استنفر القطاع الصحي في محافظة ذمار، ودفع بكوادره الطبية، في مهمة مهنية دينية و أخلاقية إنسانية ووطنية، نحو الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، وصولا منهم إلى منفذ عفار بمحافظة البيضاء، الذي يربط المحافظاتالمحتلة، بالمناطق الحرة الخاضعة للمجلس السياسي الأعلى.. وبرزت مهام الكوادر الطبية خلال جائحة فيروس كورونا التي اقتحمت حدود دول العالم، بأعظم المهام المحفوفة بالمخاطر التي تواجه عدوا متخفيا يسكن الإنسان ذاته. وكانت الإجراءات الاحترازية والتدابير الاحتياطية، التي نفذها مكتب الصحة العامة والسكان في ذمار، قبل إعلان اللجنة المشتركة لمواجهة كورونا، إغلاق المنافذ البرية أمام العائدين والقادمين من المحافظات الجنونية الخاضعة للاحتلال، بالتأهب الصحي في كافة المراكز، لمواجهة القادمين والعائدين، من عشرة منافذ للمحافظة، مع المحافظات المحيطة بها. كما تعد الزيارات الميدانية لمدير عام الصحة بالمحافظة الدكتور خالد علي الحجي، إلى محافظتي إبوالبيضاء، لتنسيق الجهود الطبية في مواجهة كورونا وعدم إدخاله عبر العائدين من المغتربين، جراء كسر السلطات السعودية حظر إغلاق المنافذ مع اليمن، عبر إخراج المئات من المغتربين اليمنيين، خلال الأيام الماضية، أثناء استمرار تأكيد الصحة العالمية خلو اليمن من فيروس كورونا. ذمار 26 سبتمبر: استطلاع : محمد العلوي منذ الوهلة الأولى لتسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا في الدول المحيطة باليمن، اتجهت جهود القطاع الصحي في ذمار نحو الترتيب لإيجاد 12 مركزاً للحجر جميعها في مدينة ذمار، ماعدا مركز في وصاب العالي، منها 6 فنادق للنساء، بالإضافة إلى مركزين للعزل الصحي، دون التعويل على دور المنظمات الدولية، التي تأتي تدخلاتها متأخرة، بعد أن يقع الفأس بالرأس، والعمل بتكاتف الجهات المعنية لتوفير الاحتياجات الرئيسية الهامة لمراكز الحجر الصحي في مجالات المياه والغذاء والنظافة والإيواء. تأهب واستعداد ما أن تمخضت الخطة الوطنية لمرحلة التأهب والاستعداد، إلا وتم نشر فرق الاستجابة الطارئة، التي نُصبت لها خيام المرابطة في مداخل المحافظة لتعمل على مدار الساعة، في استقبال الوافدين من خارج اليمن، ومن المحافظات الجنوبية، ضمن الإجراءات الاحترازية، تحسبا لأي طارئ. مخيم في عفار يقول مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان في ذمار الدكتور خالد الحجي": تم تنظيم مخيم طبي في منفذ عفار البري الذي يربط محافظة البيضاء لفحص الوافدين والقادمين من محافظة مأرب الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان، عبر من منفذ الوديعة البري, بناء على توجيهات معالي وزير الصحة العامة والسكان". اهتمام ورعاية مؤكدا أن عدد الوافدين إلى مراكز الحجر الصحي منذ بدء الإجراءات الوقائية لجائحة كورونا عدد 2119 وافدا، منهم 324 من السعودية، ووافدين أثنين من الصين ونيجيريا، غادر منهم عدد 1817 وافدا بعد بقائهم 14 يوماً في مراكز الحجر، حظي جميعهم بالاهتمام والرعاية الصحية والغذائية والإيوائية. مبينا أن الإجراءات الاحترازية التي قامت به اللجنة المشتركة لمواجهة كورونا