الصحافة وصفت ب”السلطة الرابعة” ومهنة الصحفي وصفت بأنها “مهنة البحث عن الحقائق”.. وبطبيعة الحال فإن البحث عن الحقائق هو واجب وطني قبل ان يكون واجب مهني ويهون في سبيلها أي متاعب حتى لو يرتفع سقفها إلى حد المخاطر وبحسب طبيعة القضايا المتناولة ولعل اهمها واخطرها قضايا الاغتيالات.. فالبحث أو الكتابة عنه أو حول قضايا الاغتيالات يعتريها كثير من المصاعب لاسباب موضوعية مثل: انعدام المعلومات أو شحتها احياناً أو تضارب المعلومات ونسبية مصداقيتها احياناً اخرى, اما السبب الذاتي فهو خوف الغالبية العظمى من الصحفيين والاشخاص غير الصحفيين من مخططي ومنفذي الاغتيالات ويزداد وجلهم عندما يكونوا متنفذين.. في واقعنا اليمني شهد عام 1977م ابشع اغتيال لم يشهده تاريخ اليمن المعاصر قط ألا وهو اغتيال الزعيم الخالد ابراهيم محمد الحمدي واخيه عبدالله وذاك الاغتيال الجبان قد خلف كثير من التداعيات التي هزت اليمن واستثار ببشاعته كل عوامل الغضب الذي كان ومازال مخزوناً حتى اليوم.. إن كل اليمنيين الشرفاء كانوا ومازالوا يحملون وجع ومرارة اغتيال الزعيم ابراهيم الحمدي تلك الجريمة النكراء التي لم تستهدف حياته فقط, بل استهدفت مشروع الدولة الذي بدأ الشهيد الحمدي بوضع مدامكيه الاولى.. البعض من ناسنا اليمنيون لازالوا يضمدون وجعهم لكن لسان حالهم يقول انه لا امل في ارجاع عجلة الزمن الماضي!! غير مدركين ضرورة ودواعي كشف الحقيقة ولو بعد حين.. وغير مدركين انه بعد اغتيال الحمدي واخيه والى قبل 5سنوات كانت الاغتيالات ظاهرة ازهقت ارواح العديد من الشخصيات العامة وهذا الفعل البشع اسهم كثيراً من الناس باستشرائه بسكوتهم عنه.. وغير مستوعبين ان دماء الحمدي وغير الحمدي لا تنتهي بالتقادم.. أما القلة من اصحاب المصالح الضيقة فقد لبسوا جلوداً جديدة وحللاً جديدة تتماشى واتجاهات والوان سلطات ما بعد الحمدي والتي اخذ مكانها غير الطبيعي لسنوات طويلة والتي حاولت مسح الانجازات التي تحققت في عهد الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي الذي لا يزيد عن ثلاث سنوات واربعة شهور فقط.. وخلال تلك الفترة القصيرة بعمر الزمن والكبيرة بالانجازات التي تحققت في عهده اهمها: 1) التقارب مع قيادات الشطر الجنوبي من الوطن والتهيئة لإعلان الوحدة اليمنية.. 2) تحرير القرار اليمني في الشطر الشمالي من الوطن من الوصاية السعودية.. 3) استطاع الحمدي بمرونة اسكات اصوات رصاص البنادق وقذائف المدافع في المنطقة الوسطى واستبدلها بلغة الحوار والتفاهم مع منظمة المقاومين.. 4) بلغت جهود الحمدي ذروتها بخطوات كثيرة بغية بناء عهد جديد لدولة النظام والقانون.. وغيرها من الانجازات التي اكسبته شعبية واسعة على الصعيدين الداخلي والخارجي- الله يرحم الحمدي- كان ولازال اسطورة حية لا تموت ومع ذلك فإن جريمة اغتياله التي تمت بتخطيط وهابي سعودي وبتنفيذ يمني ظلت بطي الكتمان 42عاماً حيث ارادوا لها اعداء الوطن من ال سعود واليمين الرجعي المحلي ارادوا لتفاصيلها وبراهينها ان تموت بالتقادم.. صحيح ان كثيرا من اليمنيين يعرفون ان مخطط الاغتيال وهابي سعودي والمنفذين يمنيين لكنهم خافوا وسكتوا ولم ينبسوا بكلمة!! انه الخوف للاسف.. وصحيح ايضاً ان قليل جداً جداً من الناس يمنيين وسعوديين عارفين حكاية “سيد الأدلة” لكنهم لم ينبسوا ببنة شفه للاسف