في أحاديث اليمنيين عموما تروى شهادات ليوميات الحرب وما خلفته من مآسٍ وويلات فقلما تجد بيتاً في اليمن لم يسقط منه شهيد أو جريح أو معاق, إنها حرب ظالمة بكل المقاييس تواطأ الجميع على شنها وتحت مبررات أثبتت الأيام أنها لم تكن سوى شماعة وغطاء لهدف أكبر، ولعلل الأحداث التي وقعت في مدينة عدن وأبين خير دليل على ما نقول. كلمة السر في هذا العالم هي المصالح والتي رأت في اليمن وإطارها الجيوسياسي هدفًا من أجل إشباع نهم دول عديدة في الاستحواذ والسيطرة وفى ضل صراع دولي محتدم خصوصاً بعد ظهور الصين كقوة في مواجهة الأطماع الأمريكية والغربية عموماً والتي رأت في السعودية والإمارات مخلب القط الذي يمكن أن يقوم بتنفيذ مهمات قذرة وفى أكثر من منطقة ودولة، ولعل التحركات المريبة التي تقوم بها هاتان الدويلتان في الصومال وجيبوتي مؤخراً شاهد على لعب هذا الدور الوظيفي الذي لم يعد خافيا على أحد وهي سلسلة مترابطة ببعضها، فالنظرة الأمريكية وفق مفهومها هي أن تعيد رسم الخرائط والحدود والعبث بمقدرات الشعوب وتسخيرها لصالحها، وهذا بالطبع يتصادم كليّاً مع تطلعات هذه المجتمعات في امتلاك قرارها السيادي والاستفادة من ثرواتها على الوجه الأمثل لذلك سنشهد الكثير من الصدامات في المدى المنظور بل القريب, فشركات الأسلحة لن تظل مكتوفة الأيدي وهى من تمتلك القرار الأخير في شن الكثير من الحروب، وبالتالي لا بد من إذكاء الحروب والصراعات وإيجاد موطئ قدم لها في تصدير ما في جوفها من أسلحة فتاكة ولو أدى الأمر إلى تدمير شعوب بأكملها وخلفت دمارًا وكوارث كما هو الحال في بلدنا اليمن الذي يشهد أكبر كارثة إنسانية في العالم بحسب تقارير الأممالمتحدة ومنظمات حقوقية وإنسانية عديدة.