صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المذيع الأديب القدمي ل«26سبتمبر»: كانت إعاقتي سلماً للوصول إلى الكثير من الإنجازات 1-2
نشر في 26 سبتمبر يوم 29 - 05 - 2019

عندما تسمعه في المذياع يمنحك الأمل من خلال حديثه ويعكس لديك صورة عن صفاء ذهنه ورؤيته الواضحة، يرسم لك الحياة صورة جميلة لها ألوان متعددة.. تتأملها بحواسك وبملء عينيك وأنت المبصر ولكنك تعجز عن فهمها كما صورها هو بنقائها وبإحساس صادق..يمنحك فلسفة عصرية لحياة كريمة ويهبك فضاء متسعاً من القيم والمبادئ السامية ويمدك بنظرة مشعة للحياة.. من محراب الفضيلة يرتل لك عبر مواقفه وكلماته أنشودة وطن.. يقابل الحياة دائماً بابتسامة مشرقة وتفاؤل مستمر يجيد فن الخطاب ويتميز بخفة الروح ويتقن وضع النقاط على الأحرف يعالج قضايا وهموم الوطن باقتدار..
انه الإنسان المذيع المتألق محبوب الجماهير أستاذنا عبدالعزيز القدمي من خالف المقولة الشهيرة فاقد الشيء لايعطيه.. فقد بصره لكنه لم يفقد نظرته المتوهجة للحياة ولم يقف عند حدود معينة بسبب إعاقته بل انه تجاوز حدود لا يستطيع تجاوزها المبصرون في الزمن الأعمى.. لنتعرف على هذه الشخصيتة التي تحمل عزماً فولاذياً.. يشرف صحيفة 26 سبتمبر ان تستظيف هامة إعلامية تشع ضياء المذيع الحصيف عبدالعزيز القدمي في إذاعة وطن..
حوار :عفاف الشريف
صبداية نرحب بك ضيف كريم عبر أسطر صحيفة 26 سبتمبر ..
كونك تقبع خلف ميكرفون الإذاعة ومحجوب عن رؤية الآخرين لك، تمارس عملك بشكل طبيعي ،ويتفاجأ مؤخراً معظم محبيك ومتابعيك -من وصلهم إحساسك عبر صوتك وتفاعلوا مع ما تطرحه من طرح هام- انك كفيف فخلال سنوات من العطاء لم يظهر عليك ذلك .. نتطرق لك بالسؤال بداية الحديث منذ متى وأنت كفيف وهل كانت إعاقتك في يوم ما تشكل لك اضطراباً نفسياً؟!
حياكم الله وبياكم شرف لي أن أكون معكم في هذه الصحيفة العريقة ومع كاتبة مميزة أخت عفاف..
صف لنا كيف كانت طفولة عبدالعزيز القدمي ؟!
طبعا قبل التحاقي بالإذاعة وحديثي خلف مايكرفونها كنت صديقا ملازما لها ليلا ونهارا ولا زلت منذ طفولتي حتى اليوم وبخصوص إعاقتي منذ ولادتي خلقت كفيف البصر وهذه نتيجة طبيعية لزواج الأقارب الذي ينتج أحيانا ماهو أسوء بكثير من الإعاقات الدائمة والمزمنة , أما الاضطراب النفسي فعلى الإطلاق لم تكن إعاقتي مصدر قلق أو اضطراب بل بالعكس كانت إعاقتي سُلّما للوصول للكثير من الإنجازات التي لا أتوقع وصولي لها في حال لم أكن كفيف البصر ..
الحياة أخذت منك بصرك وماذا اعطتك؟!
طفولتي كانت ممتعة وشيقة عشت فيها كل ما كنت أرغب أن أعيشه من مغامرات الأطفال تحديت فيها إعاقتي دون أن أشعر في طفولتي بالذات بالإعاقة نفسها وعشت مع أقراني حياة طفولية حافلة بالكثير والكثير مّما يسعد الأطفال -شقاوة ومغامرات- وغيرها وساعدني على هذا وجود اخي الأكبر الأستاذ يوسف والذي كان قد قطع شوطا في مشواره التعليمي وهو اليوم يعمل معلما في مدرسة القرية وكذا وعي والدي رحمة الله عليه ومكانته الاجتماعية المميزة بالإضافة لوعي مجتمعي المحيط الذي كان عاملا مساعدا لأعيش طفولة مستقرة أيضا وأحمل لهم جميعا هذا العرفان الذي سيظل مبعث فخرا واعتزاز قياسا بمجتمعات أخرى ..
