قتل أكثر من 60 عراقياً وأصيب نحو 125 آخرين في تفجيرات وهجمات عديدة في مناطق متفرقة في يوم يعد الأكثر دموية بالعراق، يأتي ذلك بعد يوم واحد من دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي لوقف استباحة دماء العراقيين، مشدداً على أن العنف يتراجع وأن البلاد "لن تشهد أبدا حربا أهلية"وأكد المالكي أن حكومته تحرز تقدما في مكافحتها للصراعات الطائفية وهجمات المسلحين. ميدانياً، قتل 14عراقيا وجرح 25 آخرون في هجوم على سوق شعبي في بلدة الخالص ( 80 كم شمال بغداد). كما قتل مالا يقل عن 10 وأصيب أكثر من 50 في تفجيرين بسيارتين مفخختين في كركوك شمالي بغداد. وقد تضرر في الانفجار تلفزيون كركوك المحلي التابع للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يرأسه الرئيس العراقي جلال الطالباني وثلاثة منازل واحتراقت خمس سيارات مدنية. فيما قتل تسعة أشخاص على الأقل فى استهداف أتوبيس صغير بقنبلة في وسط بغداد، ما أدى إلى تصاعد سحب الدخان السوداء في الجو. وكانت سيارة ملغومة قد تم تفجيرها في استهداف لمكاتب صحيفة عراقية ذات توزيع كبير، تم استهدافها من قبل الماضي وتمولها الولاياتالمتحدة ، مما أسفر عن مقتل اثنين وإلحاق أضرار كبيرة بمبنى الصحيفة. وقالت مصادر في الشرطة العراقية إن السيارة المفخخة كانت تقف في ساحة لانتظار السيارات خارج مبنى الصحيفة، وان انفجارها ادى الى تدمير 20 سيارة اخرى على الأقل معظمها تعود لموظفين في الصحيفة. وتحدى صلاح المشعل رئيس تحرير الصحيفة منفذي العملية قائلاً ان الصحيفة ستصدر غداً كالمعتاد. كما قتل خمسة أشخاص وأصيب 15 آخرون في تفجير استهدف حافلة قرب فندق فلسطين بوسط بغداد. وفي البصرة ، قالت مصادر في الشرطة العراقية ان سبعة اشخاص قتلوا في انفجار قنبلة بدراجة نارية في سوق. وتعليقاً على أعمال العنف ، قالت مصادر من السنة ان هذه الاعمال تؤججها ميليشيات متصلة بأحزاب داخل حكومة المالكي التي يقودها الشيعة. يذكر أن العنف والعمليات المسلحة في العراق أودت بحياة أكثر من 3000 عراقي خلال الشهر الماضي وحده. وفي وقت سابق وجدت الشرطة العراقية 20 جثة مجهولة في أنحاء متفرقة من بغداد ظهرت على بعضها آثار التعذيب ومعظمها مصابة بطلقات نارية في الرأس. من جانب آخر، قتل جنديان أميركيان في تفجيرين متفرقين استهدف أحدهما سيارة عسكرية وسط بغداد. واعلنت القوات الامريكية التي تقوم بحملة كبيرة لضبط الوضع الامني في بغداد بالتعاون مع القوات العراقية انها قد فتشت اكثر من 31 الف مبنى و25 مسجدا واعتقلت 70 مشتبها به وصادرت 529 قطعة سلاح خلال الاسبوعين الماضيين. سياسياً ، قال مسؤول حكومي كبير ان المالكي يعتزم اجراء تعديل وزاري بعد 100 يوم فقط من تشكيل الحكومة لاستبعاد الوزراء الذين ينقصهم الولاء وأصحاب الاداء الضعيف وحشد تاييد الفصائل المختلفة لخطته للمصالحة الوطنية. وقال نائب رئيس الوزراء برهم صالح ان هذا التعديل هو "علامة مهمة" على التزامه بالكفاءة داخل حكومة الوحدة الوطنية. وأضاف ان العراق يأمل ان تؤدي خططه لجذب الاستثمارات وخلق الوظائف الى الحيلولة دون انزلاق البلاد الى الحرب الاهلية وان الزعماء الاجانب يجب ان يدعموا برنامجا اقتصاديا للامم المتحدة والا واجهوا كارثة في الشرق الاوسط بأسره.