عقدت بمجلس الشورى بصنعاء حلقة نقاشية حول تأمين وحماية البحر الاحمر وجزره ومضيق باب المندب من الصراعات الدولية بحضور نائبي رئيس مجلس الشورى عبده محمد الجندي ومحمد ناصر البخيتي وفي الحلقة النقاشية التي شارك فيها عدد من اعضاء مجلس الشورى ووكيل مصلحة خفر السواحل العميد احمد ادريس وممثلو الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وقوى سياسية وكوكبة من اساتذة الجامعات اليمنية فإلى الحصيلة:- تغطية: عبده سيف الرعيني اكد الاستاذ عبده محمد الجندي الذي ترأس جلسات حلقة نقاش تأمين وحماية البحر الاحمر وجزره ومضيق باب المندب ان الحق دائماً يتحول الى قوة قاهرة لا غالب لها وان معركة البنيان المرصوص في نهم قد برهنت اليوم صدق ما نقوله اذ ان ما اجترحه ابطال الجيش واللجان الشعبية من انتصارات قد اذهلت العالم ستدرس في اهم الاكاديميات العسكرية في العالم في المستقبل وليس هذا فحسب بل اننا نقول اليوم لدول العدوان اننا سنصل الى القدس وسنحرر مقدساتنا الاسلامية وان صواريخنا البالستية بإمكانها ان تصل اليوم الى تل ابيب ان شاء الله. ونوه نائب رئيس مجلس الشورى الجنيد الى تلكم الملاحم البطولية الكبيرة لابطال الجيش واللجان الشعبية في كافة جبهات المواجهة.. مؤكداً بأن بشائر النصر التي خطتها التضحيات الجسيمة لابناء الشعب اليمني قد لاحت اليوم في الافق مجسدة بالبنيان المرصوص وبات ابناء اليمن اليوم اكثر وعياً وادراكاً للمؤمرات التي تسعى للنيل من الوطن ووحدته ونهب ثرواته وتدمير مقدراته.. كما استعرض الاستاذ محمد البخيتي نائب رئيس مجلس الشورى استعرض في كلمته الافتتاحية لحلقة نقاش تأمين وحماية البحر الاحمر وجزره ومضيق باب المندب التي نظمها مجلس الشورى بصنعاء حقائق الصراع بين كل شعوب الارض منذ خلق الله الانسان وحتى اليوم ويكمن في النزاع على احقية الشرعية لمن تكون في حكم وقيادة العالم موضحاً في كلمته بان معظم الامبراطوريات الاستعمارية كانت ترى انها هي من تملك احقية حكم الشعوب الضعيفة وانها تملك شرعية استعمارها؟! واشار البخيتي الى انه والى جانب هذه الشرعية الوضعية التي ابتكرتها الامبراطوريات الاستمعارية هناك الشرعيات السماوية وهي شرعية الرسل والانبياء عليهم افضل الصلاة والتسليم جميعاً وهذه الشرعية هي التي ينبغي اتباعها والانقياد تحت لوائها ورايتها لانها شرعية الحق ضد شرعية الباطل «شرعية طواغيت الارض».. ومضى الاستاذ محمد البخيتي بالقول: إننا كيمنيين ينبغي ان ندرك ان هناك صراعاً ما بين الحق والباطل وان القرآن الكريم قد اكد لنا ان من سيقود راية الحق هم اليمنيون وان هناك تحالفاً عالمياً واسعاً يمارس عدوانه على الشعب اليمني وعليه فانه يجب على اليمنيين أن يتحركوا من خلال السنن الايمانية.. وقال نائب رئيس مجلس الشورى البخيتي: إن الآيات القرانية وخصوصاً تلك التي وردت في سورة سبأ قد اوضحت فيما لا يدع مجالاً للشك الامتداد الحضاري للشعب اليمني وان اليمنيين معنيون بتحرير فلسطين وهذا امر اصبح اليوم واقعاً نعيشه في المرحلة الراهنة. وتابع البخيتي قائلاً: ان قضية تأمين البحر الاحمر ومضيق باب المندب هي مسؤوليتنا نحن اليمنيين ولنا القدرة الكاملة على ذلك وليس هذا فحسب بل اننا كذلك وبالمقابل اصبحنا اليوم نملك القدرة على تأمين كل حدودنا البرية والبحرية والجوية ان شاء الله... واكد البخيتي بأن احفاد الاوس والخزرج يخوضون اليوم المعركة نيابة عن الامتين العربية والاسلامية في مواجهة قوى الباطل ومحور الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الامريكية وان مثل هذه المعركة المصيرية تستوجب التحرك الجاد لمواصلة الانتصارات في مختلف جبهات المواجهة.. وأعتبر البخيتي بأن تأمين وحماية البحر الاحمر وجزره وباب المندب من قبل الابطال من ابناء الجيش واللجان الشعبية يأتي في اطار التحرر من قوى الهيمنة والاستكبار العالمي وكان عضو المكتب السياسي لانصار الله الدكتور حزام محمد الاسد قد استعرض في ورقة عمل بعنوان ابعاد وخلفيات الاطماع الامريكية الاسرائيلية في البحر الاحمر وباب المندب سعي دول تحالف العدوان للسيطرة على السواحل والجزر والمرافئ اليمنية والسيطرة على الساحل الغربي بما يضمن امن اسرائيل. وقال الدكتور حزام الاسد: ان من المسؤوليات الفردية والجماعية تجاه الاخطار المحدقة بالوطن وابرزها ترسيخ الوعي المجتمعي بالمخططات الصهيو امريكية في السواحل اليمنية.. مؤكداً اهمية رفد القوات البحرية وخفر السواحل بقدرات نوعية. واكدت ورقة الدكتور الاسد علي ارتباط العدوان على اليمن بمشروع السيطرة الامريكية الاسرائيلية على البحر الاحمر كما ركزت ورقة العمل على المشروع اليمني المضاد للمخططات الصهيونية حينها والذي قاده الشهيد ابراهيم الحمدي في 1977م وامام كل تلك التحولات قرر الرئيس الشهيد ابراهيم محمد الحمدي اجراء اتصالات مكثفة مع رؤساء عدد من الدول المطلة على البحر الحمر فكان مؤتمر تعز الرباعي الذي عقد في مارس 1977م بمشاركة زعماء دولتي السودان والصومال اضافة الى زعيمي شطري اليمن سالم ربيع على وابراهيم الحمدي وفي ظل اجواء المؤتمر اعاد الاعلام التذكير بقضية الجاسوس الاسرائيلي الخطير الذي تمكنت الاجهزة اليمنية من القاء القبض عليه وسلمته للأجهزة المصرية التي استفادت منه بإعتباره من الشخصيات الامنية المهمة وهو ما يفسر مطالبة وزير الخارجية الامريكية كيسنجر بتسليمه وتم الافراج عنه اثناء مفاوضات تبادل الاسرى مع مصر بعد حرب اكتوبر بالاضافة الى الجزر اليمنية التي اصبحت في دائرة الخطر وطالب المؤتمر بأن يكون البحر الاحمر منطقة سلام وألا يكون استغلال ثروات البحر الاحمر لصالح الدول المطلة عليه.. وكانت كلمة الشهيد الحمدي في هذا المؤتمر احد الاسباب التي جعلت امريكا والسعودية واسرائيل تستعجل التخلص منه واغتياله. من جانبه استعرض نائب رئيس الامن والمخابرات اللواء عبدالقادر الشامي ورقة عمل بعنوان «سيادة اليمن وتحرير اراضيه ضمان لامن البحر الاحمر» اشار فيها الى ان استهداف امن البحر الاحمر يأتي في اطار محاولة تمرير وفرض ما يسمى بصفقة القرن. مؤكداً ان الحرب على اليمن ضرب بقيم الدين والعقيدة والاخاء وروابط الجوار عرض الحائط.. منوهاً بانجازات الاجهزة الامنية في مكافحة الانشطة الاستخباراتية المعادية. فيما قال ممثل المؤتمر الشعبي العام عضو مجلس الشورى عبدالله مجيديع في مداخلة له في حلقة نقاش حماية البحر الاحمر وتأمينه اذا اردنا ان نستقل ونفرض سيادتنا البحرية الكاملة فعلينا الحفاظ اولاً على وحدتنا اليمنية وعندها سنكون الدولة الكبيرة ذات السيادة والنفوذ واضاف مجيديع في مداخلته: وان بناء الدولة المركزية الخالية من اقاليم الخيانة والتآمر هو السبيل الوحيد للسير نحو تحقيق الاستقلال الكامل والاستقرار. واشار مجيديع الى ان فكرة الأقاليم اتت بهدف تمزيق اليمن وضرب النسيج الاجتماعي في مقتل ويجب ان يصارح الشعب اليمني بأن فكرة الاقاليم كانت مؤامرة دولية على اليمن ووحدته المباركة. لافتاً الى ان اجتماع نظام آل سعود الاخير حول ما أسموه تأمين البحر الاحمر هو اجتماع