كان نجاحك في الثانوية العامة بنسبة 88% ..ما الدافع الذي جعلك تسعى لهذا النجاح؟!
الحياة أخذت مني بصري وأعطاني الله كل شيء كنت أحلم به وأتطلع له على مختلف المسارات وهذا ما ينشده أي إنسان كان كفيفا أو غير ذلك ..
التحقت بقسم علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة صنعاء..والذي تراه من وجهة نظرك مرتبط بالإعلام وضح لنا فكرتك و ما الذي دعاك لإختيار هذا القسم بالذات؟!
النجاح في الثانوية العامة أو في الجامعة وما قبلها وما بعدها دافعه الأساسي الرغبة الجامحة في إثبات الذات والمساهمة الفاعلة في بناء وتشييد البلد وهذا دافع يكفي لاختراق الأرقام القياسية وليس فقط لتحقيق نسبة معينة في الثانوية العامة ..
انت ترفض ان تخصص برنامجاً معيناً بالمعاقين من خلال عملك الإعلامي وتفضل دمجهم بالمجتمع تكرم بشرح رؤياك بهذا الشأن ؟!
طبعا دخلت علم الاجتماع انطلاقا من رغبتي الكبيرة في التعمق في دراسة المجتمعات السياسية عبر تخصص علم الاجتماع السياسي وكذا قراءتي الكثيرة عن هذا العلم وأهمية دراسته ودوره في إيجاد برامج الإصلاح الاجتماعي والكثير الكثير وفيما يتعلق بعلاقته بالإعلام فشخصيا أرى أن الإعلام موهبة أكثر منه تخصص والدليل أننا وكثيرين نعمل في المؤسسات الإعلامية ونجيد في عملنا بينما يتعثر بعض متخصصي الإعلام وثانيا الإعلام هو المنفذ المثالي لعلاج الكثير من الظواهر الاجتماعية وهو ما ترجمته في برنامجي الذي بدأته مؤخرا عبر صوت وزارة الداخلية إذاعة وطن البرنامج الاجتماعي الأمني والأمني الاجتماعي حدث وحديث وهو الذي أعاد الأخصائي الاجتماعي عبد العزيز القدمي لنفسه قبل أن يمكنه من محاولة طرح الكثير من الموضوعات بجرأة عالية ودقة كبيرة ..
لك عهد قديم بالإنشاد في مركز النور تحديداً حيث كنت نجماً لامعاً ولم تحصل حينها على تصريح ترخيص وزارة الثقافة للفرقة ماذا اكسببتك تلك التجربة وفي سن مبكر ؟!
نحن جزء أصيل من شعبنا يا أختي العزيزة وجزء أصيل من هذا المجتمع الواسع ولهذا من غير المعقول حصرنا في برامج تخصنا أو الانطلاق منها فإذا أردنا تفاعل أبناء من المجتمع مع قضايانا ينبغي علينا الانطلاق من الاهتمامات الشاملة والعامة للمجتمع بكله وأخذ الناس تدريجيا لقضايانا كذوي إعاقة باعتبارها جزء من قضايا المجتمع وشخصيا أرفظ تعاطي الكثيرين معنا في قضايانا فقط فنحن قادرون على الإسهام وبفاعلية كبيرة في معالجة قضايا المجتمع ككل وأي معالجات عامة ستنعكس علينا بالطبع والعكس كذلك ثم أننا نتحدث عن ضرورة وجود فاعل في مختلف دوائر صنع القرار للأشخاص ذوي الإعاقة ليس لحماية حقوقهم الدستورية والقانونية فحسب بل لمساهمة أكثر فاعلية فيما يهم المجتمع كله ونحن جزء أصيل منه ..
كما أسلفت في حوار سابق انك واجهت خلال مشوراك المهني 46 موقفاً سلبياً ولكنك لم تنكسر وواصلت طريقك من اين استمديت هذه الإرادة العجيبة؟!
