من العراق الى لبنان تعود الثورات الملونة لكن هذه المرة خريفية وهذا لا يعني ان هذين البلدين لا يحتاجان الى ثورات على الانظمة التي صممتها قوى الاستعمار الامريكي الجديد والفرنسي القديم. فالنظام الطائفي في العراق المزخرف بدمقراطية المحاصصة الطائفية والمذهبية والعرقية صمم في ظل الاحتلال الامريكي ومندوبه السامي في النصف الاول من تسعينيات القرن الماضي (بريمر) وقدم على اساس انه البديل لدكتاتورية صدام حسين ومرر الاحتلال الامريكي ما يريده للعراق مستغلا التراكم التاريخي وقسوة الهيمنة الاحادية المذهبية ثم العلمانية المناطقية التي صبغت النظام في عهد حزب البعث وتركزت أكثر في عهد صدام حسين فجاء الاحتلال الامريكي بنظام المحاصصة الطائفية ليمهد لتقسيم العراق واريد تمرير ذلك عبر الإرهاب والفوضى ليكون البديل التقسيم لكنه فشل وبقيت معه ورقة الفساد الذي انتجه شكل الدولة المفروضة من الاحتلال ونعني هنا نظام المحاصصة الطائفية والذي لا يمكن ان ينتج إلا نظاماً فاسداً ضعيفاً. باختصار خروج العراقيين كان مسألة حتمية وتوقيت الآن خاطئ ولن يحقق قيام دولة عراقية ديمقراطية قوية وقادرة وعادلة بل الذهاب إلى الفوضى والمطلوب أن يعي الشعب الجذور الحقيقية لكل مصائبة وتعي القوى السياسية انها تسير في طريق مدمر لها وللعراق البلد والشعب. أما لبنان فقد صمم نظامه الطائفي تحت الانتداب الفرنسي في عشرينات القرن الماضي لتقسيم الشام وفقاً لإتفاقية سايكس بيكو وعلى نحو يحقق وعد بلفور فبدأ الترويج للبنان الكبير المنفصلة عن سوريا رغم وقوعهما معاً تحت الانتداب الفرنسي وعن فلسطين التي كانت مع شرق الاردنوالعراق حصة بريطانيا وكان هذا التقاسم في تركه الرجل المريض بعد الحرب العالمية الأولى هدفه تنفيذ وعد الاستعمار البريطاني في إقامة دولة لليهود على حساب أبناء الأرض الحقيقيين في فلسطين وبقية الحكاية معروفة. في اربعينيات القرن الماضي انتصرت الثورة السورية على الاستعمار الفرنسي الذي لم يخرج إلا وقد قسم سوريا الكبرى إلى جزئين سوريا الحالية ولبنان الذي كانت قوة النظام الطائفي ترتفع وتنخفض وفقاً لمنسوب ضعيف وقوة النظام العربي لكنه لم يلغ نظام الاقطاع السياسي فيه وكان هذا البلد الصغير نقطة تقاطع وتصادم القوى الاقليمية والدولية في فترة التراجع العربي وتحول الدولة للتأثير على المشهد الاقليمي من مصر الثورة الناصرية التحررية إلى أدوات الاستعمار الغربي أنظمة النفط الرجعية في شبه الجزيرة العربية والخليج والتي استمرت تؤدي دورها وفقاً لمخططات مشاريع الامريكان والأوروبيين والصهاينة حتى اليوم الذي فيه تشهد المنطقة متغيرات في الانتصارات التي يحققها محور المقاومة تنبى بتحولات كبرى لو قدر لهذا المحور ان يكون على مساحة جيوسياسية واحدة مترابطة من شأنها تغيير المنطقة بإتجاهات تحقق مصالح شعوب هذه الأمة بعد أنهاء الغدة السرطانية – كيان العدو الاسرائيلي- وأنهاء الأدوار المدمرة لأنظمة البتردولار وعلى رأسها النظام السعودي. وجميع هؤلاء يلعبون آخر أوراقهم اليوم بدفع العراقولبنان إلى الفوضى وإذا ما ربطنا هذه كله بالحرب العدوانية الوحشية القذرة الشاملة على الشعب اليمني المستمر للعام الخامس على التوالي والتي وصلت إلى هزيمة محور تحالف الشر وانتصار شعبنا الصابر المظلوم فذهبوا لاشعال العراقولبنان علهم ينجحون في استخدام الآم الشعوب ومعاناتها في حماية الانظمة التي صمموها لكن تقول لهم انكم تراهنون على أوهام ساقطة وسيحصل التغيير في العراقولبنان ينتصر اليمن ليبدأ التحول باتجاهات مغايرة تتجاوز ما بنيتم عليه مخططاتكم لابقاء المنطقة تحت السيطرة الامريكية الغربية الصهيونية..