من إغلاق للمنافذ، عملت السعودية وللآن بإخراج المئات من المغتربين اليمنيين، وجنسيات أخرى، من أراضيها نحو المنافذ اليمنية، بشكل متعمد، ضمن سياسة تصدير الوباء الفتاك إلى اليمن. تدريب وحماية وأشار الدكتور الحجي إلى أن مكتب الصحة بذمار، سارع إلى اتخاذ أهم خطوة نحو تأهيل وتدريب الأطباء والفنيين والعمالة الطبية الصحية المساعدة، والتطبيق العلمي والعملي على ارتداء وخلع وسائل الحماية الشخصية، بالإضافة إلى التدابير والطرق الوقائية والاحترازية، في كيفية التعامل مع حالات كورونا، في مراكز الحجر والعزل الصحي، وكيفية مواجهة أي طارئ لفيروس كورونا. استجابة طارئة من جهة ثانية أوضح مدير الرعاية الصحية بمكتب الصحة بذمار الدكتور مجاهد الخطري، أنه في بداية الأمر وضع خطة إستراتيجية احترازية وقائية بإيجاد مراكز للحجر الصحي ونشر فرق طبية مجهزة في كافة مداخل المحافظة، لاستقبال الوافدين، ،وفرق أخرى وفريق أخر لتعقيم وتطهير السيارات والناقلات القادمة عبر منافذ المحافظة. وأضاف الخطري أن من ضمن الخطة الطارئة، تجهيز 360 فريق طبي، بحدود 1440 كادراً طبياً وفنياً موزعين على كافة مديريات المحافظة،التي تم تقسيم مناطقها إلى مربعات، بحدود 12 مربعاً لكل مديرية ، وتخصيص لكل مربع أربعة من الكوادر الطبية والفنية لمواجهة الحالات الطارئة لا سمح الله،بالإضافة إلى رفع جاهزية كافة المستشفيات والمراكز الصحية وفق الإمكانيات المتاحة والمتوفرة. توعية وتثقيف لم تكن تلك الإجراءات الاحترازية الطبية والصحية لوحدها في مواجهة كورونا، بل صاحب ذلك عملية تدريب واسعة للمتطوعات والمتطوعين المجتمعيين من مختلف فئات المجتمع، في مقدمتهم الخطباء والمرشدين الدينيون، والمعلمون، وكل المؤثرون من الشخصيات الاجتماعية المحلية في المديريات. حيث اعتبر مدير إدارة التثقيف والإعلام الصحي في محافظة ذمار، الدكتور سلطان على الحيجنة، أن فيروس كورونا ذكي، ولا يمكن مواجهته إلا إذا عرف الناس كيفية الوقاية منه، من خلال نشر التوعية الصحية للتعريف بفيروس كورونا، أسبابه وأعراضه وأساليب وطرق انتشاره وخطورته، وكيفية الوقاية منه باتباع السلوكيات الصحية الصحيحة والسليمة. مبينا أنه تم تدريب عدد 500 متطوعة مجتمعية للتوعية والتثقيف في كافة مديريات المحافظة لمواجهة كورونا بنشر التوعية الصحية في مناطقهن، بالإضافة إلى إيجاد شبكة للتوعية الإلكترونية في وسائل التواصل الاجتماعي، ومواجهة الشائعات والرسائل المغلوطة التي تستهدف الوعي المجتمعي. الجميع مسؤول وأضاف الحيجنة أن استخدام وسائل الاتصال والتواصل، عبر خطباء المساجد، و الفلاشات التلفزيونية والإذاعية والملصقات ونشرات التوعية عبر المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي، كانت لها الأثر الملموس، باعتباره المرجعية والمصدر الرئيسي للتوعية بمخاطر كورونا، وتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والوقاية، للتقليل والحد من انتشاره. داعيا كافة منظمات المجتمع المدني والناشطين إلى تحملهم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، نحو تعزيز الوعي والثقافة الصحية بين أبناء المجتمع، في مثل هذه