ثمه ضرورات وطنيه تستوجبها المرحلة التي نعيشها اليوم والتي نعاني الكثير من تبعاتها ، تكون مجردة من اي حسابات سياسيه ضيقه ،تفضي إلى حلول وتزيد من فرص الالتقاء والتوافق بين كل الأطراف اليمنية وبدون استثناء، أولها الثوابت الوطنية التي يجب أن لا يتخطاها أحد والتي تتعرض اليوم للتجريف بفعل عوامل التبعية للآخر الذي وللأسف الشديد أصبح هو المحرك الأساسي للصراع في اليمن، ويتحكم في المشهد برمته، نحن بحاجه من اى وقت مضى لفضاء سياسي مفتوح لئن تحلق فيه كل الرؤى والتصورات التي تبديها كل المكونات السياسية بحيث يتحول هذا الفضاء إلى عراك سلمى بين هذه الأطراف دون إقصاء لأحد مهما كانت توجهاته، خطاب سقفه الوطن يتجه نحو المستقبل ولا يستحضر الماضي الذي لا يؤدى الا لمزيد من حاله التوهان والتشظى واللا وعي أمام قضايانا ،فالوحدة الوطنية لا تتجسد بمقولات ناجزه ولكن بفعل مضامين تحمل فى طياتها معنى الانتماء والتجذر الابدي الذي لا ينتزع من جذوره الذي يتخضب ترابه اليوم بالدم ، وبروز مشاريع صغيره ممولة بل وموازيه للمشروع الوطني الكبير الذي يجب ينصهر فى بوتقتة ويجمع اليمنيين فيه ،لا شك أن اليمن اليوم أصبحت مسرحا لتجاذبات وصراعات إقليمية ودولية تسعى لتأمين مصالحها لن يكون الخاسر في هذا الصراع الا اليمنيين، التي وللأسف فضلت نخبته السياسية السباحة عكس التيار والتجديف باتجاه مصالحها الضيقة ،لتزيد من تعميق الجراح وتعميق الانقسام مخترقة بذلك السياج الأخلاقي والوطني والإنساني أيضا، بل والأدهى أن يخرج البعض من هؤلاء باكيا طالبا من الآخرين عدم تركهم فى منتصف الطريق لقتال أبناء جلدتهم وإخوانهم فى مشهد مأساوي يبعث عن الحالة والصورة المزرية التي تتجلى في هذه النخب التي تقتات وتعيش على آلام الآخرين ومعاناتهم وهي لعمري معضلة كبري تواجهنا، أن ما يشهده الوطن اليوم من تداعيات خطيرة يعبر عن حاله الانسداد وغياب الرؤية الصحيحة نحو المرتكز الأساسي والثابت الذي يجمعنا إلا وهو الوطن هذا الاختراق الذي نجتر تبعاته و امتد نصله إلى القلب الذي بدأ فيه الجسد اليمنى يصارع في كل اتجاه من أجل الحياة والتشبث بالأمل واستحضار التاريخ الذي لا يقدم حلولا لحاضرنا المتعب نزوح للماضي المشرق والاختباء فيه يجعلنا نواصل انكفاءنا ونكوصنا والذي ليس بمقدوره إلقاء قارب النجاة إلينا، بقدر ما يجب أن نتعلم دروسا منه حتى لا تتكرر الأخطاء والإخفاقات وما أكثرها ، لقد بات جليا لهؤلاء المتربصين باليمن أن تفقيس المزيد من هذه النخب هي مداومة يكون بقاء حالة التمزق التي تعيشها اليمن اليوم ومزيد من الانحناء المتواصل الذي تبديه بعض هذه النخب لهم ، تجعل استمرار هذا الوضع المتفاقم والكوارث التي نكابدها والتي القي بضلالها وتبعاتها القاسية والمؤلمة على الشعب اليمنى برمته و بدون استثناء، إن اليمنيين اليوم بحاجه إلى تفكير عميق والبدء فى التخلص من عاهة مستديمة لازمت نخب وساسة وحكام هذا البلد المتجذر تاريخيا بتسليم دفه قيادته إلى الآخر الذي وللأسف وعلى ما يبدوا ان اليمن لن تستطيع على الأمد القريب ان تصيغ ذاتها وهويتها الوطنية وان تكون لها سياسته الخاصة وتتحرر من قبضة الآخر الذي يواصل ضرباته وطعن خاصرة البلد برماح وسيوف بعض أبنائه ، بعد ان ارتضوا لأنفسهم لئن يلعبوا هذا الدور وان يكونوا بيادق، و ان استمر هذا الحال ستكون الأجيال القادمة على موعد مع قصه إنسانية بالغة التأثير شديدة القتامة في صفحات بيضاء طالما خطها اليمنيون وتفاخروا بها ذات يوم، لكن الأجيال القادمة لن تغفرها لأحد من هؤلاء وهذا ما لا نريده ان يحدث !..