بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت سلسلة مشاورات من أجل تشكيل حكومة طواريء في أعقاب الهزيمة التي تكبدتها إسرائيل في حربها مع حزب الله اللبناني. وفي هذا السياق التقى اولمرت برئيس الوزراء السابق ايهود باراك وقد ولم يرد مكتب باراك على هذا الموضوع فيما قال مكتب اولمرت إن اللقاء بحث في مواضيع الحرب الأخيرة "ولم يتم تناول مواضيع سياسية فيه". وقال مكتب رئيس الحكومة إن أولمرت "لم يعرض على باراك أي وظيفة تذكر."ويذكر ان العلاقة السياسية والشخصية بين باراك وأولمرت كانت سيئة للغاية وتبادل الإثنان على مر سنوات مضت اتهامات منقطعة النظير إلا أنهما عادا في هذه الفترة وحسنا العلاقة واعتاد أولمرت أن يستشير باراك في كل ما يتعلق بالحرب على لبنان. وقد كان لقاء اولمرت وباراك بعد أربعة أيام من وقف إطلاق النار مؤشرًا إلى "بداية مشاورات لتشكيل حكومة طوارئ" كما قال بعض المراقبين السياسيين. فيما قالت أوساط سياسية أخرى إن اللقاء بين الاثنين تم لبحث تشكيل لجنة التحقيق في أحداث لبنان. ويذكر أن باراك كان متواجدًا في نفس الوضعية بعد اندلاع أحداث أكتوبر في العام 2000، التي تشكلت بأعقابها لجنة تحقيق رسمية "لجنة أور"هذا والتقت رئيسة الكنيست الإسرائيلي داليا إيتسيك، التي دعت من على منبر الكنيست الى تشكيل حكومة طوارئ، التقت رئيس الوزراء وكرّرت طلبها هذا. ويذكر أن إيتسيك من المؤيدات لضم باراك إلى مثل هذه الحكومة. بينما قال وزير الأمن الداخلي آفي ديختر أن تحقيق السلام مع سوريا والانسحاب من الجولان السوري المحتل بات أمرا ممكنا لكن بشريطة ضمان سلام حقيقي بين الطرفين وأن لا يكون سلاما قابلا للتهديد في أي لحظة. وبحسب أقوال ديختر فأن إسرائيل لا تجد صعوبة في الاستغناء عن الجولان لانها استغنت في الماضي عن أرض كان تحتلها في مصر ولبنان والأردن وقطاع غزة. وبحسب ديختر فأن هناك قضايا لا يمكن أن تتنازل عنها إسرائيل في الجولان مثل قضية المياه. وأوضح ديختر الذي كان يتحدث للإذاعة الإسرائيلية أن: "المسيرة سياسية أفضل من أي مسيرة عسكرية مع السوريين واللبنانيين ومن الممكن أن تكون الشروط جاهزة للمفاوضات مع لبنان قبل سوريا. لبنان مستعد اليوم لأن يدخل إلى مسيرة مقابل إسرائيل من دون أن يحدث شيئًا بالمقابل"وواصل ديختر: "سوريا دولة هامة فيما يتعلق في الحياة في المنطقة. وأعتقد بأن المفاوضات مع سوريا شرعية. وسيكون بالمقابل على ماذا الحديث ومع من. وأعتقد بأنًّ هذه الفكرة جيدة وصحيحة. وإسرائيل تستطيع أن تبادر لهذا في النهاية والمبادرات في مثل هذه القضايا يأتي عادةً من طرف ثالث. وإذا توجه إلينا طرف ثالث علينا أن نستجيب"وحول سؤال الثمن قال ديختر: "نحن نعرف جيدًا ماذا يعني الثمن، ونحن مجربون في كل قضية دفع الثمن أمام مصر والأردن ورتبنا الأمور نهايةً. وحاولنا أن نفعل هذا مع السلطة الفلسطينية إلا أنَّ شيئًا لم ينجح. ولكن هذا لا يعني أنه مقابل سوريا ولبنان هذا لا ينجح. ومن شأن هذا أن يوضح للفلسطينيين أن لا يوجد طرف سيحقق أهدافه مقابل حرب معنا"وكانت وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي لفني قد أعلنت عن تشكيل لجان خاصة من أجل أي مفاوضات محتملة مع سوريا هذا وبدأ القادة العسكريون في تل أبيب ينذرون حكومتهم بمواجهة قادمة مع حزب الله ربما تندلع خلال أشهر أو الأسابيع القادمة وفقا لحالة التوتر التي تسود المناطق الشمالية. ويتحدث القادة العسكريون في إسرائيل عن أن أي ما تم الاتفاق عليه من وقف لإطلاق النار بموجب قرار الأممالمتحدة لن يكون بعيد المدى وسرعان ما ستتفجر الأوضاع مجددا لتندلع مواجهة أخرى مع حزب الله وربما تشارك فيها أطراف أخرى حسب أقوال القادة العسكريين الإسرائيليين الذين وضعوا رئيس الوزراء أيهود اولمرت وحكومته في صورة هذه الأوضاع.