إن من أفضل الأعمال وأزكاها الإنفاق في سبيل الله،فهو يزكي النفس ويطهرها من رذائل الأنانية المقيتة وهو ظاهرة طيبة وعبادة مباركة تطهر النفس من العبودية لغير الله وهو علامة التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المسلم لما فيه من نصرة للضعفاء والمحتاجين وسد لحوائجهم ،كما يعد الإنفاق في سبيل الله وسيلة ونوع من أنواع الجهاد لإعلاء كلمة الله ونيل الأجر والجزاء من الله تعالى جزاءً كاملا لا ينقص منه شيء قال تعالى:( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ «60» سورة الأنفال وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجوب مجاهدة المشركين والمعتدين بالمال والنفس وحتى بالكلمة الصادقة فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:»جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم» رواه أبوداود والنسائي وقال فيما معنى الحديث:» للغازي أجره وللجاعل أجره وأجر الغازي» رواه أبوداود،وقد حث الله المؤمنين على الإنفاق في سبيله بسخاء فكانوا ينفقون من طبع أصيل وسجية محبة للخير قال تعالى:( لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ «92»سورة آل عمران. أما ثمار الإنفاق في سبيل الله فتتلخص فيما يلي:- الإنفاق يدعم وحدة المجتمع الإسلامي ويقضي على الأزمات الاقتصادية ويوفر الأمن الاجتماعي فلو أنفق الأغنياء من أموالهم في سبيل الله لأغلقوا أبواب الفقر والسرقة والنهب. قال تعالى:( لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ «92» سورة النور. الإنفاق في سبيل الله تزكية للنفس ويبعد المؤمنين عن الشح قال تعالى:( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَاوَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) سورة التوبة ومن آثار الإنفاق في سبيل الله غفران الذنوب ومحو السيئات قال تعالى:( وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوَهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) سورة المائدة ،كما أن الأموال المنفقة لا تضيع سدى بل يخلف الله على المنفقين بخير مما أنفقوا قال تعالى:( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) سورة سبأ) الإنفاق في سبيل الله يمنع الخوف والحزن في الآخرة قال تعالى:( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِالَّليْلِ وَالنَّهَارِ سِراًّ وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَهُمْ يَحْزَنُونَ)274 سورة البقرة وهو أي الإنفاق سبيل الفلاح في الدنيا والآخرة قال تعالى:( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لأَنفُسِكُم وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ(16) سورة التغابن. أما آداب الإنفاق فتتمحور في الأتي:- الإخلاص لذا فالمؤمن عند إنفاقه في سبيل الله يحرص على أن يكون ذلك خالصاً لوجه الله وحده دون سواه قال تعالى:( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً (9))سورة الإنسان أن يكون الإنفاق من كريم المال قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)) سورة البقرة. اجتناب المّن والأذى قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ (264) سورة البقرة. الاعتدال في الإنفاق وعدم الإسراف قال تعالى:( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67))سورة الفرقان. تقديم الأولى فالأولى لذا يقدم المسكين على الفقير قال تعالى:( لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273))سورة البقرة. وفقنا الله جميعا لنيل البر وشرف الإنفاق في سبيله.