أفادت وسائل اعلام روسية بأن موسكو دعت لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الخطوات الأمريكية لإعادة فرض العقوبات على إيران. وكانت الولاياتالمتحدة قد قدمت خطابا لمجلس الأمن الدولي تتهم فيه إيران بعدم الالتزام بالاتفاق النووي، لتطلق من الناحية النظرية عملية تستغرق 30 يوما قد تفضي إلى إعادة فرض العقوبات الأممية. ويأتي ذلك على الرغم من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران، وفشلها في تمرير مشروع قرارها بشأن تمديد حظر توريد الأسلحة لإيران. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد بإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران، لكن روسيا والصين والدول الأوروبية الكبرى تعارض المساعي الأمريكية. من جانبها أعلنت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا عن رفض الطلب الأحادي الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة إلى مجلس الأمن الدولي، من أجل إعادة فرض العقوبات الأممية "snapback" على إيران. وجاء في بيان صدر عن وزارات هذه الدول إن "فرنساوألمانيا والمملكة المتحدة ("مجموعة E3s") لاحظت أن الولاياتالمتحدة الأميركية توقفت عن المشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة بعد انسحابها من الاتفاقية في 8 أيار/مايو 2018". وأشارت المجموعة الأوروبية إلى أن موقفهم فيما يتعلق بصحة إخطار الولاياتالمتحدة بموجب القرار 2231، قد تم إبلاغه بوضوح شديد إلى الرئاسة، وإلى جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي، قائلةً "لا يمكننا دعم هذه المبادرة، التي تتعارض مع جهودنا الحالية لدعم خطة العمل الشاملة المشتركة". وأكدت كل من ألمانياوفرنسا وبريطانيا التزامها بالحفاظ على العمليات والمؤسسات التي تشكل أسس التعددية. إلى ذلك، دعت جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يزيد من حدة الانقسامات داخله، أو يكون له عواقب وخيمة على عمله. وتابع البيان، "سنبقى ملتزمين بخطة العمل الشاملة المشتركة على الرغم من التحديات الكبيرة التي يفرضها الانسحاب الأميركي". وذكرت المجموعة الأوروبية في بيانها "نحن مقتنعون بأنه يجب علينا معالجة قضية عدم امتثال الإيرانيين المنهجي لالتزاماتهم بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة في إطار الحوار بين المشاركين في الاتفاقية، ولا سيما في اللجنة المشتركة، وفي إطار آلية تسوية المنازعات". ومن أجل الحفاظ على الاتفاق، حثت المجموعة في بيانها، إيران على التراجع عن جميع الإجراءات التي تتعارض مع التزاماتها النووية. يأتي ذلك بعدما تحركت الولاياتالمتحدة لإعادة فرض كل عقوبات الأممالمتحدة على إيران، بدعوى انتهاك طهران للاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية في عام 2015 حتى رغم انسحاب واشنطن منه قبل عامين. وقدمت الولاياتالمتحدة خطابا لمجلس الأمن المؤلف من 15 بلداً يتهم إيران بعدم الالتزام بالاتفاق، لتطلق من الناحية النظرية عملية تستغرق 30 يوماً قد تفضي إلى إعادة فرض عقوبات الأممالمتحدة، حتى رغم رفض قوى كبرى مثل روسيا للموقف الأميركي وإعلانها أنها لن تعيد العقوبات. وزير الخارجية الإيراني قال في رسالة إلى الأممالمتحدة إن "الولاياتالمتحدة ليس لها الحق في إعادة فرض كل العقوبات الدولية على إيران"، داعيا أعضاء مجلس الأمن إلى رفض الخطوة الأميركية. وأضاف ظريف في الرسالة "سيكون لسعي الولاياتالمتحدة إعادة فرض عقوبات الأممالمتحدة على إيران عواقب خطيرة...مارست إيران ضبط النفس بحسن نية... الآن جاء دور المجتمع الدولي لمواجهة المسعى الأميركي غير القانوني".من جهتهم، قال دبلوماسيون إن روسيا طلبت أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً يوم الجمعة بشأن إيران، في وقت تسعى فيه الولاياتالمتحدة إلى إعادة فرض جميع عقوبات الأممالمتحدة على إيران، وهي خطوة رفضتها موسكو.