تآمري وفي كلمته في اختتام حلقة نقاش تأمين وحماية البحر الاحمر وجزره ومضيق باب المندب اكد الأستاذ محمد حسين العيدروس رئيس مجلس الشورى بأن حلقة النقاش هذه تعتبر النواة الاولى لانطلاق عقد اجتماعات ولقاءات لاحقة تتجلى من خلالها حقائق الأطماع الاحتلالية للعدوان في السيطرة على باب المندب والشريط الساحلي للجمهورية اليمنية واضاف رئيس مجلس الشورى ان مخرجات وتوصيات حلقة النقاش سترفع لصانعي القرار في القيادة السياسية وكذلك سوف يستفيد منها قيادات السلطات المحلية في المناطق الساحلية كون المشاركين في حلقة النقاش يمثلون الوزارات ذات العلاقة والجامعات اليمنية.. منوهاً في كلمة اختتام فعاليات حلقة نقاش تأمين وحماية البحر الاحمر وجزره ومضيق باب المندب بأن مجلس الشورى هو مجلس الشعب وان اعضاءه مستعدون للعمل على مدار الساعة لتقديم الخدمات الاستشارية لكل ما من شأنه تقدير وعزة وكرامة هذا الوطن الغالي. من جانبه العميد عابد الثور قدم ورقة عمل بعنوان (احقية الدفاع عن السواحل اليمنية وتحييد المياه الاقليمية من الصراعات ) مؤكدا في ورقته الاهمية الاستراتيجية العسكرية البحرية وأهمية الجروف والجزر في الشريط الساحلي الغربي في البحر الاحمر واشار العميد عابد في ورقته الى الدور المحوري الذي تلعبه السواحل والجزر اليمنية ومضيق باب المندب في انسياب عملية التبادل التجاري بين الشرق والغرب كذلك تطرقت الورقة الى الابعاد السياسية في استقرار الاقليمية اليمنية بشكل عام كما تناول العميد عابد الثور في ورقته الاهمية العسكرية والاستراتيجية التي تخللتها طرق التجارة الدولية في المياه الاقليمية اليمنية في البحر الاحمر والعربي والمحيط الهندي مشيداً بالدور البطولي لخفر السواحل اليمنية والقوات البحرية في حماية وتأمين مياه البحر الاحمر ومضيق باب المندب منذ قرون ماضية وحتى اليوم. والقيت خلال حلقة النقاش اوراق عمل من قبل كل من عضو مجلس الشورى رئيس لجنة الدفاع والامن اللواء يحيى المهدي ووكيل مصحلة خفر السواحل العميد احمد ادريس والسفير بوزارة الخارجية احمد المضواحي ومدير الاحصاء بوزارة الثروة السمكية والدكتورة مريم طه ومستشار رئاسة الوزراء لشؤون الامن عبدالله السدمي وقد اكدت اوراق العمل في مجملها ان المدخل الملائم للحفاظ على حق اليمن السيادي في باب المندب والمياه الاقليمية اليمنية هو ترسيخ الوحدة اليمنية وحماية مكاسبها وعلى هامش فعاليات ورشة العمل التقت الصحيفة بعدد من اعضاء مجلس الشورى وكانت البداية مع الدكتور احمد محمد مكي عضو مجلس الشورى حيث قال: اليمن دولة بحرية بإمتياز منذ قديم الزمن وموقعها الجغرافي جعلها تتحكم بأهم الطرق البحرية والبرية بين الشرق والغرب. واضاف عضو مجلس الشورى احمد مكي لذلك فان التكالب على اليمن حصارها هو بسبب موقعها الاستراتيجي اولاً واخيراً.. وان العدوان البربري الغاشم على بلادنا ماهو الا جزء من مخطط دولي يهدف الى السيطرة على اهم المنافذ البحرية مضيق باب المندب. واشار مكي الى اهمية عقد مثل هذه الفعاليات ورش العمل الخاصة بتأمين وحماية الحدود البحرية للجمهورية اليمنية وان مثل هذه الفعاليات قد حركت الميادة الراكدة حيث ان بعض الناس بدأوا يتناسون ان باب المندب وغيره من الطرق البحرية هي ملك لليمن وجزء من سيادة اليمن وامنها القومي وأن المياه الاقليمية لليمن وشواطئها البحرية الممتدة على البحرين الاحمر والعربي بما تحويه من ثروات بحرية من حقنا ولفت الدكتور احمد مكي الى ان من اهم اهداف العدوان على اليمن غير