نادرون من يخلدون أسماءهم بأحرف من نور ليس بإنجازاتهم الرياضية ولا بنجوميتهم وأهدافهم التي نزفت منها شباك الخصوم دموعا ودما ولكن بأخلاقهم ومحبتهم وإثرهم العاطر الذي فاح في كل الأرجاء نجم الأهلي الساحلي»الزرانيق» الخلوق فهمي عمر ظافر النجم الهادئ والعصامي الذي صنع لنفسه نجومية أخلاقية قبل أن يمثل دور الجوكر في فريق القادسية أو أهلي الحديدة .. بدأ الكابتن فهمي مشواره الكروي ضمن براعم فريق القادسية أحد الفرق الشعبية الشهيرة بمحافظة الحديدة وكان مركزه رأس حربة مهاجم رقم 9 ونظرا لبنيته الجسدية المميزة وطول قامته وإجادته لضربات الرأس لأنه دائما ما كان يحسم الكثير من المباريات بضربات الرأس وبزغ نجمه ولمع ضوء نجوميته وعندما أصبح نجمنا معروفاً على مستوى الحديدة انضم للأهلي الساحلي تحت إشراف المدرب مقبل الصلوي الذي طالب به وضمه وكان للمدرب القدير مقبل الصلوي نظرة فنية باختيار مركز المدافع رقم 5 (ارتكاز أو محور)، وذلك للمواصفات البدنية التي يمتلكها من طول القامة وإجادة الضربات الرأسية والقتالية في الدفاع وإجادته لافتكاك الكرة بروح المحاربين وكان يعتبر من مفاتيح الفريق إلي جانب امتلاكه لصفة «الكاريزما» القيادة داخل وخارج الملعب ويتصف بالاستقامة والمناقب والأخلاق العالية .. لسوء حظه أن الأهلي الساحلي في تلك الفترة غادره العديد من اللاعبين البارزين والمؤثرين فعاش النادي بين الصعود والهبوط من الأولى الي الثانية ثم الي الثالثة كلها سنوات مرت دون أن يشاهد أو يكتشف أحداً من الفنيين موهبة الكابتن فهمي الذي كان مظلوما ولايحب الاقتراب من الأضواء الإعلامية لوقاره وخجله الكبيرين .. وعندما وجد أن البيئة الرياضية لاتشجعه للاستمرار ونظراً للظروف المعيشية وتحمله المسؤولية منذ وقت مبكر خصوصا وهو الأكبر بين إخوانه وأيضا والده ووالدته لذلك فضل الانسحاب بهدوء و البحث عن تأمين لقمة العيش في بلاد المهجر ليوفر القوت الضروري لأهله.. من الصفات الحميدة انه لايتناول القات اطلاقاً سواء في المناسبات أو غير المناسبات وهذا يعتبر من الاستثناءات الجميلة للنجوم فهمي يقول ان الحياة علمته الكثير وأن قدوته في الرياضة المعلم والملك عبدالرحمن سعيد الذي يعتبر الوجه المشرق لرياضة الحديدة»ابو جود» فهمي ظافر أخلاق قهرت الواقع وهمة قتلت المستحيل وعزيمة انتصرت على الهزيمة وامثاله كثيرون لنماذج اخلاقية ورياضية سامية .. الجندي المجهول» كما يلقبونه والخلوق والمهذب فهمي ظافر مشوار عاطر وان لم يكن زاخرا بالنجومية لكنه كان غنيا بالمناقب ومحاسن الأخلاق وترك أثراً طيباً في نفوس من أحبوه وعرفوه..!!