كثيرة هي الشعوب التي تحلم بالتميز عن غيرها من الشعوب الأخرى وحده شعبنا اليمني الصابر والمجاهد من استطاع أن يحقق هذا التميز بجدارة وبما لا يدع مجالا للشك بأنه شعب الإيمان والحكمة والشجاعة والاستبسال والتضحية لقد تفرد هذا الشعب العظيم بالعديد من الصفات التي وإن وجد بعضها في أحد الشعوب فلن تجدها مجتمعة إلا في الشعب اليمني الصامد أمام أعتى تحالف عرفته البشرية وقد استطاع بفضل الله وتوفيقه خلال أربع سنوات من العدوان الغاشم والحصار الجائر أن يغير الكثير من المسلمات التي كانت عالقة في أذهان الجميع وحتى في أذهان الغزاة أنفسهم، فقد أنهى وإلى الأبد أسطورة السلاح الأمريكي والبريطاني وغيرها من الأسلحة التي ظل العدو يراهن عليها بل وجعل منها الجيش اليمني أضحوكة يتندر بها كل من تحدث عن نتائج الحرب التي تشنها دول تحالف الشر بقيادة معتوه البيت الأبيض الأمريكي بالشراكة مع كلا من المسخ الإسرائيلي ومن تحالف معهم من الأعراب على اليمن. فهاهو الشعب اليمني ينهي العام الرابع من العدوان ويلج إلى العام الخامس وهو ما يزال أكثر قدرة على الثبات وأكثر عزماً وتصميم على مواصلة التحدي والدفاع عن أرضه وعرضه حتى إنهاء هذا العدوان وتحرير كل شبر من الأرض اليمنية من دنس الغزاة ومرتزقتهم وتطهيرها من رجس كل خائن وعميل، فهذه الحرب لم تزد الشعب اليمني إلا قوة وتماسكاً وإيماناً بعدالة قضيته وإصراراً على تحديد مصيره بنفسه بعيداً عن أي وصاية أو تبعية لأحد، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اعتزاز أبنائه بهويتهم الإيمانية الحقة وإجلالهم للتضحيات التي قدمها ويقدمها الأبطال في ساحات المواجهة وعلى خطوط التماس فبرغم عمق الجراح وعظم المعاناة إلا أنه وبعد كل جريمة يرتكبها العدوان بحق الشيوخ والأطفال والنساء وفي كل مرحلة من مراحل هذا العدوان الذي خسر الكثير من الرهانات على أرض الميدان فقد عمد الشعب اليمني إلى مفاجأة العدو بحركة تخل توازنه وتجعله يتخبط ويفقد السيطرة على تصرفاته فيلجئ بالتعاون مع مرتزقته بالداخل إلى بث شائعات وتصريحات عارية تماما من الصحة ولا تمتلك ذرة من المصداقية، ومن المفاجآت على سبيل المثال لا الحصر ما قامت به القبائل اليمنية من إعلان وتوقيع على وثيقة العهد والشرف القبلية التي جعلت المصلحة الوطنية فوق أي مصالح أخرى وقطعت بذلك الطريق على كل من يحاول بث بذور الفتنة أو تأجيج نيران الخلافات فيما بين أبناء هذا الشعب ودفعت بمن كان متردد إلى ساحات الشرف والعزة والكرامة, وإذا كان هذا ما تم انجازه في الجانب الاجتماعي فلا نغلف الدور الكبير الذي قام به الجانب الصناعي وخصوصا جانب التصنيع الحربي الذي شهد خلال الأربع السنوات الماضية تطوراً متسارعاً وملحوظا فقد أنظمت مجموعة لا بأس بها من الصواريخ البالستية التي تميزت بالدقة في تحديد الهدف والقوة التدميرية الهائلة للهدف وكذا سلاح الطيران المسير الذي أرعب العدو وقض مضجعه وجعله يدور حول نفسه ألف مرة. فهنئا لك يا شعب اليمن هذا المجد وهذه العزة وهذا التميز والرحمة والخلود للشهداء الأبرار والشفاء للجرحى وحسن الخلاص للأسرى والمفقودين وعاش اليمن حراً أبياً ولا نامت أعين الجبناء،،،