أيها المجاهد لقد كان رحيلك عنّا فاجعةً لم نفق منها بعد رغم أننا مؤمنين بقضاءِ الله وقدره إلا أن المصاب جلل فقلوبنا مكلومة وأقلامنا مرتعشة فعزاؤنا أن رحيلك كان رعباً على الطغاة وعسكرهم بما أسكنته فيهم حياً فكان رعبهم يوم رحيلك مشهوداً في كل الأصقاع. كشفت فيهم خستهم ونذالتهم حتى يوم وداعك كما كنت حياً تكشف زيفهم وخساستهم خساسة الحنشان. فماذا أقول في المجاهد الذي إمتشق سيف الحق وأشهره في وجه حاكمٍ ظالمٍ جائر .
ماذا أقول في من حرر الحرف و الكلمة وعلّمنا الصبر والجلد والكبرياء.
ماذا أقول في من تعلّمنا منهُ معناً جديداً للوطن والتضحية في سبيله والذوذ عن حق شعبه.
ماذا أقول في أبي باشا من قهر الطاغيةَ وأذاقه مرارة الكلمة وقوة الصورة.
ماذا أقول في من أشعل فتيل الثورة الشعبية السلمية.
ماذا أقول في من حدد الوجهة ورفض الذل والمهانة لشعبه فواجهَ البغاةَ وتحمل ألآمه.
ماذا أقول في الأخ والصديق والراعي المحب و المدرسة والمرجعية و الزعيم قائد الأوركسترا في المعزوفة العدنية الجنوبية هشام باشراحيل أبي الرجال ومع ذلك أقول له عجز القلم ومدادهُ إحتواء ما قدمته للاُمة والوطن وتضحياتكم الماثِلات أمامنا شاخصاتٍ مبصراتٍ تُنقش في المكان والزمان في الارض والوديان.
فنم قرير العين يا أكبر الرجال إنا نعاهدك أنا ماضون على طريقك مع رجالك وبرجالك الذين غرست فيهم ذلك المعنى للوطن .