تجربتي مع فرقة النور الإنشادية أكسبتني الكثير فبدايتها كانت حاجة الفرقة لمدرب وكنت حينها قد تدربت على يد أحد الأساتذة ولفترة قصيرة حاولت أن أتقمص دوره ودربت الأطفال وحتى الشباب طوال 3 سنوات واكتسبت النفس الطويل وتحمل التعب والجهد الكبير، باختصار علمتني تلك التجربة المبكرة كيف أكون مثابرا في عملي وفي نفس الوقت جلداً أمام المواقف الصعبة التي يمكنها الإخلال بالعمل وكذا تمرست فيها على فن القيادة المختلف تماما عن الإدارة، القيادة التي تعني الحضور الوجداني للقائد في نفوس من يقودهم وهذا لا تزال ثمرته باقية حتى اليوم ولله الحمد رغم مرور تقريبا 8 سنوات ..
احتوتك إذاعة وطن واليوم انت نجم ساطع فيها فهل كانت بداياتك فيها منصفة ام انك من اثبت وجودك بنفسك وابرزت من خلال عملك طاقاتك وصنعت لنفسك المجد الذي وصلت له اليوم ؟!
أولا أنا أعرف أن كل ما تعرضت له كان ناتج عن وعي سلبي لدى المجتمع ومهمتنا الأساسية كذوي إعاقة إلى جانب ماهو واجب علينا كجزء من المجتمع هو تصحيح هذه النظرة القاصرة والدليل الذي يثبت كلامي أن كل موقف ممّا تعرضت له كنت أتجاوزه بنظرة مختلفة تماما ممن صادفني بهم الموقف وباحترام كبير وعلاقة حميمية لا زلت أحتفظ بالكثير منها حتى اليوم وثانيا هي حالة إثبات الذات التي لم تكن تعطي لي مبررا حين أتعرض لأي صد أو رفض لوجودي بل كانت دافعا لتحقيق حضور مميز في كل مكان , بالذات بعد وفاة والدي رحمة الله على روحه الذي كان سندي ومعلمي الأول في الحياة ومدرسة المثل التي كنت أرجع إليها كلما تعثرت كانت أكبر صدمات حياتي وأشدها إيلاما علي حتى اليوم برزت لدي حالة عجيبة من الإصرار بعد انكسار لم يتجاوز الاسبوع وحرص كبير واحتواء من كل من كانو محيطين بي باعتبار أن الجميع كان يعتقد أن الحلقة الأضعف التي تركها والدي بعد وفاته هو أنا فأخي الكبير كفيف نعم لكنه أصبح أستاذا وإخوتي الباقون مبصرون ولا خوف عليهم هكذا كان يفكر الناس ويتعاملون معي باهتمام حاولت جاهدا كسر حاجز الاهتمام هذا وإثبات ذاتي وللأمانة ساعدني في هذا كثير من أساتذتي في المركز وعائلتي الغالية وعلى رأسهم اخي الأستاذ يوسف الله يحفظه وعمي صالح محمد القدمي الذي كان شديدا علي لإخراج كل ما بداخلي من طاقة واعتمادي على ذاتي في كل ما أصبو إليه والحديث طويل وذو شجون ..
لو كان القرار بيدك في حينه فأي إذاعة كنت ستختار لتعمل فيها ؟!
في إذاعة وطن كانت بداياتي عادية نعم كان هناك تخوف مبدئيا كيف يمكن لكفيف أن يمارس عمله بشكل طبيعي لكن هذا التخوف أزالته الفرصة التي منحتني إياها إدارة الإذاعة في أول ربع ساعة من البث المباشر والكثير من أصدقائي الذين كانوا قد عرفوني في كثير من الأماكن والفعاليات وهنا أدين بالفضل للكثيرين وعلى رأسهم أساتذتي الأعزاء عبدالعظيم عز الدين الذي كان مديرا للإذاعة حينها والأستاذ محمد الشامي مدير البرامج حينها ومعلمي في الثانوية الذي تحمس كثيرا لوجودي الأستاذ سامي الجرموزي نائب مدير البرامج والبقية في الإذاعة كانوا ولا يزالوا عيونا أرى بها وأقرأ وأنطلق، أتكامل معهم فأشاهد كل شيء ويتكاملون معي فنتعلم من بعضنا لنصبح في مستوى أفضل فأنا مدينا لكل أخ وأخت في إذاعتي التي أعتبرها بيتي الثاني وأعتذر لهم جميعا عن قصوري معهم ..
