بعد أن انقضت أربعة أعوام من العدوان الغاشم والحصار الجائر الذي قامت وتقوم به دول العدوان على بلادنا طمعاً منها في تركيع هذا الشعب العظيم، الصامد أمام كل أنواع وأشكال المؤامرات التي حيكت وتحاك ضده، الذي أصبح لسانه حال أبنائه جميعا يقول: فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا لقد أصر المجاهدون الأبطال وكما عودونا منذ بداية هذا العدوان الغاشم وهذه الحرب الظالمة على تقديم هداياهم الغالية والتي لا تقدر بثمن لأبناء الشعب اليمني الصابر وإلى كل الشرفاء في أصقاع الأرض، كما أصروا على إرسال الرسائل الواضحة المعالم إلى كل دول العدوان بأن احتلالهم لمناطق من أرض اليمن لن يدوم طويلا ،فلا يسترسلوا في أحلامهم،بل إن عليهم أن يستعدوا للرحيل عنها سريعا قبل أن يرحلوا وهم عبارة عن جثث هامدة، فالمجاهدين الأبطال ورغم شحة الإمكانيات وقلة الموارد التي بأيديهم قادرون على الوصول إلى أبعد نقطة تظن دول العدوان بأنها في مأمن وبعيدة عن الخطر، ولن تنال نصيبها من الضربات الصاروخية التي يطلقها المجاهدون، أو أن الطائرات المسيرة لن تستطيع اختراق أجوائها، في حين أثبت المجاهدون بأنها وبكل بساطة قد أصبحت عبارة عن أهداف مكشوفة وفي متناول قواتنا الصاروخية وهذا ما حدث بالفعل وليس القول فقط من خلال الضربات التي أصابت أهدافها بدقة متناهية، لم تفلح دفاعاتهم الجوية برغم حداثتها وقوتها في اعتراضها أو التصدي لها، في الوقت الذي صنف فيه المجاهدون الأبطال هذه الضربات بأنها عبارة عن رسائل تحذيرية فقط؛ ليؤكدوا من خلالها أن بمقدورهم دك أهداف أكبر وبنفس الدقة، وأن باستطاعتهم الوصول إلى عمق أبعد مما يتخيله العدو، وأنهم قادرون على اختراق تحصيناته ودفعاته الجوية والبرية والبحرية وأن بإمكانهم أن يوقعوا به أشد الخسائر البشرية والمادية، فكلما اشتدت الحرب ضراوة زاد إيمانهم بقرب الفرج والنصر العظيم، لقد استطاع المجاهدون الأبطال أن يُفهموا العدو بأنهم لا يخشون الموت، بل إنهم مستعدون للتضحية في سبيل عزة واستقلال بلادهم وأن لديهم من القدرة والذكاء ما يمكنهم من فضح أكاذيب ودجل وافتراءات وتزوير إعلامه المفضوح سلفاً للحقائق الملموسة على أرض الواقع، ذلك لأنهم أصحاب الحق والأرض التي يتحدث كل شبر فيها عن بطولاتهم، ولأنهم يؤمنون إيمانا صادقاً بوعد الله سبحانه وتعالى بأن الجنة هي مأوى الشهداء الأبرار فقد جعلوا من الشهادة نقطة انطلاق لهم نحو الحياة الأفضل في الدنيا والآخرة، ولا يخفى على الجميع ما يعيشه الشعب اليمني هذه الأيام من حالة الفقر والعوز والحاجة كنتيجة حتمية لما خلفته الحرب العبثية التي تشنها عليه دول العدوان، وكذا الآثار الكارثية للحصار الجائر الذي حاولوا من خلاله إخماد أنفاس الشعب اليمني، إلا أنه وبفضل صمود المجاهدين من أبنائه في شتى المجالات ما يزال يقف على قدميه شامخاً لم تُحني رأسه العواصف التي هبت عليه، بل إنه بدأ يستعيد عافيته، وقوته ولفظ كل من تاجر بترابه الغالي وخانه وحاول العبث بمقدراته التي يأتي الإنسان في مقدمتها بل من أهمها، ذلك الإنسان الذي رغم ما يعانيه من ويلات الحرب والحصار إلا أنه قد شمر عن ساعديه وانطلق ليخوض معركة البناء والصمود، تلك المعركة التي لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية التي تدار في ميدان العزة والكرامة. وكما قال الشاعر: لا يرتقي شعب إلى أوج العلى مالم يكن بانوه من أبنائه وسيستمر هذا الشعب المجاهد في خوض هذه المعركة حتى تحقيق النصر المبين بإذن الله تعالى وسيقتص بأيدي أبنائه الشرفاء من كل قاتل وغازِ ومحتل وخائن وكل من أسهم في مضاعفة معاناة هذا الشعب، وسيجعل من الخارطة التي رسمها الشهداء بدمائهم الزكية خارطةً للنصر والخلود يستدل بها كل عشاق لحياة العزة والكرامة والاستقلال، وستبقى هدايا المجاهدين في الصمود أغلى هدايا تتلقاها الشعوب الحرة والأبية، وستبقى هي الرافد الأساسي والداعم لمسيرة البناء والدافع لعجلة التقدم نحو الأمام