بات المنتخب الإسباني سابع المتأهلين إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم لكرة القدم، بعد أن حولت تأخرها إلى فوز بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في ختام مباريات اليوم الثاني من النهائيات في شتوتغارت، ضمن المجموعة الثامنة. ولم تكن مهمة المنتخب التونسي سهلة أمام المنتخب الإسباني الذي تألق في اليوم الأول بفوزه على أوكرانيا بأربعة أهداف دون مقابل. وأوصى مدرب المنتخب التونسي الفرنسي روجيه لومير بوجوب اعتماد أسلوب السهل الممتنع والمراهنة على خصوصيات وميزات كرة القدم التونسية وهي اللعب القصير والسريع والقدرة على استفزاز المنافس في مناطقه ومحاولة الابتعاد أكثر ما يمكن عن الاحتكاك المباشر والالتحام بالاسبانيين المعروفين بخشونتهم. وقال لومير إنّ نقطة أفضل من لاشيء حيث أنّ مصير منتخبه سيبقى مرتبطا بنتيجة المباراة القادمة أمام أوكرانيا. ولذلك قرّر ملء خط وسط الميدان بخمسة لاعبين في الوقت الذي سيعوّل فيه على مهاجم وحيد هو زياد الجزيري. وأتيحت ركلة ركنية للإسبان منذ الدقيقة الأولى سدّد منها خافي رأسية مرت جانبية. ومع مطلع الدقيقة الخامسة، سدّد ديفيد بيلا كرة قوية مرت محاذية تماما لمرمى علي بومنيجل. وفي الدقيقة الثامنة شنّ الجزيري هجوما رواغ فيه عدة مدافعين إسبان قبل أن يوزع ناحية المناري الذي سدّد بقوة فصدها كاسياس قبل أن يسددها ثانية المناري في المرمى مفتتحا باب التسجيل. وكان من الطبيعي أن يتقدّم الإسبان مستخدمين كلّ أسلحتهم للضغط على الدفاع التونسي الذي تألق منه أنيس العياري الذي حلّ بديلا لدافيد الجمالي الذي كان وراء الهدفين الذين قبلهما الدفاع التونسي في المباراة الأولى. كما ظهر واضحا تجانس محور الدفاع بين الجعايدي وحقي مسنودين بالنفطي. ولم يجد المنتخب الإسباني بدا من التعويل على الأطراف والكرات الثابتة غير أنّ الغلبة كانت للمدافعين ومتوسطي الميدان التونسيين الذين شتتوا عدة كرات. وسدّد توريس كرة قوية أخرجها بومنيجل ركلة ركنية انتهت إلى رأسية تلقفها ألفونسو ووضعها في الزاوية السفلية للمرمى التونسي غير أنّ أنيس العياري أرجعها برأسه من الخطّ النهائي. ومرت دقائق الشوط الأول الأخيرة طويلة على الدفاع التونسي قبل أن يعلن الحكم البرازيلي نهاية الشوط الأول. وفي الشوط الثاني، ضغط الهجوم الإسباني كثيرا على الدفاع التونسي وشكّلت الكرات الثابتة سلاحا خطيرا بيد الإسبان. وتراجع المنتخب التونسي كثيرا إلى الوراء وقبل اللعب كثيرا فيما أقحم المدرب الإسباني أراغونيس راوول منذ بداية الشوط ثمّ زجّ بخواكين وهما التغييران اللذان شكّلا مفصلا مهما في المباراة. ونجح راوول نفسه في معادلة الكفة في الدقيقة الحادية والسبعين. وبدا الإرهاق ونقص الإعداد البدني واضحا على المنتخب التونسي مما جعل دفاعه يلجأ إلى دفاع الخطّ بدلا من المنطقة. غير أنّ راوول نجح في نسج هجمة خطيرة في عمق الدفاع انفرد إثرها توريس بالحارس بومنيجل فراوغه وسجّل هدف التقدم الإسباني. وفي الدقيقة الأخيرة، أسقط علاء الدين يحيى المهاجم توريس فأعلن حكم المباراة ركلة جزاء سدّد منها توريس نفسه الهدف الثالث. وبذلك ضمنت إسبانيا التأهل إلى الدور الثاني، حيث جمعت نقطتها السادسة في حين استقر رصيد المنتخب التونسي عند نقطة وحيدة ويبقى مصيرها في البطولة معلقا على مباراتها الأخيرة أمام أوكرانيا صاحبة المركز الثاني بثلاث نقاط. CNN