هناك فرق بين من يواجه تحالف عدوان دولي وإقليمي لا مثيل لإجرامه ووحشيته وخبثه وحقده دفاعاً عن سيادة وطنه ووحدته واستقلاله وتحرره من الوصاية وكل أشكال الهيمنة الخارجية وبين من جُبل على الخيانة وتمرغ في أوحال العمالة واعتاد العيش على الارتزاق.. هناك فرق بين من تربى على مبادئ إيمانية وقيم وطنية عظيمة ومن تربى على مبادئ الارتهان والتبعية وقيم المتاجرة بالوطن ودماء أبنائه مقابل ما يرمى إليه من فتات المال النفطي القذر الذي استولى عليه أعراب الصحراء ومن خلفهم المستعمر البريطاني والأمريكي على غفلة من الزمن.. إنها الحقيقة الواضحة التي لطالما أخفاها أولئك الذين بنو شرعيتهم على رضا أسيادهم ملوك وأمراء النفط والرمال الرعاع الذين تطاولوا في غرورهم وكبرهم وغبائهم وحقدهم وتآمرهم على الشعب اليمني الحضاري العريق والعظيم وكل شعوب الأمة العربية والإسلامية.. هذه هي واحدة من أهم النتائج التي خلص إليها أبناء شعبنا بعد أربع سنوات من ثباتهم وصمودهم الأسطوري في مواجهة عدوان التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني المهزوم أمام عزيمة وإرادة شعبنا المؤمن بعدالة قضيته وحقه في الوجود موحداً مستقلاً حراً كريماً على أرضه.. لا نحتاج لإثبات ما قلناه وهذه الحرب العدوانية الوحشية القذرة والشاملة التي تشن على شعب مسالم تدخل عامها الخامس والتي لا هدف ولا غاية لها سوى تدمير اليمن وإبادة أبنائه بما فيهم من يقاتلون تحت راية المعتدين ارتزاقاً ضد وطنهم وشعبهم حتى أصبحت العلاقة لا لبس فيها بين غزاة ومرتزقة أذلاء قبلوا بالمال ليفتدوا به جنود من يريد احتلال اليمن وتقسيم أرضه وتمزيق شعبه.. وهكذا مقابل حفنة من الملايين يجري الدفع بالمرتزقة للتصعيد في هذه الجبهة أو تلك وفقاً لأجندة تحالف العدوان وآخرها جبهة نهم وجبهة الساحل الغربي وجبهات الحدود لتصبح المسألة مقاولة يقوم بها قادة العمالة والارتزاق, وبات جلياً ما هو مطلوب منهم ويتلخص في التضحية بأتباعهم من المرتزقة الصغار خدمة للغزاة والمحتلين مقابل المال الذي هو ثمن حياتهم المدفوع مسبقاً, لهذا يهزمون وسيهزمون لأن لا قضية لهم ولا مشروع سوى الارتزاق حتى وصل الحال إلى تهديد قيادة المرتزقة واتباعهم بأنها الفرصة الأخيرة لهم وإلا سيستبدلونهم بغيرهم وهذا ما هو حاصل في التصعيد الأخير في جبهة نهم وما يحضر له من تصعيد في جبهة الساحل الغربي, غير مدرك النظام السعودي والإماراتي أن أمثال هؤلاء مهزومون لأن القتال مقابل المال المدنس يصنع مرتزقة جبناء أذلاء والمنتصر طال الزمان أو قصر شعبنا وطليعته المدافعة عن سيادته وكرامته واستقلاله أبطال الجيش واللجان الشعبية الميامين الذين بصمودهم الأسطوري وتضحياتهم ودمائهم الزكية التي روت تربة اليمن لتزهر وتثمر مجداً جديداً يضاف إلى سفر تاريخهم المجيد والعظيم.. أما أولئك الخونة والمرتزقة عبدة الريال والدولار فسيطالهم العار وتلاحقهم لعنة الله والتاريخ وشعبنا وأجياله القادمة.