المعلنة هو احتلال السواحل اليمنية ومضيق باب المندب بهدف تسخيره لخدمة امريكا واسرائيل ولذلك ان شاء الله ستعود قريباً السيادة الكاملة لليمن على كافة شواطئها ومياهها الاقليمية. من جانبه قال الأستاذ احمد الاشول عضو مجلس الشورى: نعم ان الموقع الاستراتيجي البحري لليمن كان احد اهم اسباب دواعي العدوان على اليمن الحاصل الآن.. وأضاف الأشول: لأن اليمن بالفعل تمتد على اكثر من 2500 كيلو متر طولي ساحلي من دون مساحة الجزر فهي بالتالي اي أن اليمن محل الأطماع الاستعمارية كون اليمن جغرافياً تطل على المحيط الهندي والبحر العربي والبحر الأحمر ثم انه كما في الندوة اليوم في مجلس الشورى فأن هناك أطماعاً احتلالية لدول العدوان في البحر الأحمر والبحر العربي ومضيق باب المندب. وأوضح احمد الأشول معلوم بأن الامبراطورية التي استولت على اليمن كانت دئماً تحركها مطامع استعمارية للسيطرة على المواقع البحرية الإستراتيجية التي تمتلكها اليمن. وأكد الأستاذ احمد الأشول على ان اليمن وهي تتعرض لعدوان غاشم وحصار جائر منذ أكثر من اربع سنوات إلا انها لم تلجأ إلى استخدام حقها القانوني في اغلاق باب المندب حيث يحق لنا شرعاً وقانوناً إغلاقه كوننا في حالة حرب والعجيب في الأمر ان دول العدوان اليوم هي تمثل الإمبراطوريات القديمة التي احتلت بعض اجزاء اليمن عبر الحقب التاريخية الماضية وكأن التاريخ يعيد نفسه وفي الوقت نفسه لا يعتبر الغزاة والمحتلين من ماضي هزائمهم في اليمن كمقبرة للغزاة. من جانبها الأستاذة فاطمة محمد بن محمد عضو مجلس الشورى قالت: من أهم أهداف العدوان على اليمن غير المعلنة استهداف وضرب القوات البحرية وتفكيك الجيش اليمني حتى يتمكنوا من السيطرة على كل سواحلنا ومنافذنا البحرية وخصوصاً مضيق باب المندب. وأضافت: أراد العدوان إخراج اليمن من دائرة سيادته على مياهه البحرية وجعل اليمن نائية عن اي بحار.. مشيرة الى ان حلقة النقاش الخاصبة بتأمين طرق التجارة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب تشكل أساسا ليلحقها كثير من اللقاءات وحلقات النقاش الخاصة ليس بتأمين البحر الاحمر وسواحله وانما كيفية الانتقال بهذه المنطقة الى ان تصبح منطقة تنمية تقوم على شواطئها وسواحلها تنمية شاملة كاملة وهذا بحد ذاته سيكون حل للأزمة السكانية في المناطق الجبلية وانحسارهم حيث تكون الخدمات والمناطق الساحلية الواسعة «تهامة». وحول دور المرأة اليمنية في مواجهة العدوان اكدت فاطمة محمد عضو مجلس الشورى بان المرأة اليمنية كان دورها حاسماً في مواجهة العدوان وستكون كما عودتنا هي الشريك الثاني في المعركة التنموية وفي الجبهة الداخلية. والتقت الصحيفة بالمناضل صالح عبدالله صايل عضو مجلس الشورى رئيس اللجنة السياسية والعلاقات العامة والمغتربين وعضو اللجنة الثورية العليا وامين عام جبهة التحرير والذي تحدث للصحيفة قائلاً: نقولها باختصار شديد في وجه العدوان انه يستحيل كسر إرادة الشعب اليمني الذي يملك رصيداً حضارياً عمره عشرة آلاف سنة واننا بالتالي لن نفرط بثوابتنا الوطنية والقومية والدينية حتى لو نفنى ونصبح ذرات في الهواء خيراً لنا ألف مرة من ان نفرط بالأرض والعرض ومن هذه الثوابت المقدسة سيادتنا على حدودنا البحرية والبرية كحق أصيل تكفله المواثيق والأعراف والقوانين الدولية.. وأضاف المناضل صايل: إن حلقة النقاش حول تامين وحماية البحر الأحمر وجزره وباب المندب تمثل اليوم منطلقاً أساسيا لمناقشة وتسليط الضوء على أهمية سيادة وحماية وتأمين مياهها الإقليمية.