اعتبرت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن حادث إطلاق النار في مسجدي مدينة كرايست تشيرش اليوم الجمعة عملا إرهابيا، وقالت إنه أحد أحلك الأيام في تاريخ بلادها. وأكدت أرديرن خلال مؤتمر صحفي أن حصيلة ضحايا الهجوم بلغت 40 قتيلا و20 جريحا. وفي وقت سابق قالت أرديرن إن ما حدث في كرايست تشيرش "عمل على درجة غير مسبوقة من العنف"، وأنه لا مكان في نيوزيلندا لهذه الظاهرة ولمن نفذ هذا الهجوم. وأضافت: "العديد من الضحايا أعضاء في مجتمعات المهاجرين، ونيوزيلندا هي بيتهم، وهم نحن". وأفادت وسائل إعلام بأن أحد منفذي الجريمة أسترالي في ال28 من عمره ويعتنق فكرا عنصريا متطرفا. وكانت الشرطة النيوزيلندية أكدت سقوط العشرات بين قتلى وجرحى في هجومين وقعا على مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش بجزيرة ساوث آيلاند، وأعلنت احتجاز ثلاثة رجال وامرأة بعد وقوع الهجومين. وقال المفوّض مايك بوش إنّ القتلى سقطوا "على حدّ علمنا في موقعين، في مسجد بشارع دينز وفي مسجد آخر بشارع لينوود" لكنّ المحققين لم يكونوا متأكّدين من عدد مُطلقي النار. وأضاف أنّ الشرطة طلبت من جميع المسلمين تجنّب التوجّه إلى المساجد "في كلّ أنحاء نيوزيلندا" داعيا للإبلاغ عن "أيّ تصرّف مشبوه". وخصّصت البلدية خطا هاتفيّا لذوي الطلاب القلقين على مصير أبنائهم الذين كانوا يشاركون في مكان غير بعيد بمسيرة ضدّ تغيّر المناخ.
من جهة أخرى ذكر شهود عيان لوسائل الإعلام أن رجلا يرتدي ملابس مموهة تشبه ملابس الجيش ويحمل بندقية آلية أخذ يطلق النار عشوائيا على المصلين في مسجد النور وطوّقت قوّات الأمن مساحة كبيرة من المدينة. وقالت الشرطة في بيان إنّها "تستجيب بكامل قدرتها" مع ما يحدث "لكنّ المخاطر ما زالت مرتفعة للغاية". وأثناء إطلاق النار، كان مسجد النور في شارع دينز يعجّ بالمصلّين، بمن فيهم أعضاء فريق بنغلاديش الوطني للكريكيت الذين لم يصابوا بأذى. وقال أحد الشهود لموقع "ستاف. كو. أن زي" الإخباري إنّه كان يصلّي في المسجد عندما سمع إطلاق نار. وأثناء فراره، رأى زوجته ميتة أمام المسجد. وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو بثه الجاني بشكل مباشر على موقع فيسبوك لتوثيق ما قام بيه، يظهر فيه كيف اقتحم المسجد واستخدم سلاحا رشاشا وهاجم المصلين الذين وصل عددهم إلى نحو ثلاثمئة مصل بحسب ما ذكره رواد هذه المواقع.