جذر الشيطان متواجد بصورة دائمة في العقائد والنفسيات والعقول, وعلى وجه الخصوص لدى المسلمين لأنه يحرص على السيطرة على المؤهلين للهداية. والقرآن الكريم قد أغنى هذه المسألة مبيناً أن الشيطان عدو مبين, ومحدداً لماذا لا تستشعر الأمة هذه العداوة؟ ولماذا تستهتر بهذا العدو؟ ما يفضي بالبعض إلى أن يتخذوا منه ولياً لهم بدلاً من معاداتهم له, ويستثنى من ذلك المؤمنون الذين لا خوف عليهم من كيد الشيطان ولا سلطة له عليهم. "إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فأحذروه على دينكم". ولذلك كان المشركون مع بداية الدعوة المحمدية على صاحبها وآله أفضل الصلاة والتسليم يصبون لعناتهم على من أهتدى ولا يلعنون الشيطان يجعلون من أهتدى عدواً لهم بدلاً عن معاداة الشيطان بما في ذلك معاداتهم لله ولرسوله الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ويستهدف الشيطان غير المؤهلين للهداية لأن المؤهل هو أكثر تأثيراً على الناس وقد أخبرنا الله في كتابه الكريم عن ثقافة الشيطان بأنه يوسوس ويأمر بالفحشاء وهي ثقافة مضادة للقرآن الكريم "تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم"النحل 63. "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً" الاسراء53. والإنسان يجب أن يعرف عداوة الشيطان وعدائه له, ليتخذه عدواً من خلال تعرفه ومعرفته بعدوه, ولا يمكن أن تعادي عدواً لا تعرفه.. لذلك من المهم أن تعرف عدوك وسلوكياته وأخلاقه لتتمكن من مواجهته, ومعرفة الشيطان وسلوكياته لن تتأتى لنا إلا من خلال المصدر الصافي وهو القرآن الكريم الذي وضح كل أساليب الشيطان, التي منها إضفاء الهداية على متبعيه ومواليه وهم ليسوا بمهتدين "يا ايها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" البقرة 20. " يا ايها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين"البقرة 168. واوضح أساليبه الخداعية المضلة باستغلاله للعامل النفسي الذي في المقابل حذرنا الله سبحانه وتعالى منه بالقول:" إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنيين"آل عمران175. وبين لنا الله سبحانه وتعالى طرق مواجهته, من خلال آيات كثيرة حددة لنا كيف التعرف عليه كعدو, وأخرى حددت لنا كيفية مواجهته " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" البقرة 20. "يا ايها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين"البقرة 168. ومن أساليب الشيطان في خداع الإنسان أن يزين أعمال مواليه وأن يأمرهم بالكذب عكس ما امرنا الله به وهو الصدق. وحدد الله سبحانه وتعالى أن الموالين للشيطان هم قساة القلوب والذين منهم أكلت الأكباد وممارسي التوحش وقاطعي الرؤوس وهؤلاء هم قساة القلوب الذين يوجههم الشيطان ويعتبرون في المرتبة العالية من المتولين للشيطان "فلولا إذا جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون" الانعام43. ومن ألطاف الله بعباده البشر أن بين لهم أن الشيطان ضد السلم بقوله " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" البقرة 20. وعرف الله سبحانه وتعالى بأنه جعل للشيطان أولياء من الذين لا يؤمنون يأمرهم ويوحي بعضهم إلى بعض فنجده يأتي بأفكار ليست على مستوى الفهم العلمي والرباني وعرفنا الله سبحانه وتعالى بهذه الفئة. ومن أساليب الشيطان تخويف الناس وأمرهم بالفحشاء وهو ما بينه لنا القرآن الكريم من خلال قول الله سبحانه وتعالى ورغم أن الناس الذين تابع بذر الشيطان يتبعون الشيطان في هذا الامر مستواهم اعلى