صمود الشعب اليمني الأسطوري حدد مسار انتصار الأمة معركتنا مع أمريكا.. وستخرج قواتها من المنطقة إما أفقياً وإما رأسياً أدوات العدوان في الداخل والخارج بيادق مترنحة تساق كالنعاج في حلبة صراع محور الخير والشر لا منطقة رمادية تقرير: طاهر العبسي احمد الزبيري صفقة القرن لن تمر، وترامب ونتنياهو وبنو سعود وبن زايد الى الجحيم، ومن يعتقد أن المنطقة ستترتب وفقاً لمصلحة الكيان الصهيوني ومعركة أمريكا للهيمنة العالمية والتي يراد نقلها الى أماكن أخرى تجمع الدراسات والتحليلات أن فهمها يتجه نحو الصين وتطويق روسيا ومنع تمددها نحو البحر المتوسط والمنطقة العربية وغرب آسيا، وهذا لن ينجح لأن ما عملت عليه أمريكا وإسرائيل وأدواتهما في المنطقة تحول الى سراب، والاستنتاج الأهم لهذا الفشل هو فلسطين وقضيتها العادلة التي يراد تصفيتها بهذه الصفقة.. ترامب والعنصريون الصهاينة والرجعية العربية يبنون مشروع صفقتهم على الدمار الذي عملوا عليه طيلة الثلاثة العقود السابقة، لاسيما في العراقوسورياواليمن وليبيا، وكل هذا ما كان له أن يحصل لولا تحييد مصر وتكبيلها باتفاقية كمب ديفيد لتصير مرتهنة لمشاريع الأمريكي والصهيوني.. والأسوأ أنها صارت تتحرك في هذا الاتجاه وفقاً لمشيئة المال السعودي الإماراتي.. كل مشاريعهم سقطت أو في طريقها الى السقوط، وصفقة القرن التي يعتقدون أنها طوق النجاة الأخير لكل أطراف محور الشر، سوف تكون الثقالة التي تغرقهم في قعر بحر الدماء التي سفكوها في هذه المنطقة التي كل ما يجري فيها في مساره العام يمضي نحو النصر للسيادة والاستقلال والتي لن تكتمل إلا بتحرير فلسطين من النهر الى البحر، وقد أتخذ القرار بهذا الاتجاه بدءاً من إخراج القوات الأمريكية من المنطقة، والانتصارات التي يسطرها الشعب اليمني وفي طليعته أبناؤه الميامين الأبطال الشجعان منتسبو الجيش واللجان الشعبية تؤكد هذه الحقيقة، وإذا ما ربطنا كل هذا بانتصارات سوريا واعتمالات ما يجري في العراق ومنطقة الخليج يعطينا الملمح الأبرز لمسارات هذا الصراع الذي هو بكل تأكيد وجودي، فإما أن نكون أو لا نكون.. فإما أن نكون أمة تستحق أن تحيا حياة حرة كريمة مستقلة.. موحدة الهدف، أو تخضع لمشاريع الإبادة والمحو الجغرافي والتاريخي، وهذا ما لا ينبغي أن يكون، وصمود الشعب اليمني الذي يشهد له العالم أنه أسطوري أمام تحالف عدوان غير مسبوق في إمكاناته العسكرية والمالية والإعلامية وعلى مدار ما يقارب الست السنوات كافٍ لفهم نهاية هذا الصراع في المنطقة كلها، فكيف إذا ما نظرنا لطبيعته الاشمل على امتداد خارطة هذه المنطقة المثخنة بأوجاع استهداف قوى الهيمنة والاستكبار وأذنابها التي وضعت كل بيض نفطها في سلة الاستعمار الغربي والصهيوني.. كم هي مشاهد أحد حاخامات الوهابية التكفيرية الإرهابية وهو يؤم أحبار بني صهيون في صلاة قبلتها البيت الأبيض من أجل تشريف الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين.. أنها صلاة ترامبية ومصلاها محرقة جديدة يسعون إليها على أجساد العرب الفلسطينيين.. ان فهم هذه الحقائق يجعلنا ندرك ان التضحيات والدماء الزكية الطاهرة التي نقدمها اليوم في معركة التحرر الكبرى هي المحرقة التي ستلتهم نارها كل تلك المشاريع التآمرية القذرة التي تعيش شعوب امتنا ويلاتها في صورتها الابشع لاكثر من قرن.. يفترض ان يكون هذا كله مستوعباً من وقت مبكر وهذا لم يحصل لان اعداء الامة الداخليين والخارجيين عملوا على مسخ العقول وتشويه الحقائق وتغييب الذاكرة منذ زمن طويل, فإننا نجد انفسنا نقدم التضحيات وشلالات الدماء والتي نراهن انها ستوقظ الامة من سباتها وهو رهان منتصر.. اليوم صار اللعب على المكشوف وما محاولات بني سعود الانحراف بقيم ومبادئ ديننا الاسلامي وهوية الامة الايمانية نحو ايجاد اسلام متصهين على غرار المسيحية الصهيونية الا تجسيداً لنهج يقرب من هزيمة هذا المشروع الاستعماري التقسيمي العنصري الاستئصالي.. يكفي التوقف عند صمود الشعب اليمني وتصديه لهذا العدوان والانتصار عليه لتحديد الاتجاه.. في اليمن امامنا نموذجان الاول قوي بايمانه وارادته وحقه في السيادة والوحدة والاستقلال لوطنه والاخر آمن بنفط بني سعود وابن زايد وقوة امريكا ومكر اليهود.. لهذا هم اليوم يهزمون ولا خيار امامهم الا الاستمرار في العبودية المختارة لاشر خلق الله.. اما الاول فهو ينتصر رغم كل هذا التكالب عليه وهذا يكفي لاستيعاب الدرس واخذ العبرة وتصويب البوصلة نحو اعادة تصحيح المسار بعد ان كشفت كل الاوراق واتضحت الاهداف والغايات التي كان يريدها تحالف الشر من حربه العدوانية الاجرامية القذرة والشاملة على الشعب اليمني.. فرداء الاسلام الوهابي قد اهترى وشعارات القومية والمدنية قد فقدت معناها بعد ان اصبح جميع هؤلاء يتدثرون بوهم حداثة «النيوليبرالية» التي تعني الارتماء في احضان اعداء الامة حتى وان كانوا يمارسون عليهم كل اشكال الذل والامتهان ويعضون اليد التي تمتد اليهم لتحريرهم من اغلال اوهامهم حتى يستعيدوا انتمائهم وهويتهم وانسانيتهم وهم يرفضون كل هذا وكأنهم قد استمرأوا كل ما هم فيه الى حد التلذذ بالعبودية لفتات المال النفطي المدنس الذي مسخ آدميتهم وجعلهم بيادق مترنحة تدار بالريمونت بانتظار لحظة السقوط النهائي.. وبالضربة القاضية؟!