أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت انه بدأ توسيع هجومه البري في جنوب لبنان وان قواته تتجه صوب نهر الليطاني. وقال جيش الاحتلال ان القوات تنفذ اوامر أصدرها ايهود اولمرت رئيس وزراء دولة الاحتلال ووزير حربه عمير بيريتس. وقالت مصادر أمنية ان قوة اسرائيلية وصلت الى قرية تبعد 11 كيلومترا عن خط الحدود الجنوبي اللبناني وهي أعمق نقطة تصلها القوات البرية الاسرائيلية خلال مواجهتها مع حزب الله. وأكد حزب الله تقدم القوات الاسرائيلية وقال ان قواته نصبت كمينا للقوة في قرية الغندورية الواقعة الى الشرق من مدينة صور. وأضاف ان عددا من الجنود الاسرائيليين قتلوا أو أصيبوا. يأتي هذا الهجوم الموسع بعد ان وافق مجلس الامن الدولي على قرار يدعو الى انهاء الحرب الدائرة منذ شهر. وكان مسؤولون اسرائيليون قالوا قبل القرار الذي صدر يوم الجمعة ان الجيش سيمضي قدما في حملته العسكرية بهدف وضع حد للهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله عبر الحدود الى ان يتقرر شيء في اجتماع حكومة أولمرت يوم الاحد. وأضافوا ان أولمرت سيدعو حكومته للموافقة على قرار الاممالمتحدة الذي يتيح نشر 15 ألف جندي من الاممالمتحدة لمراقبة انسحاب اسرائيلي مرحلي ومساعدة الجيش اللبناني على الانتشار في الجنوب الذي يسيطر عليه الان حزب الله. وقال الجيش في بيان مقتضب ان قواته بدأت خلال الليل "توسيع عملياتها البرية في لبنان الى مناطق باتجاه نهر الليطاني". ولم ترد على الفور أي تصريحات بشأن مدى المقاومة التي تلقاها القوات الاسرائيلية. ويقع نهر الليطاني على بعد 20 كيلومترا من الحدود مع اسرائيل. وقالت مصادر طبية ان غارة جوية اسرائيلية جديدة أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين على الاقل في قرية بجنوب لبنان يوم السبت. وأضافت ان الغارة استهدفت شاحنة صغيرة في قرية الخرايب. وقالت مصادر أمن ان عدة أشخاص قتلوا وأصيب اخرون في هجوم وقع في وقت سابق على قرية رشاف. هذا وقد وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على مشروع القرار الفرنسي الأميركي لوقف العمليات العسكرية في لبنان. وحمل القرار الجديد الرقم 1701. وصوت جميع أعضاء المجلس ال15 لصالح القرار الذي يطالب أيضا بسحب القوات الإسرائيلية إلى ما وراء الخط الأزرق ونشر قوات لبنانية في الجنوب بالتزامن مع هذا الانسحاب وبالتعاون مع قوات اليونيفيل التي سيرتفع عددها إلى 15 ألفا. ويدعو المشروع إسرائيل ولبنان لدعم وقف دائم لإطلاق النار وحل بعيد المدى، كما يطالب بإيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني تكون خالية من أيّ مسلحين ومعدات حربية وأسلحة عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل. ويطالب المشروع بإطلاق فوري للجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله ولكنه في الوقت ذاته يدعو لحل لمسألة الأسرى والمعتقلين اللبنانيين لدى إسرائيل. ويمنع المشروع بيع وتوفير الأسلحة والمعدات العسكرية إلى لبنان إلا تلك التي تسمح بها الحكومة، كما يطالب إسرائيل بتسليم الأممالمتحدة خرائط حقول الألغام التي زرعتها في لبنان. وفيما يتعلق بمنطقة مزارع شبعا الحدودية المحتلة يطلب مشروع القرار من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إعداد مقترحات لترسيم الحدود اللبنانية مع إسرائيل وسوريا. وبعد وقت قليل من تصويت أعضاء مجلس الأمن بالإجماع على مشروع القرار الدولي الداعي إلى وقف فوري للعمليات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله، أعلنت الشرطة اللبنانية أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن صباح اليوم أربع غارات على صيدا كبرى مدن الجنوب اللبناني التي تعرضت للقصف مرة واحدة من قبل منذ بدء العدوان الإسرائيلي منذ 32 يوما. من جهة أخرى ارتفعت حصيلة المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد قافلة النازحين الجمعة إلى سبعة قتلى و36 جريحا. وأفاد مراسل الجزيرة بأن القتلى سقطوا عندما قصفت طائرة استطلاع إسرائيلية عدة مرات قافلة نازحين من بلدة مرجعيون بجنوب لبنان تضم مئات السيارات تحمل قرابة ثلاثة آلاف مدني وأكثر من ثلاثمائة من رجال الأمن اللبنانيين. وقد جددت الطائرات الإسرائيلية أمس الجمعة غاراتها على ضاحية بيروتالجنوبية، كما شنت سلسلة غارات على الجنوب استهدفت جبل الرفيع في إقليم التفاح والأحياء السكنية في كفر تبنيت ومبنى بلدية الكفور في النبطية. وفي البقاع قتل شخص وأصيب آخر في غارة استهدفت شاحنة في بلدة مقنة. وتأتي هذه التطورات على خلفية مقتل 11 مدنيا لبنانيا وإصابة 18 آخرين في قصف إسرائيلي جوي على طريق بلانة-الحيصة في عكار قرب حدود لبنان الشمالية مع سوريا فجر الجمعة. من ناحية ثانية قال حزب الله إنه دمر أربع دبابات ميركافا إسرائيلية في جنوب لبنان وأصاب طواقمها. وكان الحزب قال إنه أغرق زورقا حربيا إسرائيليا على متنه 12 بحارا قبالة مدينة صور. ونقل مراسل الجزيرة بالمدينة عن مصادر في حزب الله قولها إن الصاروخ أصاب بشكل مباشر زورقا إسرائيليا من نوع سوبر ديفورا, ما أدى إلى غرقه فورا. كما أكد حزب الله أن 15 جنديا إسرائيليا سقطوا بين قتيل وجريح في معارك قرب عيتا الشعب, كما قال إنه قتل أربعة جنود آخرين في مواجهات في القنطرة جنوب لبنان. أما الجيش الإسرائيلي فلم يعترف إلا بمقتل جندي واحد وإصابة آخر بجروح خطيرة في اللبونة في جنوب لبنان، وقال إنه قتل عشرين من مقاتلي حزب الله.