كنت امين عام شبكة نداء للطفولة فيما مضى، اليوم من خلال ما نمر به من عدوان صلف سافر ما الذي قدمته للطفولة المنتهكة؟!
للأمانة وبعد العدوان بالذات كنت أحسد كثيرا أساتذتي الأعزاء سند الكميم وعبد الله الحيفي وحمود شرف وغيرهم من الإعلاميين أنهم قادرون على خدمة بلدهم والدفاع عنه من جبهتهم الإعلامية وكان شعوري بالعجز عن هذا بعد فشل كل محاولاتي التي كنت أتطلع منها إلى المشاركة في مجابهة العدوان في أي منبر وعلى أي حال يدفعني أحيانا للبكاء حسرة وندماً فالمبصرون قادرون على حمل البندقية والانطلاق للميادين ويعلم الله ما تمنيت أن أرى إلا حين بدأت معركة البلد المقدسة في مواجهة أحقر عدوان عرفته البشرية بالتالي لو كان القرار بيدي حينها كنت ساقبل بأي منبر أجابه منه العدوان وإن كان ولا بد حينها فأثير البرنامج العام إذاعة صنعاء منذ طفولتي رفيقي الذي لا زلت أهيم باستماعه حتى اليوم وأعتز بوجودي فيه كثيرا في العدوان وحدنا وبكل عزيز في إذاعة صنعاء أما اليوم فمهما احتوتني من منابر إعلام ومهما تعددت أماكن وجودي ستبقى إذاعة وطن مهوى روحي ومبعث الصمود والعزة التي دخلت به إلى كل بيت وأبهجتني به دعوات الأمهات التي تنعش روحي وتشعل الشوق للإثير كلما غبت عنه في وجداني ..
هل أنت راض عما قدمته وتقدمه لمجتمعك وهل ترى انك حظيت على فرص مواتية حققت بها آمالك؟!
أما الطفولة فذبحتها تلك الأيدي التي كتبت مواثيق حمايتها وقتلتها تلك الأفواه التي طالما تشدقت بالحديث عن معاناة الأطفال وأرهقتها همجية وصلف العدوان الذي لا يفرق بين طفل وشاب ومرأة ورجل ومعاق وغير معاق هو عدوان أعلن الحرب على كل ما في بلدنا متجرد من إنسانيته وأتساءل كيف غابت عنا كأطفال حينها صرخات أطفال فلسطين والعراق تحت وطأة المحتلين فعشنا أحلاما وردية نحمد الله على إدراكنا لزيفها اليوم..
........ يتبع العدد القادم
ما الذي أضافته المسيرة القرآنية لحياة القدمي؟!
غالبا نعم أحمد الله أشعر أني حققت الكثير ممّا تطلعت له ولكني أشعر غالبا بالعجز عن تحقيق ما كنت أطمح تحقيقه لمجتمعي للمحيطين بي لعائلتي لأصدقائي هؤلاء جميعا أشعر معهم بالتقصير الكبير قبل دخولي للعمل وبعد دخولي للعمل ..
مجاهد الصريمي ومحمد العربة وأنت ،جمعتكم صداقة حميمة وربطتكم ببعض الإعاقة مع الأحلام الخصبة ما الذي تدخره ذاكرتك عن هذه العلاقة ؟!
أما المسيرة القرآنية اختي عفاف فيكفينا فخراً وفضلاً من الله أنها أخذتنا من ميدان العمل لمصلحة أعداء الأمة إلى ميدان مواجهتهم المسيرة أضافت لي الكثير في حياتي وعلمتني كيف أكون نبيلا في تعاملي مع الآخرين وهو ما يراه البعض مني مهادنة أو مراوغة مع المنافقين والمرجفين على قولتهم وأنا أقول لهم جميعا الله يقول ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، هذه هي منهجية القرآن القائمة على احتواء الآخرين والحديث معهم بحرص عليهم خصوصا وأن العدوان يستهدف الجميع، شخصيا عبر الأثير أعمل لأخذ الخصوم للقواسم المشتركة بيننا وأتحدث في عمقها منطلقا من الآية السابقة ومن خطابات قائد الثورة سلام الله عليه التي طالما تحدث فيها بحرص شديد على احتواء الأعداء أنفسهم ونصحهم والكثير الكثير ..
