ما كان يدور وراء الكواليس وداخل الغرف الحمراء بات مكشوفاً ومفضوحاً وواضحاً للعيان.. ثمة لا خلاف بين أعراب الحجاز وأعراب الخليج فهما يعممان ولا يكنان في الحديث عن خلافاتهما، وإنما يقولان بكل غطرسةٍ وعجرفةٍ ووقاحةٍ نريد تقسيم جنوباليمن واحتلال موانئه هذا المشروع الذي كانت تسعى اليه الدويلتان من أعراب الوبر والخيام تحت مبرر دعم شرعية الفار هادي..إن ما تريده دويلة الإمارات وعقيلتها من آل سعود هو إيجاد نظام بديل في اليمن يكون أكثر طواعيةً وعمالةً وولاءً للمنظومة الخليجية تحت إمرة النظام الامبريالي الصهيوني العالمي بقيادة الولاياتالمتحدة سواءً بالأسلوب العسكري أو الأمني الاستخباراتي وهذا بدوره سوف يدخل دول المنطقة برمتها بل العالم في طور جديد ومرحلة مليئة بالمربعات الساخنة إذا سمح له أن يمر دون مقاومة شعبية عارمة أو جماهيرية كاسحة.. فالحرب الدائرة اليوم بالمنطقة حرب بالوكالة لتنفيذ أجندات إقليمية ودولية ومحلية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وربيبتها دويلة الكيان الإسرائيلي لذا جميع السيناريوهات مفتوحة ومكشوفة, بل باتت واضحة، واللاعبون محليون عملاء مرتزقة خونة ومحور الارتكاز دول النفط من أعراب الخيام. يكفي ذر الرماد على العيون.. فيهود العالم بكل صلفهم وحقدهم وإجرامهم وعدوانيتهم لم يعملوها مع بني جنسهم وللأسف الشديد عملوها الأعراب الأجلاف مع بني جلدتهم وعمومتهم وصدق المولى العلي القدير القائل في محكم تنزيله (الأعراب اشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله والله عليم حكيم). سورة التوبة- (96).. المؤسف المشين ما يجري اليوم في جنوب الوطن بأياد سعودية- إماراتية.. واملاءات امبريالية أمريكية صهيونية، وفي ظل صمت دولي وأممي مخزٍ.. كل هذا لتقسيم الكعكة اليمنية وإعادة ورسم الخارطة الجديدة للوطن العربي، وفي ظل زخم الأحداث وتداخل الأزمات وتفاقمها نسوا أو تناسوا هؤلاء أن في اليمن اسوداً ضاريةً والتاريخ خير شاهد على ذلك.. فليرجعوا إلى التاريخ فالأحباش لم يتعظوا من الرومان والفرس و لم يستوعبوا تجارب الأحباش والرومان.. حتى البريطانيون تجاهلوا تلك الدروس والتجارب فكان مصيرهم الرحيل القسري بعد تكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.. صفوة القول: الأزمة الحقيقية التي تعيشها اليوم أنظمة الوطن العربي بل أنظمة العالم اجمع هي أزمة أخلاق وقيم ومبادئ وسلوك.. وهذا ما أوصلها إلى الحالة المأساوية الساقطة أخلاقياً وثقافياً وإنسانياً وجعلها في أسفل سلم الحضارة الإنسانية, ولكن مهما تعالت أبراجها لابد لها من لحظة سقوط وانتكاسة مريعة.. وهذه سنة الله في خلقه واعتبروا يا أولي الألباب!!..