المعتمد البريطاني في الكويت “الكابتن ماكو لم” تعهد للشيخ سالم مبارك الصباح حاكم الكويت التاسع بأن بريطانيا ستحافظ على حدود الكويتالجنوبية كان ذلك بتاريخ 1/4/1920م. ملاحظة: الشيخ سالم صدق تعهد المعتمد البريطاني ولم يكن يعلم انها كذبة ابريل.. انها كذبة كبرى قالوها البريطانيون قبل مائة عام ولازالت الامبريالية البريطانية تمارس الكذب بتعاملها مع الكويت وغيرها حتى اليوم. ومن اساليب نصب البريطانيين على الكويت قاموا عام 1918م بتعديل الاتفاقية الانجلو – عثمانية الموقعة بتاريخ 29يوليو 1913م بشأن الحدود الكويتية شمالاً وجنوباً حيث اسموا المنطقة الجنوبية الواسعة اضافة الى مناطق اصغر حجماً في شمال الكويت اسموها بالدائرة الخضراء ولم يلزموا انفسهم بالدفاع عنها!! بينما اسموا مساحة الكويت الحالية بالدائرة الحمراء التي تلتزم بريطانيا بحمايتها ولم تكن تعلم القيادة الكويتية بأساليب النصب البريطاني وحكاية الدائرة الحمراء والدائرة الخضراء لا بعهد الشيخ سالم وبعده ابن عمه احمد ولم ينكشف الكذب البريطاني على الكويت الا بعد وفاة الشيخ احمد الجابر حاكم الكويت العاشر عام 1950م- حسب ما عرفت ذلك من خلال الدراسة- بينما قال الاستاذ عبدالله بشارة في مجلة العربي الكويتية العدد رقم 609 لشهر اغسطس 2009م قال بما معناه “ ان حكاية الدائرة الخضراء والدائرة الحمراء لم تعرف الا في بداية عهد الشيخ احمد الصباح اي بعد فبراير 1921م”. كما لم تعرف حقيقة الاتفاقية السرية بين بريطانيا وحلفائهم الوهابيين في نجد والحجاز والتي تتضمن السماح للوهابيين باحتلال ما سميت بالدائرة الخضراء في جنوبالكويت الا اواخر عام 1950م اي بعد عدة سنوات من انسحاب بريطانيا من العراق دون ترسيم الحدود الكويتيةالعراقية على الاقل. عودة الى الموضوع: بعد ان تعهد المعتمد البريطاني في الكويت “ الكابتن ماكولم” للشيخ سالم بأن بريطانيا ستحمي حدود الكويتالجنوبية قائلاً له باللهجة الكويتية “ماكو شي تطمئن يا طويل العمر حنا معاكم سنحافظ على حدود الكويتالجنوبية.” وفعلاً تطمئن الشيخ سالم وزال شكه وتخوفه من غياب الوضوح البريطاني في الالتزام بالحفاظ على حدود الكويتالجنوبية ولم يكن يتوقع اللعبة القذرة التي لعبتها بريطانيا والتي ستوضحها بقية سطور هذه الحلقة والحلقتان القادمتان. الاحتلال الوهابي لأراضي شاسعة كويتية روايات وأطروحات الاحتلال الوهابي للأراضي الكويتية متعددة بعضها مبنية على أسس ووجهات نظر سياسية معظمها غير صحيحة أو هشة لا تستند على حقائق تاريخية سليمة ولعل أدقها وأصحها وأقواها ما دونته أقلام المستشرقين السوفيت ابتداءً من عام 1920 وحتى بداية سبعينات القرن الماضي وما كتبه عبدالله بشارة عام 2009م إن المعلومات الخاصة بالاحتلال الوهابي في سلطنة نجد للأراضي الكويتية ليست تاريخا منفصلا عن تاريخ الجزيرة العربية بل هو جزء منه. وقد درست في عام 1989م تاريخ الجزيرة العربية في معهد عبدالله للعلوم الاجتماعية في عدن وفصل الاحتلال الوهابي للأراضي الكويتية جزء منه وكنت حينذاك برتبة نقيب درست ذلك على أيدي دكاترة سوفيت وخبراء ألمان شرقيين. ملاحظة: عندما تم نشر مقالة الأستاذ عبدالله بشارة في مجلة العربي في العدد 609 لشهر أغسطس 2009م كتبت مقالا طويلا لصحيفة الثورة لنفس شأن مقالة الأستاذ عبدالله بشارة المعنون الكويت وأوجاع الجغرافيا. ومقالي حينذاك كان يتضمن إشادات لمقال عبدالله بشارة وتوضيحات بان ما درسناه عن تاريخ الجغرافيا الكويتية والعدوان الوهابي عليها منذ بداية القرن الماضي وحتى استقلال الكويت عام 1961م معظمه متطابق مع مقالته المذكورة. لكن الإخوة في صحيفة “الثورة” اعتذروا عن نشر المقال وقالوا :السفارة السعودية عيزعلوا.. وهو عذر أقبح من سبعين ذنبا