أعلن اليوم في الإمارات توقيع اتفاقيتي تفاهم بين "مجموعة 42" المتمركزة في أبو ظبي والمتخصصة في التقنيات الفائقة وشركتين إسرائيليتين متخصصتين في التكنولوجيا. وأوضحت وكالة الانباء الاماراتية أن مذكرتي التفاهم وقعتا تحديدا مع شركة "رافييل" التي تعمل في مجال المنظومات العسكرية المتقدمة، و"إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء"، اللتين وصفتهما بأنهما من أكبر شركات التكنولوجيا في إسرائيل. وحاولت الإمارات التقليل من أهمية التعاون في مكافحة “كورونا”، بتوصيفه بأنه مجرد اتفاق بين شركتين إماراتيتين خاصتين وشركتين إسرائيليتين لتطوير تكنولوجيا لمحاربة الفيروس، بينما أعلن نتنياهو أن هذه الشراكة جاءت نتيجة مفاوضات مكثفة بين الدولتين في الأشهر الأخيرة. لكن علاقات الإمارات مع إسرائيل خارج الإطار الدبلوماسي تمتد لسنوات طويلة في مجالات شتى. وكانت إسرائيل أنشأت أول بعثة لها في الإمارات عام 2015، لتمثيلها في “الوكالة الدولية للطاقة المتجددة”، ومقرها أبو ظبي. وشاركت الإمارات، في مارس/ آذار 2017، في تدريب عسكري مشترك مع القوات الجوية اليونانية والأمريكية والإيطالية والإسرائيلية. وكانت هذه هي المرة الثانية التي يحلق فيها طيارون إماراتيون مع طيارين إسرائيليين في تدريبات مشتركة، بعد مشاركتهم في مناورات “العلم الأحمر” بصحراء ولاية نيفادا الأمريكية، عام 2016، والتي شارك فيها أيضا طيارون من الولاياتالمتحدة وباكستان وإسبانيا. وتحاول الإمارات الإيحاء بالتزامها بالحق الفلسطيني وحرصها على الثوابت العربية في إحلال السلام مع إسرائيل، عبر سلسلة من التصريحات الإعلامية والمواقف السياسية، وفي الوقت ذاته تمضي قدما في خطواتها العملية لإقامة علاقات مع إسرائيل بشكل واضح ومعلن، على غير ما كانت عليه خطوات سابقة. وتتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن أن الدول العربية تقترب كثيرا من التطبيع الكامل مع إسرائيل بخطوات عملية، بينما تمارس هذه الدول لعبة إعلامية مفضوحة عبر مواقف سياسية تهدد أو تحذر إسرائيل من مواصلة نهج ضم الأراضي الفلسطينية. وكان لافتا موقف أحد المقربين من ولي عهد أبو ظبي، حيث اعتبر قبل أيام، أن “قرار التعاون مع شركات طبية وبحثية إسرائيلية غير موفق حتى إن كان لمكافحة كورونا”. وأضاف أن “الإمارات لا تحتاج التعاون مع معاهد إسرائيلية ولا تحتاج التعاون مع عدو إسرائيلي للقضاء على كورونا”، طالما أن “هناك شركات ومعاهد في كوريا اليابانالصينالهندفرنساألمانياأمريكا مليون مرة أفضل مما في إسرائيل”. قد لا تجد الخطوات التطبيعية الإماراتية، ومحاولة تسويقها عربيا وإقليميا، قبولا شعبيا على المستويين المحلي والعربي، لكن مع هذا، يمضي المسؤولون الإماراتيون قدما في هذا الاتجاه.