشية العدو، وكثرت تهديداته، فهو أعجز من أن يفعل أكثر ممّا فعل، وأنّ الذي يسمونه المجتمع الدولي في نظرنا هو مجموعة من المؤسسات والشركات المشكّلة لدول، والمشكلة أنّ القائمين على هذه المؤسسات والشركات، هم الذين يعملون على استعباد الشعوب، لأن مصالحهم تقوم على استعباد هذه الشعوب، بل استمرار وجود هذه الشركات والمؤسسات متوقف على استضعاف واستنزاف شعوبنا، وبالتالي فمادام حال ما يسمونه المجتمع الدولي هكذا، فهل يعقل للمقاوم المؤمن والحرّ أن يراهن عليه، أو على مساعي هذا المسمى بالمجتمع الدولي؟
نعم يمكن التعاطي معه بحكمة، وذلك من باب أنّه صار أداة ضغط، تستخدم في الصراعات السياسة المعاصرة، ولكن يجب عدم المراهنة عليه، فضلا على انتظار النتائج المرجعة للحقوق المسلوبة، ولكم في الواقع خير كتاب ودليل.
ما الذي عكسته القيادة الثورية والسياسية في اليمن على مستوى الساحة العربية بصورة عامة؟!
{ { أمّا بخصوص عموم القيادة الوطنية اليمنية، فالانعكاس الأبرز بعد السنوات الأربع العجاف من الحرب، هو تثبيت حقيقة أنّ الشعوب العربية عموما، والشعب اليمني خصوصا، يمتلكون رجالات لهم الأهلية والقدرة على قيادة الواقع، وكذلك ايصال النّاس لأهدافهم مهما كانت بعيدة.
فنحن اليوم أمام تلك الحقيقة التي تجرّع العدو المرّ، وهي أنّ اليمن يملك أفرادا وقيادة مقتدرة في جهادها، بحيث كانت قادرة في ظروف جدّا جدّا استثنائية، على تحقيق ما عجزت على تحقيقه دول عربية لسنوات طويلة، وهذا يتجلى في تلك الصناعات العسكرية، وحركة تطوير الإمكانيات العسكرية.
أمّا بخصوص القيادة العليا: المتمثلة في السيد عبدالملك الحوثي، فهنا يمكن أن أقول لكم: أنّه من أبرز النِّعم والهِبَات الإلهية على شعب اليمن في الحاضر، هو أنّه تعالى مدّهم برجل قلّت نظائره داخل الأمّة، فمن نعم الله على القائد الرباني أن يعطيه بالإضافة إلى الصدق والإخلاص والصبر والشجاعة فصاحة اللّسان وقوّة البيان، فبهاتين الصفتين تكتمل شخصية القائد الرباني المسخّر لخدمة المؤمنين المستضعفين في الأرض.
وهنا يهمني فقط شريحة الأحرار من هذه الأمّة، فالسيد القائد حفظه الله لليمن وللأمة أثبت خلال السنوات الماضية لكلّ حر في هذه الأمّة، أنّه الشخصية العربية التي تمتلك كل المؤهلات والقدرة لا فقط على قيادة اليمن، بل وقيادة الأمّة بجانب باقي القادة الذين نعرفهم في جبهة العزّة والكرامة والإباء، وهذا الإثبات يقدم لأحرار الأمّة جرعات اضافية من الأمل في اصلاح واقع الأمّة، بل وتصحيح مسارها.
تتوهج المسيرة القرآنية ويرى الكثير انها نهج قرآني سليم ويلتحق بركبها الأعداد المتزايدة من كافة القبائل.. بعد كل تلك الحروب الشرسة ضدها وبعد كل تلك التضحيات ووصول ما وصل إليه اليوم المشروع القرآني. على ما يدل هذا؟!.
{ { في الحقيقة الأمر له دلالات كثيرة، من أبرزها هو عون الله لهم، والعون الإلهي كما هو معلوم، لا يتحقّق إلاّ بصحّة النهج، ومطابقة الأهداف للإرادة المولوية، نعم، الله وعدنا بالنصر والعون متى ما نصرناه، والله غنيّ عن مخلوقاته، فنصرة الله تتمثّل في نصرة الحقّ، والأخير يتمثّل في السعي والحركة نحو الأهداف التي تتطابق مع أهداف إرادة المولى في الأرض.
فالسيد المؤسس لهذه المسيرة رحمة المولى عليه، لم يدع النّاس لنفسه، ولا هو توقف عند حدود ضيقة من التفكير، بل دعا النّاس وأحرار اليمن، لكتاب الله الذي يحتوي المناهج الحقّة في العمل، وكذلك دعا النّاس للحقّ الذي يحييهم ويصيّر منهم أفرادا منسجمين مع صفات شخصية المؤمن، التي حدّث عنها كتاب الله، وهو بهذا تجاوز الحدود المذهبية الضيقة التي لطالما كبّلت طاقات أبناء أمّتنا.
