تصادف هذه الايام الذكرى الأولى لاستشهاد الرئيس صالح الصماد وهي ذكرى حزينة في حياة الشعب اليمني كافة لما مثله الشهيد الصماد من رمز للصمود والتحدي ومواجهة العدوان الصهيوامريكي الغاشم عبر ادواته الاقليمية ال سعود وعيال زايد ومرتزقتهم ولما تعنيه هذه الذكرى الاليمة في وجداني من الم وللتخفيف من وقع الالم على صدري حاولت ان ابوح ببعض ما يجيش في صدري وما يعتمل في خاطري بشأن ذكريات حياة الرئيس الشهيد الصماد فلم ادر حقيقة من اين ابدأ ولا عما اتحدث؟.. هل اتحدث عن الصماد الرئيس ام اتحدث عن الصماد القائد العسكري المحنك ام اتحدث عن الصماد السياسي المخضرم ام عن الصماد الشيخ وابن القبيلة اليمنية الحرة التي لا تقبل الضيم ام على الصماد الخطيب المفوه وفارس المنبر والذي لا ند له بين معاصريه ومجايليه ام اتحدث عن العالم المجتهد والذي افحم بالحجة الدافعة والبيان الشافي منافحيه.. فعلى الرغم من ان المدة التي قضاها الشهيد الصماد رئيساً للمجلس السياسي الاعلى قصيرة بحساب الزمن الا انها كانت استثنائية في حياة اليمن المعاصر وذلك لما توالت فيها من احداث العدوان الكوني على اليمن ومجابهته وصده وفي ظروف غير مواتية وعراقيل جمة ناهيك عن المماحكات السياسية الداخلية بين القوى الوطنية المواجهة للعدوان والتي افضت في نهاية المطاف الى فتنة ديسمبر واخمادها في وقت قياسي.. حيث يحسب للرئيس الشهيد الصماد انه استطاع لملمة الفرقاء ومعالجة الجراح وتجاوز آثار الفتنة وتداعياتها في وقت قياسي وجمع الفرقاء على طاولة الدفاع عن الوطن ومواصلة الصمود في وجه العدوان ليتجاوز بذلك مؤامرة خارجية استطاع ان يحيلها بذكائه وفطنته الى فشل ذريع للعدوان ومرتزقته بل ويجعل منها محطة من محطات الصمود ومقارعة العدوان وقوى الشر ودهاقنة الاستكبار العالمي ذلك هو الصماد الرئيس السياسي المخضرم.. أما عن الرئيس الصماد القائد العسكري المحنك فحدث ولا حرج فلم يحدث ان اختلط رئيس دولة بأفراد جيش الدولة كما حدث مع الرئيس الصماد الذي كان حريصاً كل الحرص على زيارة افراد القوات المسلحة والامن واللجان الشعبية الى مواقعهم وأماكن عملهم ومواطن انتشارهم بما في ذلك مواقع التماس والمواجهة مع العدو أكان ذلك في جبهات ما وراء الحدود او جبهات الداخل.. وكلنا يتذكر اجازات الاعياد والعطل الرسمية التي كان يقضيها الى جانب أفراد القوات المسلحة في جبهات الحدود ومواقع المواجهة وهي عديدة وكثيرة ولا يتسع المجال لذكرها.. ذلك هو الصماد القائد العسكري المحنك.. أما اذا تحدثنا عن الرئيس الصماد ابن القبيلة الحرة التي لا تقبل الضيم فقد كان الشهيد الصماد مثالاً يحتذى به في تمثيل القبيلة وجمع شتاتها وتوجيه طاقاتها في مواجهة العدوان ومقارعة الظلم والاستكبار إذ لا يكاد يخلو يوم من أيام الصماد ولا يجتمع فيه ممثلي القبيلة اليمنية من مشايخ ووجاهات اجتماعية وقبلية يطلع من خلالهم على احوال قبلهم وحل مشاكلهم وتلبية احتياجاتهم وبما يعزز من دور القبيلة في مواجهة العدوان والأمثلة أكثر من ان تحصر في هذه العجالة.. ناهيك عن الزيارات الميدانية التي كان يقوم بها للقبل اليمنية والالتقاء بمشايخها ووجاهاتها وعقالها وعشائرها وافرادها وتلمس حاجاتهم والاطلاع على اوضاعهم عن قرب.. ذلك هو الرئيس الصماد ابن القبيلة الحر.. أما عن الرئيس الصماد الخطيب المفوه وفارس المنبر فالأمثلة لخطاباته السياسية او العسكرية اكثر من ان تحصر أكان ذلك اثناء التقائه المقاتلين في ميادين العزة والبطولة او خطاباته الجماهيرية في أوساط ميادين الاحتفالات والمهرجانات الجماهيرية والتي كان يرتجل فيها خطاباته ارتجالاً وهو ما كان يمنحها قوة التأثير والفاعلية لدى الجماهير كونها كانت صادرة من القلب الى القلب.. غير ان ابرز مثال على فروسيته في اعتلاء منبر الخطابة بكفاءة واقتدار فقد سجل التاريخ للرئيس الشهيد الصماد كأول رئيس يمني بين معاصريه يعتلي منبر الجامع الكبير بصنعاء ويلقي من عليه خطبتي صلاة الجمعة أمام جموع المصلين.. ذلك هو الرئيس المجاهد الشهيد صالح الصماد والذي نستذكر مآثره في ذكرى استشهاده الثانية وحقيقة فإنه ان كان قد رحل عن دنيانا بجسده فإنه لايزال قائماً فينا بروحه وبصماته الخالدة وهي اكثر من ان تعد غير ان أبرزها مشروعه السياسي العملاق في بناء الدولة والذي لخصه في مقولته الشهيرة «يد تبني.. ويد تحمي» والذي يمثل خارطة طريق لبناء اليمن الجديد الحر المستقل بعيداً عن الوصاية والارتهان لقوى الرجعية والاستعمار.. رحم الله الشهيد الرئيس صالح الصماد يوم ولد ويوم استشهاده ويوم يبعث حيا..