مثلما كان متوقعا تميّزت مباراة نصف النهائي الأولى بين المنتخب الألماني، صاحب الأرض، ونظيره الإيطالي، بالقوة والندية ورغم أفضلية نسبية متوقعة هي أيضا، للمنتخب الثاني. المباراة التي انتهت لمصلحة المنتخب الايطالي على ألمانيا بهدفين نظيفين والتي تأهل من خلالها الى المباراة النهائية لكأس العالم الذي تستضيفه المانيا حتى التاسع من الشهرالحالي. وأحكم المنتخب الإيطالي سدّ المنافذ في الشوط الأول بما نجح معه في التحكم في وسط الميدان، مع انتزاع الكرات في الشق الدفاعي من الجهة اليسرى وعكس الهجمات من الجهة المقابلة لإحداث عامل المفاجأة. وأثبتت الخطة جدواها عندما هدّد بيروتا مرمى ليمان منذ الدقيقة الخامسة. ونشط بيرلو في وسط الميدان وعرف كيف يفرض إيقاعه على المباراة حيث زوّد لوكا طوني بعدة كرات أخطرها في الدقيقة العشرين. وفي الدقيقة الرابعة والعشرين، أتيحت فرصة خطرة أخرى سدّد منها ماتيرازي كرة رأسية علت المرمى. وبدا واضحا أنّ المنتخب الألماني لم ينجح في فرض إيقاعه على اللعب، لاسيما بفضل حيوية كنافارو الذي لعب في مركز أكثر تقدما، فيما كان غاتوسو أكثر هدوءا ولكن ثباتا أيضا. وأتيحت للإيطاليين ستّ ركنيات في الشوط الأول في حين أتيحت واحدة فقط لأصحاب الارض. كما لم يقو المنتخب الألماني في فرض السرعة التي يريد والتي قادته إلى الفوز في مبارياته السابقة، لاسيما أنّ المهاجمين الإيطاليين نجحوا في قطع الكرات من مناطق الألمان أنفسهم.غير أنّ ذلك لم يمنع بودولسكي من تسديد كرة قوية علت بقليل مرمى بوفون كانت الأخطر في الشوط الأول.وتميزت بداية الشوط الثاني، باستفاقة المنتخب الألماني الذي أتيحت له فرصة فتح باب التسجيل بواسطة شنايدر غير أنّ الدفاع الإيطالي نجح في تشتيت الكرة.باللاك حزين بعد الخسارة وغيّر المنتخب الألماني خطته الدفاعية حيث اعتمد على دفاع الخطّ بدلا من المنطقة في محاولة للتخلص من حيوية الأطراف الإيطالية التي نشطت في الشوط الإيطالي.ورغم تكافئ الميزان بين الفريقين نسبيا في الشوط الثاني، إلا أنّ أداء الإيطاليين شابه مزيد من الخطورة مقارنة بالشوط الثاني ولاسيما مع ربع الساعة الأخير. وأتيحت ركلة حرة مباشرة للألمان على بعد نحو 19 مترا سدّدها بالاك قوية فوق المرمى في الدقيقة الحادية والثمانين. غير أنّ الإيطاليين ردوا بأروع عملية يقدمها توتي حتى الآن عندما رفع الكرة بالدفاع الألماني لينفرد بيروتا بليمان المتأهب الذي أرجع الكرة بيديه بعيدا عن المرمى.واضطر الفريقان إلى خوض الشوطين الإضافيين الذي استمر فيه الإيقاع نفسه والنسجان أنفسهما من قبل كلا المنتخبين لاستثناء رأسية ضعيفة من ماتيرازي جانبت المرمى. وأتيحت ركنية للألمان في الدقيقة الخامسة والتسعين من دون جدوى. ثمّ تصدى ماتيرازي برأسه لكرة قوية جدا من لام على خطّ منطقة الجزاء. وأتيحت الفرصة الأبرز طوال المباراة في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الأول عندما وزّع بالاك كرة دقيقة تلقاها بودولسكي برأسه وهو في مواجهة بوفون غير أنّه أطاح بها خارج المرمى. وبدأ الشوط الإضافي الثاني بهجوم ألماني أسفر عن ركنية صدها ماتيرازي ليعكس الإيطاليون هجوما أسفر بدوره عن ركنية لمصلحتهم تلقى ليمان ببراعة كرتها.