في ظل غياب الرؤية الفلسفية الموحدة للتربية العربية المعاصرة والمذاهب المتنافرة.. والايدلوجيات المتناحرة التي تعيشها اليوم الامة العربية والاسلامية قاطبة نتيجة السياسات التسلطية والقمعية التي افرزتها ثورات الربيع ما ادت الى ضعف مقومات الامة وادخالها في مشاحنات ومناكفات وثورات وحروب اهلكت الحرث والنسل وجعلها خارج مدار التاريخ المعاصر.. فالتصور الاسلامي نابع من التاريخ والتراث والثقافة الاسلامية التي مصدرها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لانها تحفظ للانسان كينونته وكرامته وانسانيته وحقوقه وكل ما يتعلق بشؤون حياته الدنيوية والاخروية لكن من الشيء المعيب ان يكون بين ايدينا ذلك التراث العربي الاسلامي الحضاري الضخم الذي استمر زهاء ستة قرون كاملة من القرن السادس الميلادي حتى القرن الثاني عشر الميلادي والذي لولاه لما كانت حضارة الغرب اليوم تسرح وتمرح في ردهات واروقة ساحات ومراكز العلم والبحوث المعاصرة.. لا يخفى على احد ان ما تمر به الامة العربية والاسلامية اليوم من نكسات وانتكاسات وصراعات سياسية وعرقية ومذهبية اساءت للاسلام قبل ان تسيء للمسلمين والعالم الاسلامي.. لذا لابد للرجوع الى منابع تراثنا وموروثنا التاريخي والثقافي والحضاري الاصيل حتى نعيد للانسان العربي كرامته المهدورة ونعيد بناءه بناءً من وحي ثقافته التاريخية والحضارية الاسلامية بعيداً عن التطرف والتعصب المذهبي او الفكري.. دون ذلك تكون الامة العربية والاسلامية في مهب الرياح.. من خصائص الثقافة الاسلامية ومنهاج الاسلام الخالد انه يدعو الى الوسطية والاعتدال في كل امر يخص الحياة الدنيوية او الاخروية فهي رسالة شاملة تخص كل مراحل حياة الانسان منذ الميلاد حتى الموت فهي تجمع بين الدين والدولة وبين الدين والعلم وبين العلم والاخلاق عكس الحضارات والثقافات الغربية التي تنظر للانسان من منظور مادي بحت.. لذا لابد ان نفيق من هول الصدمات والتأثر بما يدور في تلك المجتمعات من ماديات واباحية مطلقة وتفسخ وانحلال ومجون.. فالطريق الى ذروة المجد شاق وطويل واولى خطواته تبدأ في اقامة فلسفة تربوية نابعة من موروثنا الثقافي الحضاري الاسلامي.. فاليوم ما يدور في تلك المجتمعات من انحلال واضمحلال اخلاقي واجتماعي يشيب له الولدان وانتم تشاهدون ذلك بأم اعينكم عبر النت والشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل المختلفة وغيرها حتى اطلقوا على الانسان بأنه حيوان بيولوجي واحياناً حيوان اجتماعي او حيوان ناطق كل هذا كي ينزلوه مرحلة الحيوانية.. ونسوا او تناسوا انه معجزة الله في هذا الكون الواسع الشاسع وخليفة الله في ارضه الذي رفع على اكتافه رسالة العدل والخير والسلام.. لذا اذا لم نتمسك بمقومات موروثنا التاريخي والثقافي والحضاري والروحي سنظل اقزاماً في نظر تلك المجتمعات والشعوب الذين يتشبثون بعقائدهم وموروثهم التاريخي والثقافي والحضاري والروحي ويحسبون انهم على هدى وانتم على ضلال.. لذلك هم تعملقوا ونحن تقزمنا..!!