لك انشطة متعددة مارستها من خلال مشوارك منها مايختص بذوي الإعاقة ومادون ذلك وتقلدت مناصب عدة وشاركت في مبادرات شبابية في جامعة صنعاء ..وانت بكل ذلك تخطيت حدود إعاقتك ومنحت مجتمعك ما لايمنحه المبصرون لأن الله سبحانه وتعالى منحك البصيرة فبأي لون ترى الحياة حتى تغدق عليها عطاءك؟!
أما سؤال الأصدقاء فشخصيا علاقاتي واسعة جدا وربما مجاهد الصريمي ومحمد وعشرات الزملاء جمعتني بهم خصوصية أكبر هي الإعاقة وحالة التحدي لتجاوزها وأحتفظ منها بالكثير من صفحات المعاناة فمن المستحيل جدا أن يعيش فرد مهما كانت حياته مستقرة بدون معاناة ناهيك عن الكفيف أو ذوي الإعاقة بشكل عام وأحتفظ أيضا معهم وغيرهم الكثيرين من ذوي الإعاقة بلحظات سعادة منقطعة النظير فحين تصل مكانا لا تراه أنت مستحيلا إنما الآخرون يرونه المستحيل بعينه تشعر أنك اجتزت الكثير والكثير ومن غير ذوي الإعاقة لي صداقات في كل مكان عملت فيه حتى ليوم واحد واحتفظ بها في مستوى مميز جدا مع اعترافي بالتقصير تجاه الجميع واعتذاري لهم كذلك في قريتي وقبيلتي التي أستند لكل عزيز فيها لدي علاقات أخوية سأظل معتزا بها ما حييت وهم أيضا تقصيري معهم كبير ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي اكتسبت إخوة وأخوات اعتز بهم أيضا ولهم كل تقديري ومحبتي واعتذاري وعبر الأثير اكتسبت الكثيرين منهم من عرفته ومنهم من أثلجت صدري دعواته الصادقة خصوصا أمهاتي اللواتي يلمني الكثيرون لأني أتحدث بالعامية على قوله بعضهم حق عجايز أنا أعتز بهؤلاء وهم رصيدي الذي أفخر به وأشعر بالتقصير معهم أيضا وأقدم لهم الاعتذار ولو قدهي ثقالة مني ..
ماعلاقتك بالشعر وكيف استطعت إجادة مخاطبة الشعراء بالرغم انك لاتكتب الشعر.. وكيف كانت تجربتك الأخيرة مع برنامج شعراء ومنشدين في هذا الشهر الفضيل؟!
أما الحياة فأنا أراها بعيون كل أحبتي والمحيطين بي وعليه فإن أول ما ينبغي علي فعله وبدون تكلف هو الانصهار في مجتمعي والانطلاق من عمقه للنشاط فيه ومعالجة مشكلاته وانا ككفيف جزء منه ومشكلاتي جزء من مشكلاته هذا ما دفعني للمسارعة لمشاركة الجميع في كل مكان وخصوصاً في الجامعة كنت أكره حالة العزلة التي يعامل بها غالبية المكفوفين أو التكلف من الناس فالكفيف بالطبع له حاجات كثيرة في الجامعة يحتاجها من زملائه وزميلاته، كنت أحاول تجاوز هذه الحاجات ليس بالاستغناء عن زملائي وزميلاتي بل بمشاركتهم فيما يقومون به ومساعدتهم في الكثير مما يحتاجونه ليقدموا لي كل ما أحتاجه بشكل تلقائي وطبيعي وفي جامعتي الكثير والكثير من الذكريات المميزة وفي دفعتي بالذات تقريبا بعد ترم الدراسة الأول قلت كثيرا لحظات شعوري بالإعاقة وصعوبتها وكان لدي زميلات وزملاء هم إخوة أعزاء لي أعتز بالكثير منهم وانتهزها فرصة لأحييهم جميعا ممتنا لكل فرد منحني يوما عينه لأقرأ بها حرفاً واحداً أو لأشاهد بها صورة واحدة .. , أرى الحياة بلون الأمل والطموح والتفاؤل والواقعية التي تكسر كل حواجز المثالية التي قد تبدو لمن يقرأ إجاباتي هذه فأنا أكره الرسميات جدا وأمنيتي أن يغمرني الجميع بدعواتهم الصادقة ..
كيف واجه عبدالعزيز القدمي العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي من خلال منبره الإعلامي ؟!
