الإنسان اليمني منذ عقود يعاني حياةً معيشيةً مترديةً جداً في كل النواحي المعيشية والصحية وغيرها، إلى درجة تصنيف اليمن أنها من بين الدول الأكثر فقرا في العالم بسبب سياسات الأنظمة السابقة لهذا البلد الغني رغم ثرواته الطبيعية ، وازداد الوضع سوءاً بسبب العدوان والحصار والحرب الشعواء التي استهدف فيها الرضيع والطفل والمرأة والشيخ ، ومنشآت صحية وتعليمية وحيوية ، فاقمت الوضع الإنساني إلى حد لا يمكن تصور مدى كارثيته ، فالذي لم يستشهد بالاستهداف المباشر توفي بالأمراض والأوبئة, ونتيجة الحالة المعيشية المتردية والصعبة والحصار الجائر الذي شمل كل مقومات الحياة فلم يستثن وصول الأدوية وبالتالي انعدامها ولم يسمح للمرضى بالسفر لتلقي العلاج منذ خمس سنوات مما زاد عدد الوفيات. حالات سوء التغذية وصلت إلى أرقام مفجعة فقد بات الموت يتهدد كثيرين جراء ذلك أما الذين يتوفون جراء نقص الدواء وانعدامه في حالات كثيرة فقد أصبحوا رقما يصعب علينا ذكره . مآس كثيرة حلت بشعبنا الصابر الصامد لأكثر من خمس سنوات ، تتطلب من الجميع تضافر الجهود وتكافل اجتماعي لا يتوقف والمرجو أن يتزايد يوما بعد يوم ، من دعم رجال الأعمال والميسورين والخيرين والمنظمات الدولية. لأن من البديهي لو حصل التكافل والدعم المستمر للتضرر الحاصل ستكون التكلفة أقل مما حصل إلى الآن وبالتالي ستكون حياة الإنسان اليمني أكثر أمانا ، وتقل حالات الوفيات جراء سوء التغذية على الأقل وتتلاشى بحول الله تعالى, وستكون الحياة المعيشية للمواطن اليمني أحسن من ذي قبل وإن أستمر العدوان والحصار -لا سمح الله- . ومن هذا أوجه دعوة لرجال المال والأعمال والميسورين والخيرين من أبناء شعبنا العظيم الذي يواجه أحلك الظروف وأحلكها في التاريخ بأن يكونوا يد عون مستمرة للإنسان اليمني ليكون لهم الأجر والمثوبة عند الجليل جل وعلا ، فلا شيء يضيع عند ربنا، فقد قال تعالى «وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله» . ومن هذا المنطلق الخيري الصرف الذي يقصد به وجه الله تعالى فبالإمكان القول إن عجلة التنمية ستكون مستمرة لن يعيقها شيء ، لأن حياة الإنسان ستكون في مأمن من كل النواحي قدر الإمكان. # رئيس جمعية الإصلاح