وكانت الدقيقة ال111 الأخطر على الفريقين في المباراة، فقد كاد ديل بييرو يفتح باب التسجيل عندما انفرد بليمان ومن الهجمة المرتدة نفسها، كاد بودولسكي يسجّل غير أنّ بوفون أخرج الكرة ركلة ركنية. وسدّد ديل بييرو كرة سانحة إثر ذلك خارج المرمى رغم أنّه كان في مواجهة ليمان. ثمّ كاد بيرلو يسجل من كرة قوية أخرجها ليمان ببراعة ركنية وعادت منها إلى بيرلو الذي مررها بكل ذكاء إلى غروسو الذي حوّلها بطريقة ولا أورع في الزاوية المعاكسة لمرمى ليمان معلنا هدف المباراة الثمين. جاء الانهيار الألماني في ظرف دقيقة واحدة حيث ومن هجوم معاكس مرّر جيلاردينو كرة ثمينة إلى ديل بييرو الذي انفرد بالحارس ليمان مسجلا الهدف الثاني في الدقيقة الأخيرة. تاريخ الفريقين ويعد لقاء اليوم شرسا بكافة المقاييس في ظل تقارب الفريقين في نواحي عدة، فكلاهما فاز بالبطولة ثلاث مرات في تاريخه كما أن كليهما لم يذق حلاوة رفع الكأس منذ فترة طويلة، حيث كانت آخر مرة للمنتخب الألماني في عام 1990 بينما لم يحمل المنتخب الإيطالي الكأس منذ إسبانيا عام 1982. ولكن التاريخ قد يرجح كفة الفريق الإيطالي، حيث سبق للفريقين أن التقيا 28 مرة من قبل انتهت 13 مرة منها بفوز المنتخب الإيطالي مقابل سبعة فقط للمنتخب الألماني. ولم يسبق أن التقى الفريقان في الدور نصف النهائي لبطولة كأس العالم منذ نهائيات عام 1970 التي اقيمت في المكسيك والتي انتهت بفوز إيطاليا 4-3. وكان آخر لقاء للفريقين مباراة ودية اقيمت على ملعب فلورنسا وانتهت بفوز الفريق الإيطالي 4 - 1 . وفاز المنتخب الألماني في سبع مباريات من آخر تسع مباريات لعبها كما أنه سبق له لعب المباراة النهائية في كأس العالم سبع مرات وفي حال فوزه في مباراة اليوم سيكون المنتخب الوحيد الذي وصل للمباراة النهائية ثماني مرات. أما الفريق الإيطالي بدوره فلم يهزم طوال مبارياته الثلاث والعشرين الماضية كما ان مرماه لم يمن سوى بهدف واحد في هذه البطولة وأحرزه عن طريق الخطأ لاعبه كريستيان زاكاردو خلال مباراة الفريق مع الولاياتالمتحدة. كما لم يخسر المنتخب الإيطالي في كأس العالم خلال عشرين عاما مضت سوى بضربات الجزاء الترجيحية وكانت آخر هزيمة نالته في إطار الوقت الأصلي للمباراة على يد المنتخب الفرنسي (2- صفر) في نهائيات المكسيك عام 1986. وفشل المنتخب الإيطالي في الوصول للدور نصف النهائي خلال الدورتين السابقتين في فرنسا 98، وكوريا واليابان 2002 التي خسر فيها في الدور ربع النهائي بالهدف الذهبي.