قتل أكثر من 40 شخصا في هجمات قنابل في العراق صباح اليوم الاربعاء بينهم 24 في سوق مزدحمة في بغداد حيث المسلحون مصممون فيما يبدو على تحدي حملة أمنية كبيرة تدعمها الولاياتالمتحدة دخلت الآن اسبوعها الرابع. وقالت الشرطة ان 35 شخصا اخرين أصيبوا في الهجوم على سوق الشورجة لتجارة الجملة بوسط بغداد. وقضت الهجمات التي شهدتها الايام الاخيرة على الهدوء النسبي الذي اتسم به في الشهر المنصرم. وانفجرت قنبلة في نفس التوقيت تقريبا بحي الكرادة القريب مما أسفر عن مقتل شخصين واصابة 21 اخرين. وانفجرت قنبلة أخرى قرب محطة مزدحمة للوقود فتم استدعاء وحدة من الشرطة وأصيب خمسة ضباط حينذاك اثر انفجار سيارة. وقبل ثلاث ساعات انفجرت قنبلة تركت فيما يبدو في دراجة واقفة في حشد من الشبان العراقيين خارج مكتب تجنيد تابع للجيش العراقي مما ادى الى مقتل 12 شخصا واصابة 38 اخرين. وقال النقيب مثنى المعموري المتحدث باسم شرطة الحلة ان الدراجة الملغومة تركت فيما يبدو في ساعة مبكرة من الصباح قرب مكتب التجنيد في وسط الحلة على بعد 100 كيلومتر جنوبي بغداد. وكثيرا ما تستهدف هجمات مقاتلين من الاقلية العربية السنية بينهم من ينتمون لتنظيم القاعدة مراكز التجنيد التابعة للشرطة والجيش العراقيين. ومراكز التجنيد عناصر أساسية من اجل استراتيجية واشنطن لسحب قواتها. وتبين أن تعزيز قوات الامن العراقية لتتسلم المسؤولية من القوات الامريكية البالغ قوامها نحو 150 الف فرد تحد كبير لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي المقرر أن يتسلم القيادة الرسمية للقوات العراقية الشهر القادم. ومدينة الحلة وتسكنها غالبية شيعية قريبة من اثار بابل وهي محاطة بمناطق زراعية يعيش فيها السنة. وشهدت المدينة بعضا من أعنف الهجمات الطائفية على مدى العامين الماضيين بما في ذلك الانفجار الذي اوقع اكبر عدد من القتلى في ضربة واحدة حين أسفر انفجار سيارة ملغومة في فبراير شباط عام 2005 عن مقتل نحو 125 شخصا من بينهم عدد كبير من مجندي الشرطة. ورغم المخاطر يواصل الشبان الاصطفاف في طوابير عند مراكز تجنيد الشرطة والجيش بسبب حرصهم على البحث عن عمل. وقال شاهد عيان ان مجموعة كبيرة من الرجال الذين استجابوا لاعلان يطلب مجندين للجيش قاموا بأعمال شغب خارج مكتب المحافظ في السماوة التي تبعد 270 كيلومترا جنوبي بغداد بعد ان تم ابلاغهم بأن يأتوا في مطلع الاسبوع. وقال الشاهد ان الشرطة أطلقت في البداية طلقات تحذيرية ثم أطلقت النار على الحشد بعد ان أخذ في رشق المبنى بالحجارة مما أسفر عن مقتل رجل واصابة خمسة بجروح. كما اصيب ثلاثة من الشرطة في اعمال الشغب. ويقول المسؤولون الامريكيون والعراقيون ان الحملة الامنية في بغداد تأتي بنتيجة مع انخفاض معدل القتل هذا الشهر الى النصف مقارنة بالشهر السابق عليه الذي شهد مقتل عشرات الاشخاص كل يوم في العاصمة العراقية. وأدى انفجار الشورجة التي كانت مسرحا لعدة هجمات شنها مقاتلون سنة فيما سبق الى تدمير اكشاك ومحلات تجارية. وتسعى الحكومة التي يقودها المالكي جاهدة لاحتواء العنف الذي أثار خطر انزلاق العراق الى حرب أهلية. ورغم الحملة الصارمة استمرت اعمال العنف في انحاء العراق. واصابت قنبلة على جانب طريق سيارة مدنية على طريق قرب بهرز شمالي بغداد اليوم مما ادى الى مقتل ثلاث سيدات وطفل ورجل جميعهم من اسرة واحدة. وفي بلدة النعمانية على بعد 120 كيلومترا جنوبي بغداد قتل مسلحون ثلاثة اشقاء من الشيعة كانوا قد فروا من منطقة سنية في شمال البلاد. ونزح الاف العراقيين عن ديارهم منذ تفجير ضريح شيعي في فبراير شباط مما تسبب في موجة من عمليات القتل والاعمال الانتقامية الطائفية. وعثرت الشرطة يوم الثلاثاء على جثث 20 ضحية لفرق اعدام طائفية فيما يبدو في بغداد. وكانت عشر جثث بالقرب من مدرسة. وقتل مهاجم انتحاري بسيارة ملغومة 13 رجل شرطة امام مبنى وزارة الداخلية يوم الاثنين. ومما يبرز المخاطر التي تهدد استقرار العراق دارت يوم الاثنين معركة ضارية بين افراد ميليشيا شيعية والقوات العراقية في الديوانية على بعد 180 كيلومترا جنوبي بغداد سقط فيها عشرات القتلى مما أسفر عن مقتل 30 شخصا وفقا للاحصاءات الرسمية. رويترز