بميلاد الرسول الاكرم والنبي الاعظم محمد عليه وعلى آله افضل الصلاة واتم التسليم ولدت امة كانت مشتتة الى قبائل متصارعة تغزو وتقتل بعضها بعضا ولم يكن فيها من اشراقة سوى تلك التي حملت بشرى القادم الجديد الرسول والرسالة, وماعدا ذلك يعتبر استغراقاً في الجهل والعصبيات المؤدية الى الانحطاط والهلاك. من اجل ذلك كان لا بد ان يكون هناك انقاذ الهي لها فكان الميلاد وكانت البعثة الإلهية التي تجسدت في اكرم واعظم خلق الله جمالاً وخلقاً ليجتمع فيه نور العقل والروح وضياء الحكمة التي استطاع بها تطويع اشد القلوب قسوة واكثر العقول تحجراً. ولانه نبي فقد كان لحركته لتغيير هذه الامة قدرات لا تتكرر، فتحمل بغي وظلم وطغيان مشركي قريش وعصبة الكفر في الجزيرة العربية ولان المواجهة لا تحتاج لحمل السيف بقدر ماهي بحاجة لبناء الروح الايمانية الجهادية القادرة على تحمل الشدائد مهما بلغت وفي البداية كانت المواجهة اختبارا للايمان وعبر عنه آل ياسر الذين هزموا اساطير الكفر والضلال بقوتهم الايمانية وكان بلال بن رباح سيداً بقوة الايمان امام عبيد الاصنام.. كان الحصار في شعاب مكة وكانت الهجرة بالايمان الى بلاد الحبشة وكانت الرحلة الى الطائف نهاية معاناة وبداية تحقق الوعد الإلهي بالنصر بايمان الانصار لتكون الهجرة الكبرى الى يثرب التي اصبحت باحتضانها لرسول الله ولمؤمني مكة واحة الايمان وبداية الانطلاقة لفتح مشارق الارض ومغاربها. فكانت اول المواجهة العسكرية الحقيقية هي معركة بدر الكبرى والتي لم تكن وليدة لحظتها وانما هي نتاج كل التحديات التي واجهتها الدعوة الاسلامية المحمدية بقيادة الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم. والأن النصر من عند الله للمؤمنين الصادقين الذين لم تشب عقولهم وارواحهم اية اطماع دنيوية عدا مقارعة المستضعفين لاولئك البغاة المتجبرين الذين اجتمعوا في بدر اما الرسالة الثانية فكانت تربوية قاسية لتأكيد ان الناصر والمنتصر هو الله وهذه هي غزوة احد وهي التي شجعت المشركين على غزو مدينة رسول الله وكانت القيادة العسكرية الفذة التي لم يسبق ان عرفها العرب والعجم فقد اجتمعت احزاب قوى الضلال الظلامية لتلتقي على مشارف مركز انطلاق الاسلام الاول «المدينةالمنورة» وتستتبع انتصار رسول الله الالهي انتصارات على اليهود الذين عاثوا فساداً قبل البعثة النبوية واثنائها فأشاعوا الربا واعتاشوا من الفتنة بين الاوس والخزرج الذين وحدهم الاسلام ليصبحوا انصاره كانت الرحلة الاولى لاستعادة بيت الله الحرام التي انتهت بخوض اول معركة سياسية تمثلت في صلح الحديبية مهدت بنودها لفتح مكة رغم عدم ادراك المسلمين لابعادها ليصل بهم الامر الى الاحتجاج الذي تبين لهم فيما بعد انه طريق الفتح الذي به وما بعده استكملت بنية الامة في شبه الجزيرة العربية لتبدأ الانطلاقة لايصال الدعوة للعالمين والناس اجمعين فسقطت امبراطوريات وهزمت اقوى الجيوش امام من كانوا اشتاتاً تغلب عليهم الاحقاد والضغائن لا يأبه بهم احد واصبحوا بنعمة الاسلام اخواناً وامة هداية نشراً لرسالة الحق والعدل والرحمة والتسامح مع المستضعفين وسيفاً في وجه المستكبرين والطغاة والظالمين الذين لم تنفعهم قوتهم امام قوة الايمان والارادة وسيوف حاملي المبادئ والقيم التي جاء بها من ربه الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. وهكذا كان النبي محمد صلوات الله عليه واله وسلم والاسلام عنوانا واحدا للعزة والكرامة والمجد والسؤدد. * رئيس هيئة الإسناد اللوجيستي