التحدّي الصيني - الروسي ومجموعة دول بريكس عموما يقف عند تقاطع طرق حدود القدرة في تطويع الغرب في تبادل منتجات الاقتصاد، وإدارة توازن لعبة القوة الاقتصادية والمالية والتجارية، في إدارة السياسة الاقتصادية، لأنّ المقبل من السنوات سيمنح الصين وأخواتها فرصة الشراكة بين دولة الإنتاج الأولى التي ستمثلها الصين، ودول الكثافة الديموغرافية والطاقة التي تمثلها دول وسط آسيا ذات الكثافة السكانية الهائلة ..التوجه شرقاً، أو نحو معسكر الشرق ليس مجرد خيار سياسي، بل هو استباق واعٍ لما هو آت لا محالة، وتضع مجموعة دول بريكس منعطف هذه التحولات التي ستغير معادلات السوق الاقتصادية العالمية بكتل اقتصادية، أو ما يطلق عليها اصطلاحا كنتونات اقتصادية موحدة . مطامع أبو ظبي : أبو ظبي تقع في المنطقة (الميته) على الخليج العربي في هذا الانقلاب الاقتصادي فهي تبعد مئات الكيلو مترات عن خطوط الملاحة الدولية ، وبما أن أبو ظبي تقع في «المنطقة الميته» فهي غير مستهدفة تماما، لكنها كغيرها من وكلاء العدوان مدفوعة بالإنابة لتنفيذ الأجندات الأمريكية في منطقة البحر الأحمر والبحر العربي . الإمارات تدرك الأهمية الاقتصادية والتجارية لمشروع الحزام والطريق، وما تمثله مجموعة بريكس من أهمية اقتصادية على السوق العالمية بتأثيراتها الإيجابية في إزدهار ونهضة الدول التي ستقع عليها المناطق الحرة، ومحطات الشحن والتفريغ الواقعة أو المحاذية من خطوط الملاحة البحرية . اليمن واحدة من البلدان المستهدفة في خارطة المشروع الصيني، ولعل جزيرة سقطرى، وميناء عدن هما من أكثر المناطق الحيوية المنتقاة بعناية التي ستربط اليمن بدول الجوار عبر خطوط السكك الحديدية، وكذا خطوط الملاحة البحرية التي ستربط اليمن بدول الساحل الأفريقي، والدول المشاطئة على البحر الأحمر والمتوسط وصولا إلى أوروبا، وهو ما جعل الإمارات ترى في هذه الحرب فرصة مواتية لاستباق المشروع الصيني في محاولة منها لمد نفوذها في الجزر والموانئ اليمنية وحرمان اليمن لعقود طويلة من الازدهار الاقتصادي والتجاري، ويمكن لها أن تلجأ إلى أسلوب المخاتلة في استئجار الجزيرة ، أو أن تفرض شروطا بعرقلة مشروع الطريق في استثمار الجزيرة . ولعل سلوكها العدواني لا يتسق مع طبيعة الهدف المعلن لدول العدوان، فانتشار الإمارات داخل مفاصل اليمن على كافة المستويات عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وتوغلها في التوسع وصولا إلى تمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء اليمن الواحد، وإثارة الصراع على أساس مناطقي وجهوي شمالا وجنوبا بهدف التفتيت والتشظي المجتمعي وشطب الهوية الوطنية . .استغلت دول تحالف العدوان الصراعات الداخلية للانقضاض على اليمن لاحتلالها، وهذا يذكرنا إذا ما عدنا للخلف، بقوى الاحتلال والغزو التي اجتاحت اليمن.. كل تلك الدوافع كانت تضع الغازي والمحتل في لحظة استثمار الوقت المناسب للاحتلال.