يقول الإمام علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه: "ألا ترون إلى أطرافكم قد انتقصت- أي قد حصل فيها النقص باستيلاء العدو على وطنكم- وإلى أمصاركم قد افتتحت, وإلى ممالككم تزوى, وإلى بلادكم تُغزى, انظروا- يرحمكم الله- إلى قتال عدوكم, ولا تثاقلوا إلى الأرض فتقروا بالخسف, وتبوءوا بالذل...".. وهذا ما أثبته رجالنا الأبطال الأشاوس من أبناء الجيش الميامين ورجال الرجال من أبناء اللجان الشعبية البواسل في كافة جبهات البطولة والشرف والكرامة, وبالأخص في الجوف ونهم, والساحل الغربي.. إنها انتصارات تقر الأعين.. وتطمئن القلوب, لأنها نابعة من إيمانٍ راسخ.. وروحيةٍ جهادية عالية.. وقدسية سامية.. ومشروعية مطلقة بسمو الهدف الذي يدافعون عنه.. وإدراكهم بحجم المسؤولية الجسيمة الملقاة على عواتقهم.. فالطاقات الكامنة لدى رجالنا الأبطال الأشاوس عالية الجهوزية.. ممتلئة حيويةً وتصميماً على مواصلة مشوار الكفاح وتحرير الوطن من أرجاس العمالة والوصاية.. بصمود وثبات وإصرار لا يعرف الركون أو الخنوع.. مصداقاً لقوله تبارك وتعالى: "مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً" [الأحزاب: (23)].. هذا الصمود الأسطوري.. وذاك الإيمان المتوهج بعدالة وشرف الهدف والغاية ما يؤكد أن مرور الخمس السنوات من العدوان البربري الجائر على بلادنا الذي أثبت فشله عسكرياً وسياسياً وفنياً ولوجستياً على كافة المحاور والميادين بسبب صمود وثبات وإصرار رجالنا الأبطال البواسل الذين قدموا أرواحهم ودماءهم رخيصةً فداءً للوطن أرضاً وإنساناً ووحدةً وهويةً.. هانحن اليوم نقف وقفة فخر واعتزاز وإكبار أمام هؤلاء الأبطال الميامين الأشاوس الذين أثبتوا بحق أنهم رجال الرجال في ميادين البطولة والشرف.. وأن لا مستحيل تحت الشمس.. فواجهوا التحديات والصعوبات بقلوبٍ راسخةٍ رسوخ الجبال الراسيات.. ونفوسٍ أبيةٍ شامخة.. فكانوا بحق نعم الرجال الشرفاء الأوفياء.. ونالوا شرف الارتقاء دفاعاً عن أرضهم وعرضهم.. رافضين حياة الذل والخنوع والانكسار.. والارتهان والوصاية والهيمنة.. فالذين دنسوا أياديهم بالعمالة والخيانة.. ولوثوا تاريخهم ووطنهم من أجل المناصب والجاه.. سيدفعون الثمن باهظاً ومضاعفاً غداً أو بعد غدٍ.. وهم منكسرون أذلاء.. لقد انكشف المستور.. وتعرت نوايا العدوان الخبيثة.. وأصبحت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.. بأن ما يسعون إليه هو تمزيق الوطن.. وتقطيع أوصاله إلى أجزاء متناثرة.. وفرق متناحرة متصارعة.. ويكفينا دليلاً وبرهاناً على ذلك ما يحدث الآن في المحافظات الجنوبية.. والمناطق الواقعة تحت سيطرة العدوان وحلفائه.. باسم ما يسمى بشرعية الفار هادي المفروض عليها الإقامة الجبرية من قبل نظام الرياض.. وبتوجيهات صبيان آل نهيان.. لهذا وذاك على قوى العدوان ومرتزقته وعملائه أن يدركوا ان من المستحيل إعادة شرعية الفار هادي .. مهما كان حجم التحديات والخسائر.. فاليمن قادم بفضل رجاله الشرفاء الأوفياء على بناء مشروع دولته المدنية الحديثة بعيداً عن الوصاية أو الهيمنة الخارجية.. والايام القادمة ستفصح لنا عن صحة ومصداقية ذلك .. ونصر الله قريب من عباده المؤمنين ولكن أكثر الناس لا يعلمون..!!..