راجعوا كيف كانت كلمات السيد حسين بدر الدين الحوثي رحمة الله تغشى روحه الطاهرة، اتجاه شباب حزب الله اللبناني، وكيف كان يصفهم، بل ويجعلهم مصداقًا لما ذكره المولى تعالى في كتابه من صفات لعباده المؤمنين، رغم ادراكه لذلك الاختلاف الجزئي المسمى ب«بالاختلاف المذهبي».
وهنا أؤكد أن هذا الوعي هو الوعي الرباني الحق، الذي لا يصل له الفرد إلاّ بعد التشبع بالقيم القرآنية، والذي لا نجده اليوم إلاّ عند تلك القادة الربانيين الذين صُنِعُوا بعين الله، وتخرّجوا من المدارس الإلهية التي نشأت زمن أبينا آدم (ع)، ومازالت متواصلة ليومنا هذا.
وأتمّ هذا الطريق السيد الأجل، السيد عبدالملك الحوثي، من بعده، بل ونراه يترجم كل ما عمل على تأسيسه السيد حسين رحمة الله عليه، فانظروا إلى كلمات قادة وسادة محور المقاومة، كيف تتشابه في الأسس والمنطلقات، وكذلك الغايات والأهداف، بل ونراها أيضا تتشابه حتى في المضامين، وبنظرنا ذلك التشابه يعود لوحدة العين التي يرتشفون منها، وهي عين الحقّ والحقيقة القرآنية المحمدية العلوية الحسينية، التي هي الأخرى ليست حِكراً على مذهب إسلامي دون الآخر، بل هي عين لكل أبناء هذه الأمّة، فمن قصدها سُقِيَ منها.
اليمن، وبعد كل ما مضى اليوم إلى اين؟!
{ { اليمن اليوم بإذن الله ذاهب إلى ذاك القدر الذي يتراءى لنا من خلال فهمنا لحاكمية سنن الله في الأرض، وهو أنّه ذاهب إلى أخذ موقع قيادي داخل حركة التغيير في واقع الأمة، وهذا بطبعه سوف يصيّر منه الدولة العربية التي ستتصدر في السنين القادمة توجيه واقع الأمة العربية خصوصاً والإسلامية عموماً.
وهذه القناعة التي تراءت لي منذ بداية العدوان الغاشم على اليمن، مبنية على فهم ما يمتلكه الشعب اليمني من قيم ومبادئ، وكذلك على ما يحتله اليمن من موقع جغرافي، وأيضا على سنن الله والتاريخ، الحاكمة في حركة الشعوب، والتي أوضحها المولى تعالى في كتابه العزيز، وهي التي نلخصها في عبارة «منطق الإستضعاف».
وكلامنا هذا، ليس ضربًا من التكهن أو الاستشراف العاطفي، بل هو منطق الله الذي كشفه في كتابه، فهو قد حدّثنا في قصة فرعون، وبعد أن حدّثنا تعالى عن طغيان وعلو وما يفعله فرعون بالشعوب والقبائل من تمزيق لوحدتهم، وتعذيبهم بشتى أصناف التعذيب، بعد كل هذا كشف لنا المولى تعالى عن متعلقات إرادته، وما يريد أن يفعله، فقال: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}، ومع دراسة حيثيات ما يحصل اليوم وما حصل قبل قرون عديدة، سنلحظ أنّ الأمر يتكرر بنفسه، ولكن تحت مسميات أخرى.
تاهت القضية الفلسطينية اليوم بين طيات الصراعات والحروب المفتعلة بين الشعوب العربية، والأحرار يجتمعون تحت راية واحدة.. هل تلك الجهود المقاومة ستثمر برأيكم؟!
{ { ان الشك في تحقق أهداف الأحرار، أو الشك في اثمار مجهودات أبناء المقاومة اليوم، كالشك في أن للوجود مُوجِدا، وأنّ للكون خالقا، وذلك لوضوح الآثار الكبيرة لهذه المجهودات، فأين كنّا نحن المستضعفين الذين لا نملك إلاّ الوجدان المتعطش للعزة والكرامة.
وهنا سآخذك لجولة سريعة، سوريا أرادوا تدميرها واسقاطها، رغم أنّها كانت تصنف بكونها دولة ممانعة لا مقاومة، فأين وصل بهم مكرهم اليوم، فسوريا اليوم أصبحت أرض اللقاء والتجمع لمختلف أحرار الأمّة، فاستضافت في أرضها ألوف المقاومين المدربين الجاهزين على حدود فلسطين المحتلة.
