نحن نعتقد بان خدمة الخلق هي خدمة الحق تبارك وتعالى، وبان خير الناس انفعهم للناس، قال تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس، ويؤكد ذلك قوله تعالى: (ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تذكرون).. ومن الادلة ايضاً ماورد بلسان حال الانسان المتوفي الذي ورد في القران بانه يتمنى الرجوع للدنيا التي فارقها، وذلك ليعمل صالحاً فيما ترك من الاموال وغيرها بقوله (رب ارجعون لعلي اعمل صالحاً فيما تركت) وقوله (رب لولا اخرتني لاجل قريب فاصدق واكن من الصالحين) بحيث لم يقل لاصلي واصوم وانما قال لاتصدق يعني بالمال للمحتاجين الفقراء والمستضعفين وهذا يؤكد على الاثر الكبير للصدقة والاجر العظيم عند الله،، وفي روايات اهل البيت عليهم السلام ورد بانه من كفارات الذنوب العظام اغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب،، وبان اطعام جائع افضل عند الله من عتق الف رقبة من ذرية اسماعيل، وافضل عند الله من حملان الف فرس في سبيل الله، وافضل عندالله من عشرين حجة لبيت الله الحرام، كما ورد عن بعض العلماء بان اطعام الجائع افضل من بناء الف جامع، وافضل ممن قام لله ساجداً وراكع، وهناك الكثير من الآيات والروايات التي نكتفي منها بما سبق، بحيث يمكننا القول وخاصة في ظل الاوضاع الراهنة والمعاناة بسبب العدوان الظالم والحصار الجائر، بأن الواجب الديني والانساني يحتم على الجميع التعاون الجاد والعمل على تلمس احوال الفقراء وتقديم المساعدات للمحتاجين والمساهمة للتخفيف من معاناة المستضعفين، وذلك من منطلق قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى، وقوله والذين ينفقون اموالهم في الليل والنهار سراً وعلانية فلاخوف عليهم ولاهم يحزنون ... ابحثوا عن الله في بطون الجائعين ودموع الثكالى والايتام والفقراء وصرخات المحرومين والمظلومين المستضعفين، واعلموا بانكم ستجدون الله وبركاته وستحظون بقربة ومحبته ومغفرته ورحمته، وسيضاعف لكم الاجر والثواب وسيخلف عليكم بالاضعاف المضاعفة كما وعد في محكم كتابه وهو اصدق القائلين، وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين، واتقوا الله وانفقوا مما رزقكم واستخلفكم فيه، واصلحوا ذات بينكم وكونوا للظالمين خصماً وللمظلومين عوناً، واستغفروا ربكم وسبحوه بكرةً واصيلاً يصلح لكم اعمالكم ويغفرلكم ذنوبكم ويرسل عليكم السماء مدراراً ويمددكم باموال وبنين، ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهاراً، وما تقدموا لانفسكم تجدوه عندالله، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ...واتقوا الله ولتنظر نفساً ماقدمت لغدً،،