وبالعودة إلى مآسي الصراعات و الحروب التي تشب نيرانها في اليمن بين فينة وأخرى , وما تنجم عنه من كوارث ومصائب يشيب لهولها شعر الطفل الصغير , وآخرها هذه الحرب العدوانية التي تشن على اليمن حاليا منذ ست سنوات ولا زالت مستمرة من قبل دول تحالف العدوان على رأسهم مملكة آل سعود ودويلة الإمارات ومن ورائهم الصهاينة والأمريكان ومن معهم من انظمة ودول الإرتزاق التي تسيل لعابها لأموال مشيخات النفط الخليجية المدنسة , فإن المواطن اليمني هنا لم يعد محتملا لمزيد من تشبيب النيران وسفك الدماء وخراب العمران , وقد عانى ولا يزال يعاني الكثير بسبب الحرب والعدوان والحصار والتجويع . بل إن حياة اليمني على أرضه التي تشتعل اليوم نيرانا يبدو في حالة بالغة السوء وإن أبدى جلدا وصمودا وثباتا بحكم طبيعته وتكوينه التي تفرض عليه تمسكه بإبائه وكرامته وعزة نفسه وعدم قبوله بما يشينه مهما كلفه ذلك من ثمن باهض يدفعه من أجل ذلك, وقد أثبت اليمني للعالم بأسره أنه الوحيد الذي يرفض التطويع والإذلال والخضوع لأي طاغ أو باغ, باستثناء قلة قليلة من المرتزقة والخونة والعملاء من أبناء هذا الوطن الذين سقطوا ويسقطون كل يوم في مستنقع العمالة والخيانة وباعوا أنفسهم لأسيادهم بثمن بخس. بيد أن الحرب والعدوان على اليمن قد تسبب في ايصال البلاد والعباد إلى أسوأ منقلب وحال ومصير وقلب حياة اليمنيين رأسا على عقب , إلى جانب ماسببته الحرب والعدوان من مآس وكوارث إنسانية ماثلة للعيان , والتي بالرغم منها يستمر المعتدون على اليمن في ارتكاب جرائم حربهم على اليمن بكل عنجهية واستكبار وإصرار على الإثم والعدوان الذي يتعاونون عليه وهم شركاء أساسيين فيه بلا شك وبلا استثناء. وبحسب مصادر أمريكية متطابقة فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية شريك أساسي وفعال في جريمة العدوان والحرب الحالية على اليمن , وتتهم ادارة ترامب بتحمل الوزر الأكبر في تلك.الجريمة المدانة . وهذا ماأكدته مجلة أمريكية تكشف خيوط لجرائم خطيرة ارتكبها تحالف دول العدوان في اليمن , وتحمل إدارة ترامب المسؤولية والتسبب المباشر في إعاقة الحل السلمي في اليمن. وقالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية في تقرير لها نشرته الأربعاء الماضي : " إن دور الولاياتالمتحدة على مدار الإدارتين الماضيتين والإدارة الحالية وقفت وأعاقت أي حلول لإنهاء الحرب في اليمن" . وأشارت المجلة الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية الى ان هناك مخاوف لدى خبراء وقانونين في الخارجية الامريكية من تورط بلادهم في جرائم حرب في اليمن , جراء دعم الادارة الامريكية للتحالف الذي يقوده التحالف العربي بقيادة السعودية . ولفت تقرير المجلة الأمريكية الى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أوقفت في وقت سابق من هذا العام المساعدات الانسانية في اليمن . ونقلت المجلة عن مشرعين في الكونغرس الأمريكي قولهم:" إن هذه الخطوة ستؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن، حيث يواجه غالبية المواطنين انعدام الأمن الغذائي المتفاقم والذي يكافح لوقف انتشار فيروس كورونا ".. واوضحت مجلة (فورين افريز ).الأمريكية في تقريرها أن التحقيق الذي اجراه المفتش العام في وزارة الخارجية الأمريكية أظهرت أن خطوات تجنيب الطيارين السعوديين استهداف الأهداف المدنية لم تجدي ولم تكن كافية للتخفيف من خطر تعرض الأبرياء للموت في اليمن . واوضح مساعدون في الكونجرس ومسؤولون أمريكيون سابقون إن قرار وزارة الخارجية الأمريكية بنقل أجزاء من التقرير عن الخسائر المدنية إلى ملحق سري يثير مخاوف من أن الوكالة قد تحجب المزيد من المعلومات المؤلمة عن أعين الجمهور . ونسبت المجلة إلى مسؤول أمريكي سابق مطلع على القضية تحدث إليها شريطة عدم الكشف عن هويته قوله "أعتقد أن الرغبة في إخفاء الثمن المدفوع في أرواح اليمنيين في مبيعات الأسلحة وإخفائها بشكل مؤكد يتجاوز الإخفاقات الأخلاقية والمعنوية لهذه الإدارة ". ولعل ماكشفه تقرير المجلة الأمريكية المذكورة بشأن العدوان والحرب الحالية على اليمن والتي تشارك واشنطن فيها بفعالية يمثل غيض من فيض ويكشف بعض الحقائق المغيبة عن الكثيرين , ويؤكد أن أمريكا رأس الشر وأساسه هي المسؤول الرئيس عن جريمة الحرب والعدوان على اليمن وما السعودية وأعراب الخليج ومن تحالفوا معهم سوى مجرد أدوات ومنفذين بالحرف للمخطط والجريمة التي يندي لها جبين الإنسانية اليوم. وفي جميع الأحوال يجب أن نظل مقتنعين على الدوام أن أمريكا كانت ولا زالت وستظل هي عدو العرب والمسلمين المبين ولا يمكن أن تكون حليفا وصديقا حميما مخلصا لهم ولولاها لما ظلت دولة الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطينالمحتلة مستمرة حتى اليوم بفعل دعمها السخي لها وتعهدها بحمايتها والحفاظ على وجودها وتفوقها وضمان استمرارها في بيئة وأرض تلفظها . والخلاصة هنا أن أمريكا والشيطان الرجيم صنوان ووجهان لعملة واحدة وهما ألد الخصام لكل عربي ومسلم ولا يمكن أن يكونا غير ذلك !. ...... يتبع ......