أواجه العدوان من إذاعة وطن منبري الحر والشامخ عبر منصة الوعي السياسي والتعبوي النفير العام الذي أعلق فيه على مجمل الأحداث السياسية والعسكرية لا يمكنني مدح نفسي فيها وأتطلع دوما لما هو أفضل , يأتي هذا البرنامج كل أحد وثلاثاء من العاشرة وحتى الثانية عشرة ليلا وكذا أواجه العدوان من جبهة التكافل الاجتماعي في برنامج اجتماعي يعمل على مساعدة المحتاجين ووصلهم بالجهات المعنية اسمه «أيادي الرحمة» ويأتي كل سبت.. هذا في الأيام العادية وخارطة رمضان مختلفة تماما طبعا اعمل في البرنامج بأقل جهد لأني ضمن فريق مميز جدا ينزل للميدان ويواجهه المتاعب الكبيرة , وكذا أواجه العدوان من خلال الجبهة الإذاعية الأولى والموحدة العدوان وحدنا عبر مختلف الإذاعات اليمنية كل اثنين وتقريبا كل شهر على الأقل أقدم فيه حلقة بالإضافة لبرنامج شعراء ومنشدين الذي سأتحدث عنه لاحقاً ومؤخراً ضيف الأثير الذي نستضيف فيه كل نجوم الإعلام والدراما والمسرح والسياسة وغيرهم من برزوا في مواجهة العدوان وهو طبعاً كل أربعاء في نفس التوقيت وأخيرا برنامج «حدث وحديث» الذي نقدم فيه رسالة الوعي الأمنية الاجتماعية لتحصين المجتمع من حرب عدوانية شاملة جزء منها هو حرف مسار المجتمع وزعزعة الأمن والاستقرار حدث وحديث والذي يأتي كل جمعة في ذات التوقيت ..
ما رسالتك الأخيرة التي تود إيصالها من خلال، منبر «26 سبتمبر» ؟!
بالنسبة للشعراء شخصياً نعم لا أكتب الشعر لكني من من يقرؤونه كثيرا لذلك اختلطت بالشعراء وانسجمت معهم جميعا بالإضافة للفضول الإنشادي الذي لا أباهي به للأمانة لتواضع قدراتي الإنشادية خصوصا بعد معرفتي لمعضم الهامات الإنشادية تقريبا إن لم أقل كلها لكنها هواية وعرق على قولة البعض لم استطع تركها ولا أزاحم بها ..
أخيراً.. سرنا كثيراً الحديث معك نشكر لك حسن التجاوب وسعداء بطلتك؟
رسالتي الأخيرة للمجاهدين الأبطال يعجز اللسان عن البوح، فأنتم تفتدوننا بالروح ويعلم الله أننا نقدس تراب الأرض التي زادتها قداسة أقدامكم الطاهرة التي تمشي عليها ونعتذر لكم عن تقصيرنا في حقكم ونعتذر لسيدي وقائدي السيد عبد الملك عن قصورنا ولأرواح الشهداء وأوجاع وآلام الجرحى ولقلوب أمهات الأسرى والمفقودين الموجوعة لفراق فلذاة أكبادها وأعتذر لعائلتي الكريمة إخوة وأخوات وأخص بالاعتذار زوجتي الغالية وأمي الحنونة فهما وابني أحمد في حاجة كبيرة لي وأشعر بالتقصير الشديد معهما خصوصا وعائلتي عموما وعزائي أننا في مهمة مقدسة نقاتل فيها كي نعيش أعزاء ويحيا أبناءنا كرماء، فلكم سلامي ومحبتي واعتذاري ولقلوبكم وأرواحكم الصابرة السلام والتحية , واعتذاري أيضا للشعب الصامد الأبي الشامخ الذي يذوق الأمرين اليوم تحت وطأة هذا العدو الجبان وحصاره لكنه يبذل الغالي رخيصاً، كي تبقى كرامته محفوظة فالسلام على كل فردا منكم يوم ولد وحين يموت وحين يبعث حيا ..