الشديد.. وظلت تفاصيل الجريمة مدفونة 42عاماً.. لكن بعون من الله وبجهود حثيثة من قبل اخواننا وزملائنا منتسبي دائرة التوجيه المعنوي وعلى رأسهم الاخ العميد يحيى سريع مدير الدائرة- رئيس تحرير هذا الصحيفة- والاخ العميد عبدالله بن عامر نائب المدير للاعلام نائب رئيس التحرير استطاعوا كسر حاجز الخوف منذ اكثر من عام فبعد بحث مضني وجهود كبيرة وحثيثة “ازاحة دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة الستار على معلومات ووثائق وشهادات تمكنت من الحصول عليها والوصول اليها عن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد ابراهيم محمد الحمدي ضمن احداث الانقلاب الدموي الذي شهدته صنعاء بعد ظهر الثلاثاء الموافق 11أكتوبر عام 1977م”.. - المرجع ثلاثة سطور وربع من مقال قسماً لو تنطق الأحجار المنشور في صحيفة “26سبتمبر” (العدد 2098 صفحة2).. المؤتمر الصحفي لدائرة التوجيه المعنوي في 26نوفمبر الماضي- أي قبل اربعة ايام- عقدت دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة مؤتمراً صحفياً بالعاصمة صنعاء بحضور العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والعسكرية وممثلي وسائل الاعلام الوطني والخارجي تناول خلاله العميد عبدالله بن عامر نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة في تقرير دقيق وموثق تفاصيل جريمة اغتيال الشهيد ابراهيم محمد الحمدي كاشفاً لابناء شعبنا اليمني العظيم ولكل احرار العالم ولاول مرة وبعد 42عاماً الدور الاجرامي الدموي للنظام السعودي وادواته الداخلية المنفذة لواحدة من ابشع جرائم الاغتيال لقائد وطني يمني استثنائي تكشفت فيه امال وتطلعات الشعب اليمني في بناء دولة يمنية موحدة ومستقلة متحررة من كل اشكال الهيمنة والوصاية الخارجية.. السطور الستة اعلاه تطلبها سياق هذه المادة وهي ديباجة أو مقدمة التغطية الاعلامية الضافية للمؤتمر الصحفي والمنشورة في صحيفة “26سبتمبر” العدد(2099) بتاريخ 27/11/2019م في صفحتي (2+3) من الصحيفة والمتضمنة تقرير رسمي شامل عن جريمة اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي وبقية التفاصيل التي وردت بحيز صفحتي الصحيفة لا يمكن اختزالها هنا جميعها في بقية حيز هذه المادة لكن يمكن ايراد وجز الوجيز لاهم محتويات التقرير والخص ذلك بثلاثة بنود وهي كالتالي: 1) دائرة التوجيه المعنوي كشفت تفاصيل انقلاب 11أكتوبر 1977م وكذلك تفاصيل جريمة اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي واخيه عبدالله واسماء الضالعين بتنفيذ الجريمتين من افراد وجهات سعودية وافراد يمنيين وذلك استناداً إلى ادلة ووثائق دامغة واقوال شهود عيان وشهود آخرين من الثقاة.. 2) دائرة التوجيه المعنوي اضطلعت بمسؤولياتها تجاه رئيس ضحى بنفسه من اجل شعبه ووطنه على اعتبار ان قضية اغتيال الحمدي لم تكن قضية تتعلق باسرته بل قضية تتعلق بالشعب والوطن ولهذا فقد تم التعامل معها من منظور وطني واخلاقي وانساني.. 3) وضعت الدائرة التقرير وكل ما توصلت اليه تحت تصرف الجهات المختصة بالتحقيق.. خلاصة القول ان دائرة التوجيه المعنوي قد ادت واجبها الاعلامي والوطني واكثر وبشكل نوعي اشاد به الرأي العام الذي ينتظر من الجهات المختصة بالتحقيق ان تقوم بواجبها على وجه السرعة وتبدأ فوراً بالاجراءات القانونية اللازمة.. والله ولي التوفيق