والعراق، أيضا أرادوا تدميره وافراغه من كل عنصر قوة، وذلك من خلال تنظيم داعش، فما هي النتيجة اليوم، لقد ساعدوا على تشكيل قوة عسكرية رهيبة نحن بأنفسنا لم نكن نتصور حدوثها، وهو الحشد الشعبي المقدس بدماء شهدائه، بل المقاومة العراقية التي واجهت الاحتلال، كانت قبل مكرهم شبه مهدّدة في وجودها، واليوم صارت هي سيدة الأرض والميدان، بل ولها صفة قانونية بعدما كانت في نظر الكثير غير قانونية.
حتى فلسطين نفسها، كيف كان حال مقاومتها قبل سنوات، وإلى أين صار حالها، فما نشاهده يحصل في غزة من صمود وثبات، وكذلك من اقتدار في المواجهة، والقدرة على إيلام العدو، فهو كله آثار واضحة لتلك المجهودات المحكومة بالتضحية بالنفس والمال، والجهد والوقت.
وقبلهم الجمهورية الإسلامية، التي ندعو كل اليمنيين أن يدرسوا تجربتها بإمعان وتدبّر، أين كان اقتدارها ومكانتها على المستوى الدولي، وأين أصبح اليوم، فهي الشوكة التي تقف في حلق المستكبر، بحيث أصبح مع ذلك مترنحا بين الإقدام والتراجع، فالعدو الأكبر الأمريكي الصهيوني، اليوم نشاهد أنّه يعيش ومن سنين حالة التردّد بين الإقدام وبين التراجع في خصوص مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأخيرا، اليمن والتي أنتم أدرى بما يجري فيه، فأين كانت تلك الفئة الصغيرة التي آمنت بدين نبيها «صلّى الله عليه وآله وسلم»، وأحست بالمسؤولية تجاه واقعها وواقع أمتها أيضا، فبعد أن كانوا فئة قليلة العدد، بل وملاحقين في جبال صعدة، اليوم نراهم يتصدرون المشهد اليمني، ويقودونه بثبات واقتدار كبير.
كلمة أخيرة تودون إيصالها عبر صحيفة «26سبتمبر»؟!
{ { كلمتي الأخيرة فتتمثل في رجاءين، الأول: موجه لأحرار الشعب اليمني، ولطالما كرّرته في جملة من المقالات الموجهة للشعب اليمني، والثاني: موجّه للقيادة العزيزة في اليمن:
أولا: الله الله الله في حفظ دماء شهدائكم.. الله الله الله في حفظ النهج الذي لأجله قَدمت خيرة الرجال دماءها.. الله الله الله في حفظ قائدكم السيد عبد الملك الحوثي، ومعونته في جلب الخير لليمن والأمّة، ودفع الشر عنهما، فيا أحرار اليمن لقد تفضّل وتكرّم وجاد عليكم المولى تعالى بقائد قلّ أمثاله، في الوقت الذي بقيت أغلب شعوبنا العربية تائهة ضائعة بدون قائد، فترجموا حمدكم لله وشكره على هذا الفضل، بالقول وهيئته معلومة لديكم، وكذلك بالفعل الذي لا نراه يتحقّق إلا من خلال معونة وطاعة وحفظ قائدكم سليل بيت النبّوة والقيادة..
ثانيا: وهنا أتوجه لعموم القيادة اليمنية الحرّة الأبية فأقول: إنّ الحرب النارية التي تواجهونها اليوم هي ليست أكبر من الحرب الثقافية، التي ستواجهونها في قادم السنين، بل الحرب الثقافية التي نفترض أنكم ستواجهونها أخطر وأصعب من الحرب النارية، لوضوح أنّ الحرب النارية أدواتها ووسائلها معروفة عند أهل الاختصاص من العسكريين، أما الحرب الثقافية الناعمة فأدواتها ووسائلها خفية وصعبة التشخيص.
ولأجل هذا ندعوكم بداية للالتفات لهذا النوع من الحرب التي تستهدف المحتوى الداخلي للإنسان.
وأخيرا اقول: سلامي وسلام الله على أحرار الشعب اليمني من الرجال والنساء والشباب والأطفال....كما أيضا سلامي وسلام من الله على أرواح شهدائكم، وباقي مجاهديكم من أبناء القوات المسلحة الحرّة الأبية، واللجان الشعبية الطاهرة الزكيّة، ولا أنسى سلامي وسلام الله على عوائل وأحبة الشهداء والمجاهدين، حيثما كنتم وحيثما حللتم....
وسلامي الخاص وسلام الله على قائد المسيرة سليل بيت النبوة، السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ورحمة الله الواسعة على روح مؤسّس هذه المسيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.