أما برنامج شعراء ومنشدون فهو طبعا تجاوزت حلقاته 180 حلقة وهو طوال العام أسبوعي والآن نصف شهري بالتناوب مع ضيف الأثير ومسابقة هذا العام هي في موسمها الثالث يعني كان لدينا موسمان سابقان الأول منهما كان سباقاً عاماً والثاني للسباق على شاعر ومنشد الأمن الأول في اليمن وفي الأيام الماضية خلال هذا الشهر المبارك توجنا شاعر الأمن وقريبا خلال الأيام القادمة سنتوج منشد الأمن.. بالنسبة لتجربتي طبعا هي حافلة جدا بالكثير والكثير علمتني دروساً كبيرة جدا اكسبتني أصدقاء كثيرين جداً هي تجربة مميزة في حياتي ومحطة نوعية وكنا تفاعلاً مع إبداع وحماس الشعراء قد بدأنا برنامج نفير القوافي بصحبة الصديق أبو ماجد البخيتي، لكن إمكانات الإذاعة المتواضعة لم تسمح باستمرار البرنامج وآمل أن نعيده للواجهة قريبا إن شاء الله , وأدين بالفضل لله أولا في كل أعمالي ومنها هذا البرنامج وثانيا لقيادة الإذاعة السابقة والحالية التي استمد منها العزم والإصرار والكثيرين غيرهم وأخص بالذكر أستاذي وداعمي المعنوي الأول ومعلمي الأديب والعلامة والناقد الوالد العزيز عبد الحفيظ حسن الخزان هذا الرجل كان جل طموحي هو أن أعرفه لما سمعت من كلماته المنشدة من جمال فوفقني الله ليس لمعرفته فحسب بل لعلاقة وجدانية أبوية معه جعلته داعمي الأول في هذا البرنامج خصوصا وفي كل برامجي عموما ..
ماذا عن نشاطك السياسي؟
, بالنسبة لنشاطي السياسي قبل العام ألفين وأحد عشر كنت متابعاً عميقاً ومهتماً بالمذياع وتحديدا في الجانب السياسي لذلك كانت تستهويني كل تلك البرامج التي تكشف عمق العدو الصهيوني وأتابع باهتمام ما في كيان العدو بعده جاءت ثورة الشباب وتحركنا فيها بفاعلية منطلقين من أرضية عميقة رسمها لنا الشهيد القائد وكبلت السلطة حينها كل حركة نحو الكرامة والعزة والتخلص من الوصاية جاء مؤتمر الحوار الوطني وتابعته باهتمام ولا زلت احتفظ لنفسي بتفاعلاتي المكتوبة بعد كل خطوة داخل مؤتمر الحوار عموما جاءت ثورة الشعب التصحيحية المباركة في سبتمبر ألفين وأربعة عشر وكتبت حينها مقالاً «سميته الجمهورية» التي حلمنا بها ولو أن حلمي الذي كتبته حينها يبدو متعثراً اليوم في بعض الأمور لكن ثورة قائدها السيد عبد الملك سلام الله عليه وحماتها رجال الرجال الذين أرهقوا العالم لن تتوقف إلا بتحقيق كامل أهدافها التي هي امتداد خلاق لكل ثورات الشعب السابقة والنبيلة وبخصوص انتمائي الحزبي التحقت بحزب الأمة وافخر به كمكون سياسي جديد وناشء أتمنى أن يكمل مساره وظروف البلد كلها في غاية الصعوبة وهو ما يحتم علينا الوقوف باهتمام وهمة عالية ليكون حزبنا الأكبر اليوم هو اليمن وفي هذا الموضوع لم يرغب الكثير لعبد العزيز خصوصا في صفحتي على الفيس لأني أميل للنقد ولكن نقد التصحيح والتصويب لأني أرى أن أية سلطة مهما كانت ظروف البلد المحيطة بها هي بحاجة للنقد والتصويب أكثر من حاجتها للمدح والتطبيل , وهو أيضا ما جعل البعض يطالبني بالنقد اللاذع والشديد عبر الأثير وللأمانة شخصياً لا أعتقد الكمال في نفسي واستشعر الخطأ كثيرا لذلك الأثير ليس أثيري ولا ينبغي علي أبدا اسقاط وجهة نظري الشخصية فيه فهو أثير الشعب وهذا ما يحتم علي أيضا التعامل بمسؤولية مع كل مستمع مهما خالفني ومهما كانت إساءته فهذا منبر الجميع ونحن نقول دائما قلوبنا وأرواحنا مفتوحة للجميع ومحك اختبار كل شخص فينا وقيمه تتمثل في تعامله مع الآخرين وهي في النهاية وجهة نظر ربما لا يتفق الكثيرين معي فيها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.