من الفهم والادراك إلا أن فقرهم هو الباب الذي دخل الشيطان منه ليستزلهم ويسلك الشيطان طريق تخويف اوليائه كي لا يستبينوا الحق من الباطل وهم أيضا ممن لا يستبصرون خطوات الايمان فنجده يستبيح دماء المسلمين وكأنهم لا يؤمنون بالآخرة. ومن أهم الوسائل التي يتبعها الشيطان ان يعمل على منع الناس من ذكر الله ليضلهم عن السبيل وهم يحسبون أنهم مهتدون وذلك بما يشوش به الشيطان عليهم بما يجعلهم لا يستطيعون التقدم خطوة واحدة نحو التفكير الايجابي، ويضل الشيطان اوليائه منخلال تصوير الحق باطلا والباطل حقا. ونجد ان كيد الشيطان ضعيفا وذلك يكون امام الخلص من المؤمنين وفي المقابل نجده يسيطر على غير المؤمنين الى درجة ان هناك من يقاتل في سبيل الشيطان. الطاغوت هو العنصرية والتمذهب والكبرياء وهذه أمور خلفها دول واموال تقدم للشيطان كما وصفها القرآن الكريم بأن هذه الاموال ستكون حسرة على من يتولى الشيطان، كما ان المسلمون لو عرفوا الشيطان لما تفرقوا ولكننا نجدهم يحلفون انهم على صح مثل الشيطان، وقد منح الشيطان مشاركة اوليائه في اموالهم واولادهم ويوعدهم بالخلافة فتجده ينفخ في اوليائه ممن يسمون علماء ورجال دين ويثني عليهم في المدارس ووسائل الاعلام التي تعد بعضها صوتا للشيطان وصولا الى جعل سمعتهم وريائهم سببا لتخريب اعمالهم ونجد مريدي اولياء الشيطان هؤلاء يمجدونهم ويقدسونهم حتى يوصلوهم الى مستوى عال من السمعة.. إلا انهم مع ابسط اختبار يسقطون امام الحق لأن الله سبحانه وتعالى يضعهم وما يمثلونه من باطل امام اختبار ليفضحهم امام انفسهم كونهم يملكون صفات التخطيط ضد المسلمين ويزيدهم الشيطان للتغول في هذا الامر حتى يصلون الى الخيانة والتآمر. ولذلك نجد من يتولى الشيطان يعملون على إظهار أحدهم في اي بلد كان ينفخونه وهو وهو لا يساوي شيئاً ولذلك الشيطان يضحك عليهم بالنجوى, وهي اتخاذ المؤامرات بشحن شيطاني يملأهم بالكبر والغرور نتيجة ثناء الآخرين عليهم إلى درجة الاستمتاع والشعور بالسعادة, ونجدهم ينتهجون النجوى, ونتيجة تولي مثل هؤلاء الاشخاص للشيطان نجدهم يضعون من خلال نجواهم خطط عمل من دولة غلى أخرى والشيطان يوهمهم بأن لهم الثقة المطلقة. ومن أهم ما يضل به عباد الله هذه الثقة المطلقة التي يزرعها فيهم الشيطان فعندما تدعوهم إلى كتاب الله يرفضون بثقة من صنع الشيطان الذي أنساهم ذكر الله. ولذلك نجد الله سبحانه وتعالى قد أسماهم حزب الشيطان لأن الشيطان يسارع في توزيع التهم على لسان من يوالونه ليعميهم عن الحق وعدم أبصاره واستبصاره. ومن أهم مشاريع الشيطان الصد عن سبيل الله, الذي يستخدم في هذا الأمر أصحاب الإفك الأثيم الذين يوسوس الشيطان في قلوبهم وصدورهم. ولمعرفة الخطط والسلوكيات الشيطانية ومواجهتها لابد من اكتساب ثقافة قرآنية تكسبنا استطاعة قياس الحجم الحقيقي للشيطان وبالتالي نأمن من شروره وساوسه ونأمن من شرور وتأمر أوليائه من خلال اتباعنا لما نص عليه كتاب الله سبحانه وتعالى من تحذيرات ونواهي تمنع تولي أنفسنا للشيطان وتجعلنا متبعين للحق والهدي الإلهي القويم. شياطين الأنس هم كذلك من دخلوا مدرسة الشيطان ويتلذذون ويستمتقون بتنفيذ برنامجه الحديث في كل زمان ولذلك نجدهم لا يقر لهم قرار ولا يهدأ لهم بال في التخطيط والمكر " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".. وفي كل زمن ومكان نجد ... الله يقفون حجر عثرة أمامهم فهل من مستبصر وهل من عقول تفكر.. "ألا إن اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"..