في مباراة ماراثونية استمرت لأكثر من ساعتين، قدم نادي رين، ملحمة كروية انتزع خلالها لقب كأس فرنسا من حامل اللقب باريس سان جيرمان، متفوقًا عليه بركلات الترجيح، بعدما انتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2 في ملعب "دو فرانس". تقدم سان جيرمان بهدفين لداني ألفيس ونيمار في الدقيقتين 13 و22، ورد رين بثنائية لبرسنيل كيمبيمبي بالخطأ في مرماه، وميكسير في الدقيقتين 40 و66، قبل أن يسقط العملاق الباريسي في فخ ركلات الترجيح بالخسارة بنتيجة 5-6. وتوج رين بالكأس الثالثة في تاريخه بعد انتظار طويل دام 48 عاما، بينما فشل منافسه الباريسي في تحقيق الثنائية المحلية هذا الموسم، ليكتفي بلقب الدوري فقط. وألقى توماس توخيل مدرب البي إس جي بأوراقه الرابحة منذ البداية، معتمدا على خطة (4-4-2) بتواجد أريولا في حراسة المرمى، أمامه داجبا وماركينيوس وكيمبيمبي وبيرنات، ثم الثلاثي ألفيس وفيراتي ودراكسلر ودي ماريا أمامهم مبابي ونيمار. ولجأ جولين ستيفان مدرب رين لنفس الخطة، إلا أن فريقه وقع تحت الضغط الباريسي مبكرًا، حيث كاد أن يسجل نيمار بعد مرور دقيقتين، من عرضية داجبا قابلها النجم البرازيلي بقدمه بجوار القائم الأيسر، بعدها سدد داني ألفيس كرة بعيدة أمسكها توماس كوبيك. ولم يصمد رين سوى 13 دقيقة فقط عندما لعب نيمار ركلة ركنية قابلها ألفيس بتسديدة رائعة في الشباك، بعدها أضاع كيليان مبابي انفرادا تاما بالمرمى. وكان كوبيك حارس مرمى رين أحد نجوم اللقاء بتصديه لعدة فرص خطيرة في الشوط الأول، أبقت على حظوظ فريقه في العودة. ودخل رين، أجواء اللقاء متأخرا في ظل تأثره بالضغط الهجومي الباريسي، وتباعد المسافات بين مفاتيحه الهجومية رامي بن سبعيني وبوريجو وحاتم بن عرفة ومباي نيانج وإسماعيلا سار. وكان التهديد الأول الحقيقي على مرمى أريولا بعد مرور 38 دقيقة من تسديدة لمباي نيانج، أبعدها القائم الأيمن، بعدها بدقيقتين انطلق تراوري من الجهة اليمنى ليلعب عرضية أكملها كيمبيمبي بالخطأ في مرماه، ليمنح رين الهدف الأول. وانتفض البي إس جي مجددًا، وكاد دراكسلر ومبابي وداني ألفيس أن يضيفوا الهدف الثالث، إلا أن كوبيك أنقذ مرمى رين من 3 فرص محققة. ومال العملاق الباريسي لتهدئة اللعب والتحفظ في بداية الشوط الثاني، إلا أنه ارتبك أمام الهجمات المرتدة لرين، حيث انطلق بوريجو بالكرة لمسافة طويلة، قبل أن يسدد كرة قوية أبعدها أريولا بصعوبة، بعدها كاد بوريجو أن يهز الشباك الباريسية، لولا تصدي داجبا لفرصة خطيرة. وترجم الفريق الأحمر تفوقه من ركلة ركنية لعبها كليمنت جرينيه لينقض عليها ميكسير برأسه في الشباك، مسجلا هدف التعادل. وأعاد توخيل تنظيم صفوفه، ودفع بورقته البديلة الأولى بإشراك لياندرو باريديس بدلًا من دي ماريا، لمنح خط الوسط صلابة أكثر أمام سرعات إسماعيلا سار وبوريجو ومباي نيانج. ومال لاعبو الفريقين إلى التدخلات العنيفة في أوقات كثيرة، مما دفع الحكم لإشهار البطاقة الصفراء 6 مرات قبل أن يمتد اللقاء لوقت إضافي. وشارك إدينسون كافاني بدلًا من دراكسلر مع بداية الشوط الإضافي الأول، الذي شهد ضغطا هجوميا مكثفا للعملاق الباريسي، وتهديد مستمر للحارس كوبيك الذي تصدى لفرصتين من نيمار وكافاني، بينما تكفل القائم الأيمن بإبعاد فرصة ثالثة لمبابي. وتواصلت الخشونة المتبادلة بين الفريقين، ليشهر الحكم الكارت الأصفر 4 مرات لباريديس وأندري ونيانج وبن سبعيني. وهدأ الإيقاع الباريسي نسبيا في الشوط الرابع رغم مجازفة توخيل بإشراك موسى ديابي وعودة ألفيس لمركز الظهير الأيمن، كما تجرأ رين على فترات، وكاد حاتم بن عرفة أن يهز الشباك في الدقيقة 110 بتسديدة قوية بجوار القائم الأيمن. وتوترت الأجواء كثيرا في الدقائق الأخيرة، حيث نال جيمس لا سيليكي إنذارا لتدخل عنيف ضد نيمار، بينما نال كيليان مبابي بطاقة حمراء مباشرة، نتيجة الخشونة المتعمدة ضد داميان دا سيلفا مدافع رين، بعدها دفع توخيل بورقته الأخيرة قبل ركلات الترجيح، بإشراك كريستوفر نكونكو. وفي ركلات الترجيح، سجل رين جميع ركلاته الست عبر مباي نيانج وبن عرفة وجرينييه وليا سيليكي وبن سبعيني وإسماعيلا سار. بينما سجل لسان جيرمان، كل من كافاني وداني ألفيس وفيراتي وبيرنات ونيمار وأضاع نكونكو الركلة السادسة، ليعلن تتويج رين باللقب بسيناريو مثير.
