قالت وكالة ايتار تاس للانباء يوم الاثنين ان رئيس جهاز أمن الدولة أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمقتل زعيم الثوار الشيشان شامل باساييف الذي يتصدر قائمة المطلوب القاء القبض عليهم في روسيا. ونقلت الوكالة عن نيكولاي باتروشيف قوله لبوتين ان باساييف الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم على مدرسة في بيسلان عام 2004 والذي قتل خلاله أكثر من 330 نصفهم أطفال وعن سلسلة من الهجمات الاخرى لقي مصرعه هو ومقاتلون شيشان آخرون. وقال نيكولاي إن باساييف كان يخطط لشن هجوم ارهابي في جنوبروسيا ليتزامن مع استضافة البلاد لقمة مجموعة الثماني التي يحضرها زعماء العالم مطلع الاسبوع المقبل. وذكرت وكالات انباء روسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نيكولاي باتروشيف قائد الامن الوطني عقب سماعه نبأ مقتل باساييف أن قتله على أيدي قوات الامن الروسية "جزاء استحقه" لشنه هجمات عنيفة في روسيا. شامل باساييف ولد شامل باساييف عام 1965 في قرية فيدينو الشيشانية. عام 1987 انتسب لمعهد الهندسة في موسكو ولدى تخرجه التحق بالجيش السوفيتي لأداء الخدمة العسكرية. بعد ذلك اشتغل بالتجارة في موسكو وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي عاد إلى الشيشان. شامل باساييف هو أحد ثلاثة إخوة. و قد كان شقيقه الأكبر شيرفان باساييف قائد مدينة باموت خلال الحرب الشيشانية الأولى أما شقيقه الأصغر فاستشهد عام 1995 في فيدينو. تزوج باساييف من زوجته الأولى، و هي أبخازية، عندما مشاركته في الحرب التي خاضتها أبخازيا لاستقلالها عن جورجيا. وله من هذه الزوجة صبي وأربعة بنات. و في عام 1999 تزوج للمرة الثانية من شيشانية و أنجب منها بنتا. عندما أعلنت الشيشان استقلالها عام 1992 قام بتشكيل "وحدات المجاهدين الخاصة" التي وجهها للنضال ضد المنظمات الروسية السرية والجيش الروسي كما شارك في تحرير اقليم أبخازيا المسلم من الاحتلال الجورجي في عام 1992 . توجه إلى ولاية "هوست" الأفغانية عام 1994 حيث بقي هناك بين شهري إبريل ويوليو و من ثم عاد إلى الشيشان من أجل الدفاع عن الرئيس جوهر دوداييف إثر اندلاع حرب داخلية في الشيشان وشارك في العمليات التي استهدفت مجموعات المعارضة المسلحة الموالية لروسيا. عند احتلال القوات الروسية للشيشان في ديسمبر 1994 أصبح باساييف قائد جبهة فيدينو. وقد خطط لعملية احتجاز الرهائن في مدينة "بودينوفسك" الروسية بتاريخ 14 يونيو 1995. و كانت هذه العملية الشهيرة الناجحة تهدف للفت أنظار العالم للاحتلال الروسي للشيشان و الفظائع التي يرتكبها في الجمهورية. في شهر إبريل من عام 1996 انتخب قائدا للقوات الشيشانية المسلحة و أدار الهجمة الكبيرة التي استهدفت جيش الاحتلال الروسي في مدينة جهار قلعة عند نهاية الحرب الروسية الشيشانية الأولى. وأجبرت هذه العملية روسيا على القبول بمطالب المقاتلين والانسحاب من الأراضي الشيشانية. استقال شامل باساييف فى ديسمبر 1996 من رئاسة القوات الشيشانية المسلحة كي يغدو بمقدوره ترشيح نفسه لمنصب الرئاسة في الشيشان. أجريت هذه الانتخابات في 27 يناير من العام التالي وفاز بنسبة 23.5% من الأصوات ليحتل بذلك المرتبة الثانية. في إبريل 1997 عين الرئيس أصلان مسخادوف باساييف رئيسا للوزراء. كما انتُخب رئيسا لكونجرس الشعبين الشيشاني والداغستاني الذي تأسس بتاريخ 26 يونيو 1998. و بموجب قرار اتخذه الكونجرس في اجتماعه الثاني أصبح باساييف أمير مجلس الشورى الإسلامي الذي أسس في 1 اغسطس 1999 . عند مهاجمة الوحدات الروسية لمنطقة بوتليخ الداغستانية في 12 أغسطس 1999 توجه شامل باساييف إلى هذه المنطقة لمساعدتها والدفاع عنها. و عاد إلى الشيشان مطلع شهر سبتمبر من العام نفسه إثر غزو روسيا للشيشان مجددا ، حيث واصل النضال ضد الاحتلال الروسى ونفذ هجمات عدة ضد القوات الروسية في الشيشان وجمهوريات القوقاز الأخرى وخاصة أنجوشيا المجاورة للشيشان . وأعلن باساييف مسئوليته عن الهجوم الذي استهدف مقار قوات الأمن الروسية في جمهورية نالتشيك في القوقاز في منتصف أكتوبر 2005 والذى أدى إلى مقتل 140 جنديا روسيا وجرح 140 آخرين. كما أعلن باساييف مسئوليته عن عملية احتجاز رهائن في بيسلان في اوسيتيا الشمالية في القوقاز في سبتمبر 2004 والتي انتهت بمقتل 331 شخصا إلى جانب 31 مسلحا من منفذي الهجوم.