وكأن السفارة هي حاكمة البلاد والعباد لكن الآن اختلف الوضع والحال فلم تعد عندنا سفارة سعودية إلا إذا احترمت نفسها وعملت وفق الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها دولياً.. كما أننا لن نقبل مستقبلاً ملحقاً عسكرياً مثل الملعون صالح الهديان أو الدبلوماسيين المدنيين السعوديين أمثال “الخجفان”: علي بن مسلم أو القحطاني أو الدعيجان أو فلان الفلاني نسيت اسماءهم.. فهم غير شراء الذمم وشراء “كلك نظر” لا يملكون أدنى مهارة. عودة إلى الموضوع: عندما تعهد المعتمد البريطاني في الكويت للشيخ سالم المبارك حاكم الكويت التاسع بأن بريطانيا ستحافظ على حدود الكويتالجنوبية.. “بني الشيخ سالم إستراتيجية في استعادة نفوذ الكويت في المنطقة على هذا التعهد، الذي أتضح فيما بعد أنه لم يلزم الحكومة البريطانية بشيء، ولم تصدر من حكومة بريطانيا سواءً في لندن أو من مكتب شؤون الخليج في الهند ما يوحي بهذا الالتزام، كما أتضح أن الضمان الملزم الوحيد الذي يمكن لبريطانيا أن توفره هو الدفاع عن حدود الكويت في الدائرة الحمراء، كما جاءت في الاتفاقية البريطانية- العثمانية!! المرجع 9 سطور من العمود الأول ص64 من مقالة عبدالله بشارة المنشورة في مجلة “العربي” العدد 609 لشهر أغسطس 2009م بعنوان: “الكويت.. وأوجاع الجغرافيا”.. حول هذا الشأن الموضح في التسعة سطور أعلاه كتب المستشرقون السوفيت ثلاث صفحات مخطوطة مقاس “إيه فور” تحمل نفس الفكرة + توضيح للحقائق المغيبة أوجز الثلاث الصفحات المخطوطة بسطور قليلة أدناه على النحو التالي: * بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة 1918م عدل بل زور البريطانيون بنود اتفاقيتهم مع الدولة العثمانية التي تم توقيعها في 29 يوليو عام 1913م الخاصة بخارطة حدود الكويت شمالاً وجنوباً.. وقد بين السوفيت دليل تزوير الاتفاقية من خلال صورة لبنود الاتفاقية الأصلية الموقعة بتاريخ 29 يوليو 1913م والاتفاقية المزورة في أواخر 1918م والتي تحمل نفس التاريخ السابق أي 29/7/1913م، ففي الاتفاقية الأصلية كانت الحدود الكويتية ممتدة من منطقة أم قصر + 60 كم باتجاه البصرة شمالاً وحتى منطقة الأحساء والدمام والقطيف جنوباً وهي كل لا يتجزأ، بينما في الاتفاقية المزورة قسموا نصف الكويت وأسموها الدائرة الخضراء والنصف الآخر وهي الحدود الحالية لدولة الكويت التي أسموها الدائرة الحمراء.. * بتاريخ 26/12 من عام 1918م أبرمت بريطانيا اتفاقية سرية مع حلفائهم الوهابيين باحتلال المناطق الكويتية التي تقع ضمن الدائرة الخضراء.. * في 1/4/1920م تعهد المعتمد السياسي البريطاني في الكويت “الكابتن ماكولم” تعهد للشيخ سالم الصباح بأن بريطانيا ستحافظ على حدود الكويتالجنوبية.. لكن في الواقع لم يلتزم البريطانيون بتنفيذ تعهدهم والطامة الكبرى أنهم حثوا حلفاءهم الوهابيين على احتلال جنوبالكويت بعد أقل من أربعين يوماً من تعهدهم الكاذب للقيادة الكويتية التي وثقت بهم البريطانيون خانوا الأمانة، كما أوضح المستشرقون السوفيت الأساليب الوحشية التي أتبعها العدوان الوهابي على القوات الكويتية المدافعة عن أرضها.. فضلت أن يكون من مقالة الأستاذ عبدالله بشارة المذكورة أعلاه وتحديداً 9 سطور من النصف الأخير من العمود الأول ص64 من “العربي” العدد 609، حيث قال: “خلال تلك الفترة، فاجأ فيصل بن دويش زعيم الإخوان وشيخ قبيلة مطير المتشدد القوة الكويتية التي كانت تعسكر في منطقة حمض وفتك بها وشتت قواها ونهب مالها من عدة وعتاد، وقد تمكن قائد القوة ومعه بعض المؤيدين من النجاة العودة الى الكويت- يقصد العاصمة- لإبلاغ الشيخ سالم بما تعرضوا له من فظاعة وقسوة تسيّدتها روح انتحارية متطرفة كان ذلك في شهر مايو 1920م”. يتبع عدد الأحد القادم