الظروف الاستثناية التي تخوض الجهات المعنية ممثلة بوزارة الصحة، وغيرها من الجهات معركة حقيقية مع كورونا، للحد من دخوله اليمن. إجراءات مشددة ولمعرفة الإجراءات والخدمات المتبعة في مراكز الحجر الصحي، التقينا بمسؤول الحجر الصحي في المعهد المهني بذمار، الدكتور عبدالله المدومي، الذي أكد أن إعداد وتجهيز المعهد ليكون مركزا ملائما لاستقبال الوافدين للحجر الصحي، بكافة المتطلبات والاحتياجات من المياه والإيواء والغذاء والصحة ووسائل التطهير والتعقيم. مبينا أن الوافدين يخضعون للحجر الصحي لمدة 14 يوماً، وسط تدابير وإجراءات احترازية ووقائية مشددة من التعقيم والتطهير النظافة، ومتابعة حالة كل النزلاء بالفحص المستمر لدرجة الحرارة، من قبل الفريق الطبي، حفاظا على صحتهم وإجراءات احترازية لكل أبناء المجتمع. الأمراض المزمنة وتطرق المدومي إلى توفير كافة الأدوية لمرضى الأمراض المزمنة، وتقديم الرعاية والعناية الصحية العالية لهم، والحمد لله كل الذين خضعوا للحجر الصحي بصحة جيدة.. لافتاً إلى أن الجانب الإنساني يكمن أثناء مغادرة الوافدين بعد انتهاء الفترة المحددة للحجر الصحي، بصرف لكل منهم سلة غذائية متكاملة وبعض أدوات النظافة والتعقيم. خطة طارئة خطة وخطوات طبية وصحية طارئة اتخذها فرع مكتب الصحة في مديرية ذمار عاصمة المحافظة، بتكثيف الإجراءات الاحترازية باعتبار المدينة، نقطة الوصل التي تربط العاصمة صنعاءبالمحافظات الجنوبية والشرقية. يقول مدير فرع الصحة في المديرية الدكتور علي الخضر " إن أولى الخطوات المتخذة لمواجهة كورونا، وضع خطة استيعاب طارئة لعدد 2200 حالة، والتنسيق لتجهيز 15 مركزا للحجر الصحي، بعد أن تم تقسيم المديرية إلى 12 قطاعاً، وتوزيع 36 فريقاً للاستجابة الطارئة على قطاعات المديرية". رصد وإبلاغ وأضاف الخضر أن مكتب الصحة عمل على تزويد فرق الاستجابة السريعة بكافة البيانات وتوجيههم بالعمل على مدار الساعة، لمتابعة الوافدين من خارج البلاد والنزول إليهم وفحصهم، بالتعاون مع اللجان الفرعية المجتمعية التي تم تشكيلها في كافة الحارات والأحياء السكنية. وذكر بأنه تم توجيه العاملين بمجال الترصد الوبائي في 27 مركزا صحيا، لرصد الحالات المشتبه وإبلاغ فريق الاستجابة على الفور. وأوضح أن من ضمن الإجراءات الاحترازية تجهيز أربع فرق طبية وصحية للعمل في منفذ الجمارك بالمحافظة لفحص الوافدين والسائقين والعمل خلال 24 ساعة. توحيد الجهود في مديرية ميفعة عنس، كشف منسق التثقيف والإعلام الصحي الدكتور محمد عبدالعزيز مصلح حزام، عن تنفيذ حملة توعية عبر الإذاعات المتجولة للعديد من الرسائل الصحية، في عزل وقرى المديرية، ونزول الميداني لعدد 50 متطوعة مجتمعية، للتوعية في القرى والمنازل بأسباب وطرق العدوى لفيروس كورونا كوفيد 19، ومخاطره الصحية المختلفة. أما في المجال الاجتماعي، أفاد بأنه تم التنسيق على توحيد الجهود المجتمعية من خلال الالتقاء مع القيادات المجتمعية من أعضاء المجلس المحلي، والمشايخ، للعمل المشترك في رفع مستوى الوعي الصحي بين أبناء المجتمع، واستغلال مختلف المناسبات الاجتماعية، للتنبيه بالإجراءات الوقائية من الفيروس القاتل.