عدوان أغرق اليمن في بحر الحرب التي لم تنته بعد.. اجتاح القلوب قبل العقول، فهل من الممكن أن يعيش مجتمع في ظل هذه الظروف لنفسه، أم يجب أن يكون صفاً واحداً يشد ازر بعضه بعضا أمام هذا الطوفان.. ليس الغريب في هذا الواقع الذي أورث أرضا وشعبا مأساة ستظل حكايتها تروى في كتب التاريخ لكن الغريب أن نجد إخوانا لنا تخلّوا عنا من أجل مصالح لا نعرف لها نهاية فوحدتنا عزتنا، فنحن شعب مؤمن مناضل لنا من الصبر ما لا يمتلكه أي شعب آخر، فبرغم ما نمر به من عدوان ظالم همجي ،بربري على مدى أربع سنوات مضت، هانحن بدأنا عامنا الخامس ومازلنا نسير على نفس الطريق من التعاون والتكاتف والتلاحم الداخلي بين جيشنا ولجاننا الشعبية المناضلة وبين شعبنا العظيم الذي أدرك من بداية العدوان أننا شعب قوي مؤمن صادق يصف مع الحق ولا تغريه أي صفقات مقابل دماء الأبرياء كالمرتزقة الذين باعوا وطنهم وشعبهم ودينهم وضمائرهم بالكامل مقابل حفنة دولارات زائلة ووقفوا مع الطغاة والمتكبرين والمعتدين على شعب مسالم ليس له ماض سوى تذكر جميع بطولاته وقوته على كل من اعتدى على بلده على مدى التاريخ.. بالرغم من مرور أربعة أعوام من جوع وفقر ورعب وظلم واضطهاد لجميع الحقوق إلا أننا ما نزال أقوياء ومتماسكين نشد بعضنا بعضا, فوحدتنا الداخلية لمواجهة أبشع عدوان همجي أذهلت العالم أجمع رغم المحاولات المتكررة لقوى العدوان والمرتزقة في خلق صراعات ومناوشات داخل صفوفنا المتوحدة لنشر العداوة بين الإخوة المتحابين الذين همهم الوحيد هو النصر وإفشال مخططات العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.. فهنيئاً لنا نحن اليمنيين الأبرياء بهذا الصمود الأسطوري على مدى اﻷربع السنوات الماضية, فما زلنا على نفس الصمود نفخر ونعتز بأنفسنا ونعطي دعمنا لجميع المقاتلين الأحرار الشجعان الذين مازالوا يسطرون أروع البطولات والانتصارات.. ولن ننسى شهداءنا العظماء على مدى اﻷربعة أعوام الماضية الذين زرعوا في قلوبنا الشجاعة وحب التضحية فكنتم شرفاً لأبناء الوطن المناضل فأنتم أيها الشهداء من صنعتم اﻷمجاد وكنتم جسر الحرية فعند ذكركم شمسنا تشرق من جديد ولن يحل علينا ظلام الحرمان ما دام الدم يجري في أجسادنا فسنظل نحافظ على وحدة صفنا الداخلي في مواجهة العدوان الغاشم.. فوحدة صفنا لن تتزعزع أبدا فنحن متحابون وكل أخ يثق في أخيه ﻷن مسيرتهم نحو مواجهة العدوان واحدة لن يتفرقوا ابدأ ولن يسمحوا ﻷحد زرع العداوة فيما بينهم.. فنحن فيما بيننا نحرص على لم الشمل وتوحيد الصف الداخلي وجمع الكلمة التي يحاول اﻷعداء تفريقها فنحن أبناء شعب حر أبي مناضل يسير على نهج الحق اقتداء بمعلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم سنظل متوحدين متماسكين مترابطين أقوياء دائماً، فالخلاف يؤدي إلى الضعف والضعف يسهل اﻷعداء علينا فالمرء منا قليل بنفسه كثير بإخوانه ضعيف بمفرده قوي بجماعته.. فالوحدة هي سبب لكسب الدنيا والآخرة فهي سبب محبة الله وطريق اﻹيمان وهي القوة الرادعة ﻷصحاب الشرور والآثام.. فالفرقة فيها ضياع للهيبة وانِدثار للحق فوحدتنا فيما بيننا عزة في الدنيا وكرامة في الآخرة، فوطنا الحبيب يشهد وحدة صف داخلية ليس لها مثيل بين الشعب والجيش واللجان الشعبية.. وشعبنا يتمتع بوعي كبير وهذا كله هو رد عملي على كل من راهن على الفوضى والتخريب فقد أثبتنا نحن أهل هذه البلدة الطيبة أن وحدتنا وتماسك صفوفنا بفضل الله تعالى قوية في وجه كل التحديات والعواصف مادام اعتصامنا بالكتاب والسنة قوياً ومستمراً.. وإننا بفضله وكرمه نعيش في وطن له خصائص عديدة مهما أرجف المرجفون.. فهناك حقيقة ربما تغيب عن البعض.. أن مجاهدينا الأحرار من الجيش واللجان الشعبية هم الثروة الحقيقية لوطنا الحبيب وهم الدرع المنيع والعيون الساهرة والحصن الحصين لبلادنا الحبيبة.. فهم محور النهضة وأساس الرقي..فالوحدة بين أبناء شعبنا الحر ووقوفهم جنباً إلى جنب من شأنه أن نمنحهم قوة كبيرة تمكنهم من التصدي لأي عدوان خارجي أو داخلي متمرد أو متطرف وحماية أنفسهم ووطنهم وشعبهم من شرور الآخرين, فلا يستطيع أن يقف فرد واحد في وجه جماعة ولكن شأن مجموعة أن تقف أمام مجموعة أخرى وتسيطر عليها من خلال الوحدة الداخلية والتكاتف.