ما بين العاشر من شباط 2021م والخامس عشر من شباط 2020م ثماني سنوات احسبوها بثوانيها بدقائقها بساعاتها بأيامها.. ففي كل لحظة كانت تمر على الحبيبة (حلب) كانت تعني جرحاً جديداً ينزف وحزناً جديداً يولد وأرواحاً تصعد ودماء تسيل ودماراً ونهباً وسلباً في اكبر جريمة ارتكبها العالم الاحمق المنافق بحق اقدم مدينة عرفها التاريخ. جاؤوا اليها بكل غزاة الكون وكل القتلة والمجرمين وعصابات وحثالات العالم صبوا عليها كل نيران احقادهم واطماعهم ووقفت حلب "بعينها تقاتل" دفاعاً عن تاريخها عن شرف الامة العربية وماضيها وحاضرها ومستقبلها عن العروبة عن القومية العربية عن الاسلام والمسيحية عن التآخي والتعايش عن الشعر والفن عن البقاء والوجود لشعب اختصه الله بمسؤولية الدفاع عن البقاء والوجود لشعب اختصه الله بمسؤولية الدفاع عن الارض, إعلاء لكلمة ملك السموات والارض. ثماني سنوات يا حلب تساوي اكثر من اثني عشر الف شهيد واكثر من ثلاثين الف جريح من المدنيين خلاف الشهداء من العسكريين وقوات الامن والقوات الحليفة والرديفة، كلها جمعاء روت شجرة البقاء واضاءت شمعة النور وخطت حروف النصر ورسمت لوحة الفرح. اخيراً يا (حلب) انتصرت للحياة وهزمت الموت القادم اليك من كل اصقاع الارض, يا مدينة لا تموت ولا تنام ولاتستسلم يا مدينة هزمت كل الطغاة وكل الغزاة وكل الطامعين بأرض العرب.. ايتها المدينة الشاهدة وقد ارادوك ان تكوني شهيدة ها انت يا ام البدايات وام الحضارات تشرقين من جديد تلملمين اشواق ابنائك للمروج والسهول والحصاد تلوحين شامخة لاعزاز وعفرين وادلب ان النصر سيكتمل ها انت تضعين اصابعك العشر في عيون معتوه اشر حاول ان يطفئ بريق عينيك وقد اصبح مدى بندقيتك اليوم يرعبه ويرعب عصاباته خلف الحدود. (حلب) سيدة المدن وعاصمة القلوب ليست مجرد مدينة ولا محافظة انها تاريخ وجغرافيا واقتصاد واستراتيجيات عسكرية انها بوابة العرب غرباً وآخر الثغور دفاعاً عن الشرف فمتى يفيق العرب من غفوتهم من هفوتهم وسقطتهم بحق حلب والشام وسوريا. (حلب) من هزم من؟!! من هنا مرّ كل الغزاة من اغريق ورومان ومغول وتتار وإفرنج واتراك وفرنسيين وولوا مدبرين مهزومين وهاهم غزاة اليوم من ترك ودواعش العصر وقد جمعوا من كل اصقاع الارض من الصين شرقاً الى اميركا غرباً يولون مهزومين ملعونين. حلب انتصارك مرحلة فارقه في تاريخ سورية وتاريخ امتنا هو قيمة وطنية وقومية وإنسانية فافتحي ذراعيك للأجيال القادمة وانشري نور بهائك حرية وعزة وكرامة للوطن والأمة، بانتصارك عافية سوريا وبسوريا ستبدأ امتنا مرحلة جديدة تنتصر للدولة المدنية للجيوش الوطنية للعدالة الاجتماعية للديمقراطية الاصيلة.. فما احوجنا لك (سورية) لترسلي اشعة نورك الى كل مدينة عربية تعاني ما كنت تعانيه من صنعاء الى طرابلس وفلسطين. حلب ليست مجرد مدينة تنقش نسيج الملابس والسجاجيد انما هي من تنقش نسيج الصبر والثبات والتعايش والاهم راية النصر المبين. (حلب) .... المكائن وآلات الصناعة ومحاريث الزراعة لتعزف سيمفونية الحياة تصدح أذاناً وتراتيل وقداديس وتغني مقامات وقدود ومن خلف الحدود ينشد أبناؤك الأوفياء "حلب قصدنا والسبيل" وتزغرد قلوب المشتاقين اليك- امثالنا- بنشيد العزة والكرامة "صار النصر اشهى في رصاصك يا حلب". * عضو مجلس الشورى