هوّن البيت الأبيض من التهديدات التي أطلقها الرجل الثاني بتنظيم القاعدة أيمن الظواهري في شريط مصور جديد بالثأر من الأميركيين لمقتل أبو مصعب الزرقاوي الزعيم السابق للتنظيم في بلاد الرافدين الذي لقي حتفه بغارة أميركية شمال بغداد في السابع من يونيو/ حزيران الحالي. واعتبرت مسؤولة بالرئاسة الأميركية أن شريط الظواهري الجديد هو أحدث محاولة من تنظيم القاعدة في "حربه الترويجية" ونشر ما أسمتها أيديولوجية العنف والحقد. كما أشارت إلى أنه خلال الإعلان عن مقتل الزرقاوي حذر الرئيس جورج بوش من أن الأمر هو "ضربة قوية للقاعدة ويمكن للإرهابيين أن يستمروا بدونه". وتوقعت المزيد من التهديدات وأعمال العنف من قبل من أسمتهم "أعداء الحرية". من جانبه قال مسؤول أميركي بمكافحة الإرهاب إنه لا يوجد ما يدعو للشك في صحة هذا التسجيل المصور الثامن للظواهري منذ مطلع العام الحالي. واعتبر الشريط جزءا من حملة القاعدة الدعائية المتواصلة لإظهار أنها على صلة بالأحداث الجارية. ووصف تصريحات الظواهري الموجهة لبوش بأنها "تبجح جهادي". وفي شريطه المصور نعى الظواهري الزرقاوي ووصفه بأنه "أمير شهداء الأمة الإسلامية". وقال الظواهري "ننعى للأمة المسلمة جنديا من جنودها وبطلا من أبطالها وإماما من أئمتها". وابتهل إلى الله تعالى أن يعوض "المجاهدين" عن مقتله ويجعل "استشهاده" "نارا على أعداء الله من الصليبيين وأعوانهم". وفي هذا السياق طالب "المجاهدين" في العراق بعدم إلقاء السلاح وحثهم على الموت كالصحابة وعلماء الأمة ومجاهديها السابقين. وقال إن الزرقاوي لم يكن أول شهيد بمعركة الإسلام ولن يكون آخر شهيد، مضيفا "إذا كنتم تقاتلون من أجل أبي مصعب فإن أبا مصعب قد مات وإن كنتم تقاتلون في سبيل الله ودفاعا عن ملة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا تلقوا سلاحكم حتى يحكم الله لكم بالنصر أو الشهادة". ووصف الظواهري مصرع الزرقاوي بأنه قتل تحت القصف "ولم يكن مختبئا في السراديب المظلمة ولم يكن هائما بطائرته في الجو لساعات طوال كما فعل بوش حتى نهرته أمه وأمرته أن يرجع إلى مكتبه" في إشارة إلى وضع الرئيس الأميركي جورج بوش أثناء هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001. وأضاف "نعم يا بوش لا يقتل منا قتيل حتى نأخذ بثأره بعون الله وقوته" كما ذكّر الرئيس الأميركي بقسم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بأن الولاياتالمتحدة لن تنعم بالأمن ما لم تنعم به فلسطين وسائر بلاد المسلمين متحديا "فحاول عبثا أن تنعم بالأمن". وتوجه رجل القاعدة الثاني في خطابه إلى الشعب الأميركي قائلا إن بوش "يكذب عليكم عندما يعدكم بالنصر بقتل أسامة بن لادن أو زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر" موضحا "أنتم لا تواجهون أفرادا أو تنظيمات، لكنكم تواجهون الأمة الإسلامية التي دبت فيها روح الجهاد". ووجه بعض التساؤلات "خبروني كيف يموت قتلاكم السكارى وكم قتل منكم حقيقة وكم خسر اقتصادكم وكيف تنهار معنويات جنودكم، خبروني عن مدى كراهية المسلمين لكم بل مدى كراهية ضحاياكم المظلومين في كل الدنيا لكم". وهاجم الظواهري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والسفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد، وما اعتبره تحالفا بين الحكومة العراقية والولاياتالمتحدة. وقال "استوقفني أن اللذين حرصا على أن يكونا أول من يعلنان مقتل الزرقاوي للعالم هما نوري المالكي وزلماي خليل زاد". واعتبر أن هذا الإعلان "لخّص الصراع بين الصليبية والإسلام في العراق". ووصف الظواهري كلا من الأفغاني الأصل خليل زاد بأنه "مرتد تارك لدينه مهاجر لأميركا" والمالكي بأنه "يتاجر بالإسلام من أجل الوصول لكرسي الحكم، واتفق وأشباهه مع الغزاة الصليبيين قبل الغزو وأثنائه وبعده وتخلى عن حاكمية الشريعة ومنع مقاومة المحتل بل قاتل المجاهدين تحت راية بوش الصليبية". من ناحية أخرى حذر الرجل الثاني بتنظيم القاعدة في تسجيله ممن وصفهم بعلماء الدين المحرّفين في بعض الدول العربية والإسلامية. وهاجم بالأخص "فقهاء التسول في مصر والعراق وجزيرة العرب الذين يبيحون ويبررون كل شيء للحكام". وذكر الظواهري أن أميركا تسعى لتحريف الإسلام لإنشاء جيل منحرف من المسلمين. وضرب مثلا على ذلك بما تفعله في العراق وما تروجه هناك عبر أنصارها. كما استشهد بالنموذج التركي العلماني، وتحدث في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم عمن وصفهم بأنهم "الذين يتخلون عن الحاكمية والشريعة" ويقيمون قواعد أميركية ويعترفون بإسرائيل.