على الرغم من من قرب انتهاء المدة التي حددها مجلس الأمن لإيران للتوقف عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم والتي ستنتهي بنهاية الشهر الجاري والتهديدات الأمريكية بفرض عقوبات على طهران حال تمسكها بعمليات التخصيب تجاهلت إيران كل الضغوط الدولية ومضت في استكمال منشآتها النووية فقد دشن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم مرحلة جديدة في مفاعل آراك على بعد نحو مائتي كلم جنوب غرب العاصمة طهران. وألقي خطابا أعلن فيه أن المفاعل أصبح جاهزا لإنتاج الماء الثقيل، وهو على ما يبدو النبأ السار الذي وعدت به القيادة الإيرانية خلال الأيام الماضية.وبهذا ستتمكن طهران خلال سنوات من أن تكون لديها المادة اللازمة لتشغيل مفاعلات تعمل بالماء الثقيل.وأكد نجاد خلال المؤتمر أن إيران لن تتنازل عن حقوقها النووية مؤكدا أن إيران لا تشكل تهديدا لإسرائيل . ويؤكد المسؤولون الإيرانيون أن الماء الثقيل ليس له أي استخدام عسكري لذا فإن إخضاع إنتاجه لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليس إلزاميا. وسيستخدم الماء الثقيل كسائل للتبريد والتعديل بالنشاط الاختباري بالمفاعل الذي يفترض أن ينجز عام 2009. وقال منو شهر مدادي، من كبار المسؤولين في مفاعل "أراك إن الطاقة الإنتاجية ستتضاعف إلى قرابة 16 طناً من المياه الثقيلة سنوياً." وتعكف إيران على بناء المفاعل منذ عامين ومن المقرر أن يكتمل إنشائه عام 2009 واتفق دبلوماسي غربي في الرأي على أن الماء الثقيل لا يمكن استغلاله في الأغراض العسكرية. لكنه قال إن إعلان مثل هذا التحرك في ظل المواجهة الراهنة بخصوص برنامج إيران النووي لن يكون خطوة بناءة. وكانت طهران قد أعطت في الثاني والعشرون من أغسطس الجاري ردها على عرض الحوافز الاقتصادية التي قدمتها الدول الخمس الكبري مع المانيا مقابل وقف طهران لعمليات تخصيب اليورانيوم،ووصفت طهران ردا بالايجابي ودعت إلى مفاوضات جادة بشأن برنامجها ولكنها رفضت على ما يبدو وقف التخصيب كشرط مسبق. وظهرت مبكرا الخلافات بين القوى الكبري بشأن الرد الإيراني على حزمة الحوافز قالت واشنطن إن الدول الكبرى ستتحرك سريعا للموافقة على العقوبات إذا تجاهلت إيران المهلة. ولكن الخلافات ظهرت مبكرا حيث رفضت روسيا مناقشة خيار العقوبات في الوقت الحالي. أما أوروبا فيبدو أنها تميل حاليا للتفاوض رغم اتفاقها مع واشنطن على إبداء عدم الرضا مبدئيا على الرد الإيراني. وتوقع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إجراء محادثات جديدة خلال أيام مع مسؤول الملف النووي الإيراني علي لاريجاني. وقال في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل أمس إنه أجرى اتصالين هاتفيين مع لاريجاني، وأكد أن المحادثات تهدف للحصول على توضيحات بشأن الرد وكيفية دفع عملية التفاوض قدما. وذكر أن رد طهران الذي جاء في وثيقة من 20 صفحة يحتوي على عناصر جديدة.