حالة من التوتر الكبير تظهر في إسرائيل نتيجة عدم وجود أي انتصار عسكري حقيقي حتى الآن. وبالتالي باتت إسرائيل تسعى جاهدة من أجل تسجيل أي انتصار مهما كان شكلك ومن اجل ذلك قامت فجر اليوم بعملية إنزال عند بعلبك في الجنوب اللبناني ونفذت عمليات خطف لإشخاص يؤكد حزب الله أنهم مندنيون. تدرك إسرائيل أن هزيمتها بهذه الحرب تعني انهيار المشروع الصهيوني برمته، وهذا ما ترجم على لسان ساستها مع بداية هذه الحرب، فقد قال شمعون بيرس النائب الأول لأولمرت: حربنا هي حرب بقاء. وفي هذا الصدد كتب أيضا. زئيف شيف الخبير الأمني والعسكري في صحيفة هآرتس تحت عنوان "الجيش ملزم بالانتصار في الحرب" يقول إنه يحظر على إسرائيل أن تنسى "الأمر الاستراتيجي" الأهم في هذه الحرب: ينبغي دحر حزب الله وما يمثله هذا التنظيم الإرهابي، بكل ثمن. هذا هو الخيار الوحيد أمام إسرائيل ويحظر أن ينشأ وضع من التوازن الاستراتيجي بين إسرائيل وحزب الله، وإذا لم يشعر حزب الله أنه هُزم في الحرب فستكون هذه نهاية قدراتها الردعية أمام أعدائها". وتابع أنه يحظر على إسرائيل أن تقبل بوقف نار هش، يريده حزب الله من خلال تكثيف حرب الاستنزاف ضد أهداف إسرائيلية. ووجه شيف كلامه إلى الإسرائيليين بالقول إن عليهم أن يدركوا أن إسرائيل على عتبة حسم مصيري يتعلق بمستقبلها وسلامتها "في هذه المعركة ستحسم مسألة مكانة إيران في الشرق الأوسط ودورها في الدول العربية التي يدرك بعضها هذه المعادلة ولا يريد أن تكون الغلَبة في هذه المعركة لحزب الله، ليس حباً بإسرائيل بقدر ما هو قلق على حالها". ولكن يبدو أن إسرائيل بحاجة إلى أوراق عسكرية. لكنها لغاية الآن. لم تحصل على اية ورقة بل انها تكبدت المزيد من الخسائر. وهي تدرك تماماً ان ذلك سينعكس على أي حل سياسي لذلك تسعى للقيام بعملية برية واسعة تحصل من خلالها على أي نجاح أو إنجاز تجد من خلاله مخرج. وهذا ما تراه الصحف الإسرائيلية التي تعتبر أن الخيارات أمام إسرائيل باتت محدودة، وبما أنها لم تفلح إلى الآن في تقليص حرب الاستنزاف التي يشنها حزب الله ضد مراكز السكان الإسرائيلية، بما في ذلك إطلاق صاروخ (بعيد المدى) نحو العفولة، فإن الطريق الوحيدة هي عملية سريعة للسيطرة على جنوب لبنان من أجل تصفية منظومة صواريخ حزب الله قبل أن تسلم المنطقة إلى القوة المتعددة الجنسيات. ويجوز أن في حوزتها خيارات إضافية، لكن هذه لن تؤثر على منظومة صواريخ حزب الله. إنها مسابقة ضد الزمن وضد حزب الله. وفي هذا الشأن يقول عمير ربابورت، المعلق العسكري في "معاريف": "الزمن ينفد. أمس ساد شعور واضح في جهاز الأمن بأن العملية في لبنان ينبغي أن تنتهي خلال أسبوع حتى عشرة أيام... ويتضح من الجدول الزمني الآخذ في التقلص أن الغايات التي ستنجز حتى وقف إطلاق النار ستكون جزئية". وفي غضون ذلك، تشتعل الخلافات الداخلية الإسرائيلية، وقد طفا على السطح خلافاً بين جهاز الاستخبارات وسلاح الجو حول المسؤولية عن مجزرة قانا، و وفي السياق ذاته نقل موقع ديبكا الإلكتروني الإسرائيلي المتخصص في المواضيع الأمنية عن ضابط إسرائيلي كبير قوله إن قائد الجبهة الشمالية أودي آدم لا يدير العمليات العسكرية في تلك الجبهة بالشكل المطلوب، وأضاف الموقع أن انتقادات شديدة للغاية وجهها ضباط إسرائيليون تجاه آدم وتجاه قائد منطقة الجليل العميد غال هيرش. وطالب عدد من الضباط رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس "بالتصرف كما تصرف رؤساء أركان آخرون إبان حروب سابقة وتعيين ضباط مرافقين إلى جانب الضباط الذين لا يثبتون أنفسهم خلال الحرب في لبنان، ونقل موقع ديبكا عن ضابط كبير قوله إنه يتوجب تعيين اللواء في الاحتياط غابي إشكنازي الذي كان قائد الجبهة الشمالية مرافقا للقائد الحالي لهذه الجبهة أودي آدم "مثلما تم تعيين رئيس الأركان السابق حاييم بارليف مرافقا لقائد الجبهة الجنوبية شموئيل غوروديش" خلال حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973.