لم يكن قرار الفيفا الأخير بخصوص عدد المنتخبات التي ستشارك في مونديال قطر 2022 ليَمُرّ دون أن يُشعل من جديد نيران الحرب الإعلامية في منطقة الخليج بين قطر من جهة وخصومها من جهةٍ ثانية. وقد تباينت القراءات التي قدّمتها الصحف الخليجية لقرار الفيفا بين مكتفية بنشر الخبر كما ورد ومن اعتبرته انتصار وأخرى مفسرة لخلفياته. وقالت صحيفة “العرب” القطرية أن قرار الفيفا يأتي “نظرا للمراحل المتقدمة التي وصلت إليها استعدادات دولة قطر لاستضافة بطولة كأس العالم وفق نظام 32 منتخبا، وقصر الوقت المتاح لتقييم التأثير التشغيلي واللوجستي على البلد المستضيف قبل اجتماع كونجرس الفيفا في الخامس من شهر يونيو المقبل، تم اتخاذ قرار بعدم الاستمرار في بحث إمكانية تطبيق هذا المقترح”. وعلى هذا المنوال سارت معظم وسائل الاعلام القطرية، باستثناء صحيفة “الشرق” القطرية التي راحت أبعد من ذلك وكتبت على موقعها الإلكتروني أن القرار هو بمثابة “ليلة الحسم، وضربة جديدة لدول الحصار، وكما بدأتها قطر لوحدها تنهيها لوحدها”، مؤكدةً أن هذه هي رسائل المغردين في ردهم على السعودية والإمارات بخصوص قرار الفيفا. وأضافت الصحيفة أن المسؤولين والرياضيين قد استقبلوا القرار بترحيب كيبر: “استقبل مسؤولون وإعلاميون ومغردون قرار الفيفا الصادر الليلة بشأن مونديال قطر 2022 والذي حسم الأمور بإقامة كأس العالم المقبلة ب32 منتخباً فقط، بترحيب كبير”. وتنقل الصحيفة تعليقات بعض المسؤولين والإعلاميين الذين من بينهم أحمد بن سعيد الرميحي، مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية القطرية، والذي علّق على قرار الفيفا قائلاً، حسبما تنقل الصحيفة: “المعنى الحقيقي للثقل القطري وهو صاحب الكلمة الأخيرة، والوعد 2022”. وتنشر الصحيفة أيضاً رأي الكاتب والصحفي بقناة الجزيرة، ياسر أبوهلالة، الذي قال بشأن القرار أنه يُعدّ “صفعة جديدة لدول الحصار”، مضيفاً أنّ “الفيفا تقرر عدم توسيع كأس العالم إلى 48 فريقاً.. السعودية عبر تركي آل الشيخ خططت لسرقة جزء من المباريات إلى ملاعبها! قطر أعلنت أنه كأس العرب وهو هديتها للأمة العربية بدون وصاية”. من جانبها الصحافة السعودية نشرت قراءة مغايرة لقرار الفيفا، فقد عنونت صحيفة “عكاظ” خبرها حول الموضوع ب “الفيفا: قطر غير قادرة لاستضافة 48 منتخباً في المونديال”. وفي تفاصيل الخبر تورد الصحيفة السعودية أن الاتحاد الدولي لكرة القدم قد تخلى عن فكرة زيادة عدد المنتخبات المشاركة في المونديال “التي أقرها في مارس الماضي خلال اجتماع له في مدينة ميامي لعدم مقدرة قطر على الاستضافة”. وفي ذات الاتجاه ذهبت تحاليل بقية وسائل الاعلام السعودية أو المقرّبة منها والتي من بينها صحيفة “العرب” التي تناولت الموضوع تحت عنوان “لغياب الإمكانيات.. التخلي عن خطة زيادة منتخبات مونديال قطر”. وترى الصحيفة ان تخلّي “الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) رسميا عن خطة زيادة عدد المنتخبات المشاركة في مونديال قطر 2022 من 32 فريقا إلى 48 فريق” جاء “نظرا لمحدودية قدرات الدوحة على استضافة ذلك العدد من المنتخبات”. وتابع موقع “العرب” قائلاً: “وكان جياني إنفانتينو رئيس الفيفا اقترح توسيع البطولة اعتبارا من نسخة قطر، وناقش مدى إمكانية مشاركة دول أخرى في التنظيم، لكن فشلت مساعيه في تشريك الكويت و سلطنة عمّان باستضافة بعض المباريات لتخفيف الضغوط على قطر لمحدودية الإمكانيات اللوجستية”. وكان موضوع الحصار حاضراً في قراءة الصحيفة لقرار الفيفا، واستطردت قائلةً: “وتضاعف المشكل عندما أعلنت سلطنة عمانوالكويت عدم رغبتهما في المشاركة بتنظيم مونديال 2022، فيما باقي دول الخليج لا تبدو بوارد المشاركة نظرا لمقاطعتها قطر بسبب دعمها للإرهاب”، بينما اكتفت قناة “العربية” السعودية بالتطرق للموضوع كما نشرته الفيفا وإن تحت عنوان “الفيفا يرفض زيادة عدد منتخبات مونديال 2022”.