الفكرة تأتي من تراكم بحث معين او اطلاع على مشاريع مختلفة، تنسجها خيال صاحبها حتى تتحول الى حقيقة، صمت ثم ابتسامة ثم نثرها الى الورق، يأتي بعدها مرحلة تطبيق الفكرة التي تحولت الى مشروع، والمشروع يحتاج ادوات.. قد تأتيك كل هذه الهواجس وتتحقق الاحلام في خمس دقائق في ساعة أو في أكثر من ذلك بكثير، يتحقق كل شيء في عقلك فقط إلا في الواقع ينتهي مع اول لمحة ضوء قادم من شروق الشمس، وعندما تحاول أن تبحث في كل الاتجاهات يظل ما تفكر به مجرد فكرة لمشروع عظيم! جوارديولا جاء على ركام مشروع متهالك، ووجد الفكرة بدأت تنهار تحت سهام النُقاد والاعلام، وأن جُهد معلمة كرويف ذهب مع رحيله عن عالم التدريب، بيب طبق كل افكار يوهان مع اضافة بعض التعديلات التي تواكب عالم التدريب الحديث، يومها نجح نجاحاً مبهراً ومنقطع النظير أذهل العالم بخططه التي كنا نستغرب من ما يقدمه الفريق الكتلوني امام المنافسين، كان برشلونة يملك ارث في هذا التكتيك الاستحواذ ومن ثم الاستحواذ حتى يمل الخصم من المداعبة والانقاض على الشباك بفلسفة جوارديولا وتاريخ كرويف ، لحظتها كان يمتلك الادوات في برشلونة «ميسي وانيستا وتشافي وغيرهم»، اغلب من يلعب في الفريق شرب هذه الطريقة من طفولته في اكاديمية برشلونة ! بيب صنع من ارث كرويف ومن خططه الحديث فريقا مرعبا لم يجاريه اي فريق في العالم، حقق بطولات لم يقدر الوصول الى ذلك الرقم حتى جوارديولا نفسه، قرر الرحيل عن الفريق الكتلوني او اجبر على ذلك الرحيل، المهم أن الفيلسوف توجه الى المانيا وبالتحديد الى كبير هذا البلد الجميل، فرض اسلوبه برغم ان ذلك لم يعجب البعض إلا ان بايرن ميونيخ اصبح يلعب بطريقة بيب، قدم كرة القدم خيالية تأثر بها المنتخب الالماني وعرف اللاعب الالماني معنى الاستحواذ، في ادارة البايرن تواجد الكثير من المعارضين لاسلوب جوارديولا حتى ان احدهم تحدث «إذا اردنا ان نستحوذ على الكرة فقط علينا ان نأخذها الى منازلنا»، تعقدت الامور في المانيا ولم يأت منتصف الموسم الثالث إلا وقد اعلن تعاقده مع مانشستر سيتي! في إنجلترا بدأ بالعناد وحاول أن يفرض اسلوبه من أول يوم ، كانت غلطة بيب الدائمة في كل مراحله التدريبية هي العناد، تعلم من البريميرليج أن يجب عليك أن نتميز بالمرونة عندما يتطلب ذلك ، حقق الدوري الانجليزي في الموسم الثاني وفشل في أوروبا للموسم الثالث رغم وصولة الى دور الثمانية في موسمين واخرجه في المرتين فريقان من انجلترا «ليفربول وتوتنهام»، ولازال يتصارع مع ليفربول على الدوري في الموسم الثالث، واصبح قريباً جداً بعد انتصار الليلة ضد جاره اللدود مانشستر يونايتد من تحقيق اللقب للمرة الثانية على التوالي! بيب جورديولا حالة خاصة وفريدة في عالم كرة القدم ، وأي شخص ينعته بالفشل مع احترامي له لايفقه شيئا في ابجديات الساحرة وهذا نسميه مشجع متعصب لفريق محدد ، في كل ذلك الكم الهائل من البطولات ومن المشجعين دليل على نجاح بيب في فرض اسلوبة وإيمانه بنفسه وبما يقدمه كل فريق يجلس على دكته ، بيب سوف يستمر طويلا في البريميرليج وقد يكون الحديث مبكرا اذا تحدثنا عن ان تاريخه سيكون ابهر واعظم من اي مدرب اخر!