قتلت غارات جوية اسرائيلية 12 شخصا في شمال لبنان يوم الجمعة في الوقت الذي حاولت فيه الولاياتالمتحدة وفرنسا الاتفاق على مشروع قرار لانهاء الحرب الدائرة منذ شهر بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله. ولم تحقق دبلوماسية القوى الكبرى المكثفة شيئا يذكر لتخفيف العنف في لبنان على الرغم من ان اسرائيل علقت خططا أقرها مجلس الوزراء المصغر يوم الاربعاء لتوسيع هجومها. وقال مسؤولو مستشفيات ان قصف جسر قرب الحدود الشمالية مع سوريا ادت الى اصابة 18 شخصا بجروح بالاضافة الى القتلى الاثني عشر. وقال شهود ان هجوما ثانيا أصاب الجسر بعد خمس عشرة دقيقة من الهجوم الاول الذي جعل رجال الانقاذ يهرعون الى الموقع. وذكرت قناة العربية ان ان جنديا اسرائيليا قتل واصيب اخر بجروح خطيرة في القتال مع مقاتلي حزب الله . ولم يكن لدى الجيش الاسرائيلي تعليق على ذلك. وقالت مصادر طبية ان هجوما اسرائيليا على سيارة قرب مدينة بعلبك بشرق لبنان ادى الى قتل مدني واصابة اثنين بجروح..واستيقظت بيروت على هدير نحو 12 غارة على الضواحي الشيعية قبل الفجر . وفر سكان كثيرون من تلك الضواحي التي كانت مزدحمة بالسكان بعد ان ألقت اسرائيل منشورات يوم الخميس حثتهم على مغادرتها. وقالت مسعفون ان حزب الله أطلق عدة صواريخ على اسرائيل مما أدى الى اصابة شخصين على الاقل في مدينة حيفا الشمالية . وقتل1024 شخصا على الأقل في لبنان ومالا يقل عن 123 اسرائيليا منذ اندلاع الحرب في 12 يوليو تموز بعد ان أسر حزب الله جنديين اسرائيليين في هجوم عبر الحدود. وواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت رد فعل عنيف بشأن وقف محتمل لاطلاق النار تدعمه الاممالمتحدة مع قول العسكريين انهم منعوا من التقدم ومطالبة الخصوم اليمنيين باجراء انتخابات . وقال عنوان رئيسي في صحيفة هاآرتس ذات التوجهات اليسارية "اولمرت يجب ان يستقيل." وانتخب اولمرت في مارس اذار. وقال بعض المعلقين العسكريين الاسرائيليين انه ما كان يجب وقف هجوم بري موسع في لبنان بعد ان اجازه اولمرت ومجلس وزرائه المصغر يوم الاربعاء. وتسببت الحرب في نقص في الوقود والطاقة في شتى انحاء لبنان وعطلت بشكل كبير جهود الاغاثة في الجنوب حيث يقول مسؤولو المساعدات ان الامدادات الحيوية بدأت تنفد في المستشفيات . واقتربت الولاياتالمتحدة وفرنسا يوم الجمعة من الاتفاق على مشروع قرار للامم المتحدة ولكن اعتراضات لبنان أو اسرائيل قد تؤجل مرة اخرى اجراء تصويت في مجلس الامن . وقالت وسائل الاعلام المحلية اللبنانية ان ديفيد ويلش مساعد وزيرة الخارجية الامريكية والذي يقوم برحلات مكوكية بين لبنان واسرائيل مزيدا من المحادثات مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة يوم الجمعة. ويتوجه وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي الى نيويورك للانضمام الى المحادثات بشأن مشروع القرار في الاممالمتحدة. ومن المقرر ان تصل وزيرتا الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس والبريطانية مارجريت بيكيت الى نيويورك ايضا. وعمل المبعوثون الامريكيون والفرنسيون في النص بعد ان رفضت بيروت نشر المزيد من قوات الاممالمتحدة بموجب الفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية الذي يجيز استخدام القوة لا الدفاع عن النفس فقط. ويدعو احدث حل وسط الى انسحاب تدريجي اسرائيلي مع نشر الجيش اللبناني في الجنوب. وفي نفس الوقت سيتم تعزيز قوة اليونيفيل في لبنان بما يصل الى 15 جندي فرنسي وجنود اخرين. وفي اطار هذه الصفقة سينسحب حزب الله من جنوب نهر الليطاني الواقع على بعد 20 كيلومترا من الحدود الاسرائيلية. ومن المتوقع صدور قرار ثان في غضون شهر يحدد شروط وقف دائم لاطلاق النار بما في ذلك اطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين اللذين يحتجزهما حزب الله. وعمل المندوبان الامريكي والفرنسي على النص حتى ساعة متأخرة من الليل بعد ان رفضت بيروت ارسال قوات اضافية من الاممالمتحدة بموجب الفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية الذي يجيز استخدام القوة لا الدفاع عن النفس فقط. وتدعو مسودة القرار الامريكية الفرنسية الى "وقف للعمليات الحربية" ولكن المفاوضات تعثرت مرارا بشأن كيفية وموعد انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان . ويبدو ان هذه الحرب تلحق اضرارا سياسية أيضا بأولمرت الذي انتخب في مارس اذار . رويترز