حان الوقت لتفكر شريحة الحياد الواسعة في تغيير موقفها،رغم أن الحياد مساحة مشروعة في عدد من دول العالم إلا أن الظروف المحيطة والمحاصرة لليمن تقتضي الدفع لحل وسط بين طرفي النزاع، الظاهر أن منطقة الحياد آمنة لكن هناك عدداً من الشواهد المعاشة وحتى التاريخية تدل على عدم سلامة الماكثين فيها. نموذج النقاء والبراءة ..الأطفال ..فلا مثيل لوداعة تصرفاتهم، الطفولة هي المرحلة الأولى من العمر المخصصة للعب والتعلم والبدايات لرسم ملامح الشخصية، هي المحاولات الساذجة لتكوين الميول والاتجاهات الفكرية، ليس هناك خطايا أو أمجاد ..من قتلهم قد يكون خَسِرَ جنوده المستقبليين! تُقصف المدارس والأحياء السكنية دون تمييز الهدف، دون التأكد من نتائج هذه المغامرات اللعينة، مع العلم أنه تم إنذار بعض الأحياء المستهدفة قبل القصف إلا أنها لم تمنع معاناة تلك المناطق، زادت النقمة على السبب المباشر لهذا الدمار فزادت المقاومة له. يتحتم على الراشدين بذل قصارى جهدهم لحماية الجيل الناشئ لتسلم راية المستقبل في هذه البلاد من حوادث السيارات والأوبئة وتبعية الجُهال، وضمن ذلك العمل على تقوية مناعتهم ضد طواحين الاستبداد، لأن هذه الرحى لا تدور بدون العصا، سنقتل جميعاً إن لم يوجد حد واضح بين التعاطف والاستسلام، هذه المناعة هي واجبنا تجاههم أما الاحتفاظ بها أو رفضها فهو اختيارهم في السنوات القادمة. من المجدي التنبه إلى أن ذنب القضاء على تلك الطفولة الطاهرة يقع على من أجرم وأدخل الأطفال في أتون الصراع، وأما الأب الذي ترك ليعيش مرارة فقد أبنه وتأنيب الضمير فهو الأقدر على إذاقتهم طعم الندم على جرمهم جرعة واحدة، عذابهم الأشد هو فراق الحياة الدنيا محل بعض استمتاعهم الوحيد، لا يحتاج لإطالة مداها ولا حتى بالتعذيب فنفوسهم معتادة عليه، لا داعي للتشتت.. لا.. للقضاء على أحد غيرهم، سواهم لا أحد يستحق البلاء، لابد من إنهاء أمرهم ونقلهم إلى محل طعام الأثيم وماء صديد، مثل هؤلاء قد يسعدون بأن يفتديهم أقرب الناس إليهم. أفي هذا الرأي قسوة وشدة مبالغ فيها، ليس على الزارع بأس في نزع النبات الضار من جذوره، فلو لم يفعل لمات من الجوع وأهله ومن يشتري منه نهاية الحصاد، وشدة المرض لاتزال تستبد بك لولا مرارة العلاج، تكاد السماء أن تكون ظلماء إلا احتراق النجوم. المهاجرون.. منهم من اندمج في دول مخالفة لأصولهم الدينية والثقافية واللغوية، هي نتيجة غير مبشرة بخير للدولة المصدرة للبشر، نؤهل الفرد سنين عددا ثم نتركه فريسة للهجرة من أجل الحصول على عمل، فإذا بأفكاره وعاداته وصفاته تتغير إلى عكس ما غرسته فيه بيئته الأولى، أيضاً هو مواطن محايد وترفض الدول المتحضرة تدفق المهاجرين الجدد إليها.