أعلنت مصالح الحماية المدنية والسُلطات الأمنية، ليل السبت إلى الأحد، حالة الطوارئ القُصوى لمواجهة حريق مهول اجتاح أجزاء كبيرة من غابة ” باينام ” بالعاصمة ( أكبر الفضاءات الخضراء مساحة التي تتوفر عليها محافظة الجزائر وتعتبر من أهم الرئات للمنطقة ). واشتعل الحريق، ليلة السبت إلى الأحد، في غابة “بينام” في العاصمة الجزائرية، حيث أتت ألسنة النيران عليها وحولتها إلى ” رماد ” بعدما كانت منطقة التنزه والراحة للسكان. وانتشر الرعب وسط المواطنين وهم يشاهدون كُتلا من الدخان الكثيف، وهو ما ضاعف من ارتفاع درجة الحرارة التي تسببت في سقوط عدد من الجرحى والمصابين بإغماءات وجلهم من كبار السن والنساء والأطفال المصابين بالأمراض المزمنة. ومُنذُ بداية موسوم الصيف هذا العام، تسببت الحرائق في إتلاف أكثر من 6 آلاف هكتار من الغابات والأحواش. وشهدت عدة مناطق منذ أربعة أيام انتشارا رهيبا لألسنة النيران التي حاصر لهبها قرى وبلديات عديدة في مناطق مختلفة على غرار قرية قرقورة ببلدية بني زيد بولاية سكيكدة والتي استنجد سكانها بالسلطات للتدخل وإنقاذهم من الموت بعد أن حاصرتهم النيران. وعرفت أيضا المناطق السكانية المنتشرة على الشريط الغابي لمنطقة ” تيكجدة ” ( أشهر مناطق الجزائر السياحية في جبال جرجرة ) انتشارا مُكثفا لألسنة النيران التي أتت على المحمية بغاباتها وحيواناتها النادرة والتي تسببت في تفحم الحيوانات المنتشرة من كثرة اللهب. وأيضا شهدت غابات محافظة البليدة انتشارًا كثيفا للحرائق في مناطق عدة من مرتفعاتها الشريعة والشريط الغابي بالشفة ومرتفعات حمام الوان التي أتت ألسنة النيران على جزء كبير من الثروة الغابية بالمنطقة. وشهدت الجزائر، العام الماضي، نفس السيناريو، حيث تسببت موجة حرائق الغابات في خراب حوالي 25 ألف هكتار من الأراضي. وكان موضوع الحرائق الذي تشهده سنويا الغابات محل نقاش في البرلمان الجزائري، حيث اثارت تصريحات عضو في مجلس الأمة ( الغرفة الثانية للبرلمان ) الجدل، بتأكيده على أن ” الحرائق التي شهدتها الجزائر في السنوات الماضية كانت بقعل فاعل وتورطت فيها جهات إجرامية تم متابعتها بهذا الجرم المنسوب “. وقال وزير الداخلية الجزائري، صلاح الدين دحمون، إن ” الحرائق التي عرفتها الجزائر خلال ال 5 سنوات الماضية خلفت وفاة 498 شخص “. وقال في سياق حديثه عن ” مدى نجاعة التدابير التي تعتمدها السلطات لمواجهة الحرائق “، إن الوضعية المالية للبلاد لا تسمح باقتناء طائرات خاصة بوحدات الحماية المدنية والمخصصة لإخمادها.